معاً نرتقى

معاً نرتقى
معاً نرتقى

معاً نرتقى

بقلم: المهندسة غادة لبيب..

مضى الوقت كطرفة عين، وعدت من زيارتى الأولى لدولة ليبيريا وعاصمتها مونروفيا بعد رحلة مثيرة ومفيدة، استغرقت ثلاثة أيام، حظيت خلالها بالمشاركة فى منتدى أموجاي (Amujae) الثاني للقيادة النسائية الإفريقية مع نساء بارزات ذوات خلفيات شخصية ومهنية متنوعة، من مختلف دول قارة إفريقيا، واللاتي قمن بمشاركة خبراتهن وقصص نجاحهن والإنجازات التي قمن بتحقيقها خلال توليهن المواقع القيادية وأهم التحديات التى واجهتهن.

وقد نلت شرف اختياري ضمن قائمة مجموعة Amujae لعام ٢٠٢١ م لأكثر ١٥ قيادية نسائية إفريقية تأثيرًا وإلهامًا على مستوى قارة إفريقيا، وهو الاختيار الذي تم من بين أكثر من ٢٠٠ امرأة قيادية من جميع أنحاء القارة. وتعبر كلمة “أموجاى” (Amujae) عن الهدف الإستراتيجي المستهدف من المنتدى، حيث تعني في لغة الكرو، إحدى لغات ليبيريا، “نحن نرتقى”

ويشكّل منتدى Amujae للقيادة لعام ٢٠٢١ م النسخة الثانية من المنتدى، فالأول كان بشكل تفاعلي “وجهاً لوجه” بين قياداته النسائية، فمنذ بداية عام ٢٠٢٠ م التقينا عدة مرات ولكن من بُعد بسبب إجراءات التباعد التى فرضتها جائحة كورونا. كما يعتبر منتدى Amujae واحدًا من أبرز وأحدث المنابر الحوارية النسائية الإفريقية لالتقاء قياديات نسائية مصرية وأفريقية على أراضي دولة ليبريا. ويتم تنظيم تلك الفعالية بواسطة مركز “إلين جونسون سيرليف الرئاسي للمرأة والتنمية” والمعروف اختصارًا “EJS” الذي تم إطلاقه في عام ٢٠١٨ م، وذلك لتشجيع وتطوير قدرات وخبرات المرأة في المواقع القيادية في إفريقيا، وتعزيز استدامة التنمية السياسية والاجتماعية للمرأة في القارة السمراء.

وقد ركز المنتدى هذا العام على موضوع “بناء القدرة على الصمود” بهدف تزويد قائدات أموجاى بالخبرات والأدوات اللازمة لتولى الأدوار القيادية بشكل فعال وصحيح أثناء فترات الأزمات وعدم اليقين فى قدرات دولنا الإفريقية وخاصة بعد جائحة (COVID_19)، وسُبل تحسين المشهد العام للمرأة فى القيادة العامة بالقارة من خلال تبادل الخبرات القيادية النسائية وجمعها من جميع أنحاء القارة. فضلاً عن توظيف قدرات وخبرات والتزام القيادات النسائية كإستراتيجية لتنمية القارة الإفريقية بأكملها ودعم نموها وتقدمها.

وتؤكد العديد من الدراسات أن النهوض بالمرأة فى القيادة العامة، سوف يفيد الجميع؛ حيث توجد علاقة قوية بين وجود المرأة فى مراكز القيادة وبين تحقيق نتائج تنموية صحية وتعليمية وبيئية أفضل. وإذا كانت توقعات العديد من المراقبين تؤكد أن الناتج المحلى الإجمالى لقارة إفريقيا سوف يكون من بين النواتج المحلية الإجمالية الأسرع نموًّا فى العالم خلال السنوات العشرين القادمة، وهو ما يعد فرصة حقيقية بالنسبة لجميع دول القارة للسعى نحو التغيير التحويلى Transformational Change، فإن ذلك يتطلب زيادة اندماج المرأة ومشاركتها فى مختلف مجتمعات ودول القارة.

والحقيقة أن التجربة المصرية فى عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تعد تجربة متفردة فى هذا الإطار؛ فلقد حققت مصر فى الآونة الأخيرة نجاحًا كبيرًا فى تمكين المرأة ومعدلات مشاركتها وتمثيلها في مختلف المواقع القيادية، حيث تشغل المرأة – حاليًّا- ١٤٨ مقعدًا فى البرلمان، مقارنة بـ ٨٩ مقعدًا فى عام ٢٠١٥م، كما تضم الحكومة الحالية في تشكيلها ثمانى وزيرات فضلاً عن نائبات ومساعدات الوزراء، بالإضافة إلى المُحافظات كمُحافِظة دمياط الحالية ونائبات المحافظين في مختلف أنحاء مصر، كما تتقلد المرأة العديد من المواقع القيادية في القطاعين العام والخاص، وتم تعيين المرأة قاضية في جميع المؤسسات القضائية، مما يعكس ثقة القيادة السياسية المصرية بقدرات المرأة وإمكاناتها.

وبحكم سنوات العمل والخبرة فى مواقع القيادة العامة، أرى أن تمثيل المرأة فى مختلف القطاعات، مثل الصحة والتعليم والصناعة وغيرها، يمثل جانبًا مهمًّا للتقدم نحو النمو الوطني الاحتوائي؛ فوفقًا لمعهد “ماكينزى” العالمى، فإن مشاركة المرأة على قدم المساواة فى الاقتصاد العالمى، سوف يرفع من الناتج المحلى الإجمالى العالمى بنسبة ٢٦٪ خلال السنوات العشر القادمة. وبناءً عليه؛ فإن تشجيع السيدات على إطلاق العنان لإمكاناتهن الكاملة يعزز فرص الرخاء للجميع.

.للمزيد من أسعار الدولار والذهب والعملات والأخبار الترند تابعونا على قناة التليجرام https://t.me/ghsjksjjs