“مناجاة” “قراءة تحليلية في ثلاث قصائد بعنوان قناوي وبهانة”

FB IMG 1613216192124

“مناجاة”
“قراءة تحليلية في ثلاث قصائد بعنوان قناوي وبهانة”
~~~~~~~~~~~~~~~

في زمن العولمة والتكنولوجيا والحداثة،في زمن الموضة والعالم الافتراضي، في زمن السوشيال ميديا وغرف الشات والانترنت المفتوح على العالم بكل ما يفرزه من اختلاطات وتجارب وعلاقات، يجذبنا الشاعر في هذا الزمن من عالم إلى آخر لم يزل بشفافيته وعفويته المفرطة، ما زال متكئا على ركائز الماضي الجميل حيث الأمومة في ثوبها العفوي، حيث المعاني العميقة للرجولة والأخوة والمبادئ النابعة من أحضان الأرض الخضراء ورائحة الخبيز بالبيوت الصعيدية الأصيلة، ننتقل من صورة إلى أخرى حيث زج بنا الشاعر إلى عالم الخطابات والرسائل المكتوبة، وياله من زمن ساحر فأين نحن الآن من حرارة القلم وعبق الأوراق والمشاعر المدونة بلهف الشوق للحبيب والإبن والزوج والأخ الغائب، بعيدا كل البعد عن أجهزة الحاسب والهواتف المحمولة والقواميس المجهزة بكلمات الحب الالكترونية حيث مشاعر “القص واللصق والتركيب” فلا معنى ولا إحساس بهذا الود المصطنع.

ونعود إليها تلك البهانة الأصيلة صاحبة المناجاة للإبن الغائب، ويدون الشاعر خطابها الأول وكأنه يجالسها ويحادثها وينقل عنها ما تقول، فتبثه لوعة فراق الإبن المهاجر الذي رحل لكسب العيش ف تاه في زحام العالم الصاخب حيث الأمنيات التي تباع وتشترى، حيث الخروج من عباءة الأصالة والمبادئ التي لم ينل منها سوى ضيق ذات اليد والاحتياج، فطردها من نفسه واقتلعها كي يحيا رغد العيش ولم يدري أنه حين خلع تلك الأصالة والمبادئ التي تربى عليها قد خلع المودة والرحمة لهذه الأم المكلومة لفراقه، وهو وحيدها وسندها فتخاطبه وتناشده العودة لقلبها، وتسرد عليه ما كان في الماضي ومعنى الرجل والسند والأخ وتستجديه الرؤيا فلم يعد في العمر ما تستوثق منه البقاء، فالوجه قد شحب من السهر والألم والجسد قد أنهكه التعب والفراق، والروح لم تعد تحتمل هذا الجسد المتعب وترغب المفارقة والراحة ولكنها ما زالت عالقة بروح الإبن المهاجر، فتستجمع الأم كل ما كان من ذكريات المودة ومواقف قناوي الإبن من أحداث الحياة الصعيدية التي جعلت منه رمزا للرجولة والأخوة قبل أن تختطفه نوازع الحياة المترفة، وتظل تناجيه ويكتب الشاعر ويصف عباراتها الحزينة تارة واللوامة تارة أخرى، فهي تلين لتجذب قلبه ليعود، وتشتد لتوقظ في نفسه المبادئ التي توارت، وتلهج كي تشعره وهن الروح ورغبتها في لقياه.

وتمر لحظات تدوين الخطاب بين صور متعددة حيث تجلس بهانة في الدار التي تنطق جدرانها بالحزن فكل يوم يمر مثل الآخر والإبنة قد تزوجت دون وجود الأخ الذي كان وجوده سيشرفها ويساندها أمام أهل زوجها، فتعاتبه الأم وتذكره بما كان وبماذا سيتحدث الناس في غيابه، ومن سيكون لها هي الأم التي وهنت واجتمعت عليها أوجاع الزمن والانتظار.

ثلاث خطابات متتالية جلس الشاعر بجوار بهانة ليسرد عنها تلك المعاناة، فتذكر ابنها بوصية الأب وتستحضر صورة الفراق الأليم للزوج الذي أوصى قناوي ببهانة ويستخدم الشاعر هنا المقاربة اللفظية للإيحاء بالقرب ومسؤولية الإبن عن بهانة دون ذكر كلمة الأم وكأنها ابنته وليست أمه، وكأنه يرغب أن يستثير مشاعره بالحب ويوجعه ليوقظ فيه ما ترغبه بهانة من ولدها سندها ومن هو في مكانة الأب الراحل،
ولم تكن في خطابها تتحدث عن شوقها بمفردها بل تذكره بزوجته الشابة التي تركها وحيدة فتهدهد مشاعره برفق ليستشعر الحنين ويتمنى العودة.

ولم يجدي الخطاب الأول فتسارع بكتابة الثاني وتكتبه بوجع العتاب وكبرياء الأم المثالية فتذكره بأنها لا تحتاج شيئا سوى رؤياه، فالدار عامرة بالخيرات ولكنها زهدت الحياة بدونه، أصبحت رؤياه شغلها الشاغل، وفي هذا الخطاب استحضر الشاعر كل ركن في الدار الصعيدية حيث ترك للقارئ أن يتجول في جنبات دار بهانة فيرى موضع جلوسها وما حولها من أشياء تتعايش معها وصورة ابنها وما تحكيه عن ذكريات مولده وفرحة الأب بقدومه ويرسم الشاعر ذكريات الأم بالكلمات وينقلنا من صورة لأخرى فنستجمع حياة بهانة مع زوجها وأولادها حتى شب الإبن وأصبح فتيا يمتلك أرضا يزرعها وله بعض الحيوانات التي يمتلكها وأصبحت كجزء من حياته فتعاتبه الأم بذكر حماره في دعابات جاذبة حانية وأنه يعرف الطريق للدار إن ابتعد فكيف أنت يا ولدي؟ وبكلبه الذي أصابه الحزن فلم يعد يلهو ويصخب لفراق قناوي..

لم يكل القلم ولم يمل الشاعر أن يروي عن بهانة ما يتلج في صدرها لكن صوتها الذي يملي عليه أن يكتب ويعاتب قد صمت فجأة، فقد فارقتها الروح في حضرة المناجاة، وهنا ظهر الإحلال وتبدل الموقف والحدث بحضور الإبنة وهي أخت قناوي، وكأن الشاعر يقول أن روح الأم إن فارقت فالأخت هي أم أخيها، وينتقل الشاعر للمشهد الموجع حيث تهرع الإبنة إلى الدار فتجد بهانة المتعبة قد فارقت الحياة فتناديها بصوت متهدج موجوع فما من مجيب، وهنا تتجلى براعة الشاعر في وصف حدث الموت فكل ما حول بهانة يموت بموتها، حتى كوب الشاي الذي انسكب على صدرها مات حزنا بجوارها، والإبنة تصرخ حزنا ولكنها تتشبث بأمل أخير أن تجيبها بهانة وما من جدوى، فلا تجد الأخت بدا من اللجوء إلى الشاعر ليكتب لها خطابا ترسله إلى قناوي.

وهنا يتجلى تبدل الشخصيات وتستمر المناجاة وكأن الأم ما زالت تتحدث، فتسرد لأخيها كيف رحلت وكيف ظهرت علامات الحزن عليها قبل الفراق، وهنا يستعير الشاعر عبارات يضعها على لسان الأخت فتقول لقناوي.. كانت بتحبك.. فتوحي العبارة بعشق الأم لابنها وكأنه الحبيب وهي الحبيبة.. وتنتقل كاميرا الشاعر حول العزاء الذي سيقام للأم الراحلة ويوضح لنا مراسم توديع الأم وكأنه ينقلنا للعادات والتقاليد والموروثات من خلال هذا الخطاب كما ألقى الضوء على مفردات الحياة في الخطابين الأول والثاني.

وترحل الأم وتبقى الأخت وما بها من الحنين لعودة الأخ والأب والإبن في صورة قناوي المغترب، وتبقى كلمات الشاعر والأديب دكتور نشأت عادل في الأذهان صورة لا تنسى وفي العقول فكرة لا تغيب وفي الروح شعور لا يخفى وعلى مدار الأيام تاريخا كتب شعرا يحكي عن أصالة الشاعر المصري الأصيل والمؤرخ بالكلمات والمشاعر عن بلاده وأهلها.
ونستلهم من شاعرنا المزيد ويستحق العديد من المقالات والدراسات لنعي جيدا ما في جعبته ك شاعر وفنان.

مقال بقلم رئيس القسم الأدبي:

د. عزة محمود علي حسن

ثلاثية قناوي مٕجَمَّعة

(قناوى) خطاب رقم 1
ح أبدأ كلامى ب الصلاة على الحبيب..واهدى سلامى لكل من صلى عليه..اللى ب زكره كل جرح يطيب..اللى الحصى
سَبَّح ب كف إيديه..
نبىُّ السعد..أمَّا بَعد..

قناوى..بعدهالك عاد..
نَسِيت أُمَّك وخَيّتَك ياد؟!
كفانا عتاب..
بقالنا شهور ماجانا جواب
إيه الأسباب..
لعلك يا ابن بطنى
بخير..
وَحَشت اُمَّك يا وَلَدِّى
كتير..

عروستك لسه فايته
الدار..
حماتك لسه بعتَاها
تِطَّقَس على الأخبار..
جرالك إيه؟!
جبت القسوة ديه منين؟
تكونش يا واد نَسِيت ناسَك!!..
و قَل يا ولدى
إحساسك..
وعايش ويَّا ناس تانيين؟!..
قول يا حزين..

غَوِيت الفرقه والغُربَه.. نسيت احلامك الشابه.. وناوى تعيش هناك علطول؟..
صارحنى وقول.. ماهوش معقول..
تكون عن عزوتك
مشغول..
تكونش يا واد.. بقيت قيمة..
وعيارك طاش؟!
لو استغنيت.. ما نستغناش
يكون شَغَلَك يا ولدى العيش؟..
قناوى واجعنى قلبى عليك..
ف طمنى بحق العيش ماتقلقناش يا ولدى عليك..

ورب الكون
ما محتاجه ياولدى فلوس..
سابغنا الخير..
وحلل الدار ملانه غموس..
مانيش محتاجة
عطف الغير..
حدانا الخير يا ولدى كتير..
يفيض ويكَفِّى كل
اسيوط..
لكن خايفه يجينى
الموت..

ومين ح يحل عقدة
كفنى غير ولدى..
يعدل نومتى عالقبلة وياخد ف البلد دى
عَزاى..
بقيت نسَّاى!!
نسيت يا قناوى وصية ابوك؟..

قول لى ازاى!!
ماكنت معاكوا ساعة الموت..
وهو يا ولدى
ب يوصيك..
ب آخر صوت..
تحط بهانه جوه
عينيك..

تكون بعده وكيل
خَيتَك..
تِشَوَّرها وتجهزها..
توصلها لبيت جوزها وتاخد خِرقِة العفة..

فوق راسك تلفلفها.. وتعمل للشرف زفة..
وتمشى رافع الهامة..
شرف اختك كما عمامة..
تاج يا قناوى فوق راسك..قصاد ناسك واقول يا قناوى انا ربيت..
تكونش يا واد نسيت البيت؟؟
عشان كده ماتجينيش مكاتيب!!..تصدق عيب..

قناوى..
وَحَشت عين امك..
ياقلب امك..
بهانه نفسها تضُمَّك..
طب ابعت حتى
تصويره..
نكلمها لما شوقنا
يزيد..تكون للقلب
تصبيره

على فراقك.. وعالبرد اللى صاب القلب..
يكَفِّى عُمرِنا ويفيض..
دى كتاكيتك فايتها
فراخ
بقت ب تبيض..
وكلبك هو راخر
شاخ..

لا عاد ب يزوم
ولا يهَوهَو..ب يتلَوْلَوْ
وحسَّاه حَزين..
غيابك طال
كأنه سنين..

ف شِدِّلنَا يا ولدى
جواب..
يطمنا على الأسباب..
ليك أحباب..
وليك زوجة لسَّاها
يا ولدى شباب..

وبرضك زينه بنت
أصول..ف لو مشغول
ياريت تفضى لنا لو
ساعة..تطمنا على اخبارك
مين جالك ومين زارك
بيسألنى عليك دارك
ومش خابره أرد ب إيه

قناوى..قول وطمنى
ليك شهرين بعيد عنى..
فسر لى غيابك ليه؟؟

سلامى لكل إخوانك..
وباللَّهِ عليك ماتنام..
ف من فضلك واحسانك.
ماتظلمش البنيه حرام..
قولها كلمتين حلوين..
يسدوا الدين..
طول عمرك كلامك
زين…

ختاماً حفنة مالسلامات
معاهم كَبشتين قُبُلات..
وطمنى يا قلب امك
بهانه امك

   د/نشأت عادل

    (قناوي خطاب رقم 2)

سلام الله عليك يا ابني يا واد بطني
غيابك واللَّه لخبطني
مَانِيش عارفة أقُول لَك إيه
طمنِّي غيابك ليه؟
ده تاني جواب ب اشدُّه لك
برضه ما جاني منَّك رَد..
باقي إيه أقُولُه لك..
زعلانة وما قولت ل حَد
ب اكتب لك ودمع العين
عِصِي ينزِل
أَخَد على خاطره يا ابني القلب
قاعدة لوحدي ف المَنزَل
من غيرك في إيه يتحَب..
ها احِب الحيط؟!
ولَّا اشكي ل طين الغيط!!
حزين يا قناوي حتى الحيط
خلاص خَيّتَك في بيت جوزها
بقى فاضي عليَّا البيت..
وَحيدة يا وَلَدِي من غيرك
أقولك سِرّ..
بارحَة نِمت في سريرك
أتلَمِّس يا واد رِيحتَك..
لقيت صورتك في تسرِيحتَك
حسيتَك قُصَادي يا واد
يوم ما ولِدت وانت ضَعيف
كان قلبك يا قاسي نضِيف
جنبي أبوك ب يندَّه ليك
كان ل الحق فرحان بيك
كنت صَغير لكن باينه
رجولتك فيك..
شُفت الجَنَّة جوَّه عينيك..
يا قناوي بَقِيت بيك أُم..
وانا نَفَسَة و ب انزِف دَم..
نسيت بيك الألم والهَم
يا رب تكون يا وَلَدِي بخير
قناوي.. إيه جرا ل قلبك
ما كنت عَطُوف..
عينيك الضَيقِين برضك
كانت ب تشوف
تكونش يا واد بقيت حَلُّوف!!
قناوي الدار ملاها الخوف..
قلب بهانة هَا يسامحك
كما العادة.. ضناه البُعد
ف غيابك.. بقىٰ زيادة..
فَ تَعب القلب..
زاد الضغط في الشرايين
صار لي ف التَعَب شهرين
بهانة هَدَّهَا بُعدَك..
بَقت عَيَّانة من بَعدَك..
فَ قُول لي ليه عدَم رَدَّك
ده تاني جواب..
فَ طَمِّني إيه الأسباب
يكونش يا واد ضميرك شاب؟!
ما طول عُمرَك ضميرك حَيّ
فَرَّح قلبي يا قناوي..
قول لي عَن قُرَيِّب جَايّ
صارحني لو في قلبك شَيّ
عيون اُمَّك فارقها الضَيّ
وكيف تضوي العيون يا ابني
وانا مش خابرة عَنَّك شَيّ!!
طب ابعت حتىٰ تَصوِيرة
تكون ل القلب تَصبيرة..
تقول لي ان انت فاكرني
و كلمة زين تِصَبَّرني..
عشان صَمتَك مِحَيَّرني
مانيش عارفة أراضِيك فين
ما طول عُمرَك حَدِيتَك زِين
يا واد جِبت القَسَاوة منِين
يكونش يا واد ما رَضّعتَكش
إيه يا قناوي!! ما بتفهَمش..
رِضِعت لحَد ما بقيت جَحش
خَلَّصت الحَليب كُلُه..
بهانة لَبَنها فيك ما نَفَعش
حنانها عليك كمان ما طَمَرش!!
ها تفضَل طول حياتك جَحش!!
قول يا قناوي إيه الأخبار..
بيسألني عليك الدار..
ها يطلع إيه يا ولدي الجحش
أكيد لازم ها يبقي حمار..
ده حتىٰ حمارنا عندُه شعُور
ب يزعَق لمَّا ييجي النور..
يصَحِّنا نروح الغيط..
حُمَارك مش حمار سَكَّة
ولا كان عُمرُه مرَّة عبيط..
زُنفُل عارف السِكَّة..
وعارف اللي فوقُه غَبِيط..
تكونش كمان نسيت الخُرج..
حدايا كمان مِعَسِّل بُرج..
باقي من روايح ابوك..
الله يرَيَّح اللي جابوك..
قناوي زِهِدت في الدِنيا..
ما عُدتِش حَابَّه اعيش ثانية
من امبارحه ما خدت دَوَاي
مفيش ف الدار حَدَايا سواي
ماعادش فيه كمان صِحَّة..
أَقُوم اعمِل ل روحي الشاي
فَ قول يا قناوي إنك جاي..
يِخِف القلب م الفَرحَة..
لكن في البُعد اخِف ازاي!!
علاجي ماهوش حُقَن وحبوب
تِعِبت يا وَلَدِي م البلابيع..
مرارها فظيع
خلاص مابقاش في عمري كتير
فَ طمنِّي قناوي عليك..
و سيب قساويك..قول لي
ان انت يا ابني بخير
قلبي يا ولدي دايب دوب
راضية وصابرة ع المكتوب
وربك برضه رب قلوب..
إوعاك منِّي يا ابني تضيع
ختاماً كبشتين سلامات..
معاهم حفنة م القبلات..
سلام الله عليك يا ابني
وابات القاك هنا ف حُضني
قناوي البُعد دَوِّبني..
بهانة ضناها خوفها عليك
ضنايا ربنا يخليك
يبارك فيك..
وتفضل دَعوِتي تحميك..
يا قلب امَّك
باعتاه ليك
بهانة امَّك

       د/نشأت عادل

             قناوي خطاب رقم 3

سلام الله..ما دايم إلَّا وَجه الله..
ما تم الأمر..ولله وحده بس الأمر..
أنا خضرة اللي ب اكتبلك.. وبانعي لك بهانة أمك.. قناوي يا خوي..
يا وِلد اُمِّي ويا وِلد أبُوي..
أخويا.. إللي من دَمَّي.. دَفَننَّا اليوم بهانة أمي.. وجَف الدمع ف عنيا..
بارحة يا اخويا طلبتني.. قالت لي قَلبَهَا مَوجُوع.. كت تبكي بصوت مَسموُع.. وأول مرة يا قناوي أحِس ف صوت بهانة دموع..
كأنُّه فُراق.. رِكِبت وجيت..
سَريع ع البيت.. دَعِيت.. استُرهَا
يا خلَّاق.. ضَربت الباب ب رجليَّا.. وكان مفتوح.. لقيتها واقعة مَرمِيَّة.. مفارقاها يا خوي الروُح..
ناديت يا أمَّايَا ما رَدِّت.. صَرَخت
امَّاي.. كَنَّهَا كَت عَ تشرَب شاي..
لقيت فوق شالها شاي مَكبُوب..
و رَبَّك شُفت يا قناوي كأنُّه مات
كمان الكُوب.. لَقِيتُه مَرمِي جَنبيها
وكان مَقلُوب.. مفارقاه الروح.. حيطان البيت كانت تبكي.. على اللي واقعة مَرمِيَّة.. رَمِت أحزانها ف عنيا.. فِضِلت ابكي علىٰ بُكَاها
بهانة خلاص مفارقانا ومفارقاها
قناوي البُعد سَوَّاها وخلَّاها..
حَطَب علىٰ عُود.. آثر غِيبتَك علىٰ جبينها آهو مَوجود.. فارقها الفَرّح
يوم ما مَشِيت وبَعَتِت لَك كَتِير مَكَاتيب.. ماجاش حتىٰ السلام مَرّدُود.. كانت ب تحِب يا قناوي..
وعارف حُبَّها عُمرَك مالوهش
حدود.. خَلاص راحِت بهانة يا خوي.. تِفَكَّر اللي راح ح يعود!!
بَقيِّة عُمرَها ف ذاتك..
يا خوي الباقي في حياتك..
عَزَايا فيك.. باقي لي وربنا
يخليك.. كُل جيراننَّا ب تَعزِّيك
عَزَا واجب..
تعالىٰ واعمِل الواجب
خايفة عليك لَ تِتعايب
ما عادش يا اخوي حَدَاي غيرك
فَ كَتَّر خيرك اتدَلَّىٰ أوام علىٰ مَصر..
حَ نِعمِل خَتمَة بَعد العَصر
وانت يا اخويا بِكريها
إدعي يا خوي كَتِير ليها
تعالىٰ والحَق الخَتمَة..
تكون ل امَّك يا خوي رَحمة
ح نُطبُخ بَعدَها لَحمَة
نِفَرَّقها علىٰ روحها
ما روحها عارفة مَطرَحها
بهانة مكانها ف الجنة
وانا يا قناوي ح استَنَّي
ورَحمِتها ما تتأَخَّر..
هات عَفشَك و تَنَّك جايّ..
ما باقي إلَّا وَجه الحَيّ..
كُلُّه يا اخويا جاي له يوم..
فَ سبحان رَبِّنا القَيُّوم..
لُه وَحدُه البَقاء والدُوم..
قلبي معاك
ح استَنَّاك

                خَضرَة اختَك

      د/نشأت عادل