عندما فكر سيد جلال فى خوض الانتخابات عن دائرة باب الشعرية قبل ٦٥عاما حمل صندوقا فى يده ووضع بداخله ٥ جنيهات وجاب شوارع دائرته معلنا فى حملته (من يريد انتخابى عليه أن يضع ٥ قروش فى الصندوق) اندهش الناخبون وقتها وعندما علموا أن الخمسة جنيهات هى لبناء مستشفى باب الشعرية الذى أصبح مستشفى جامعيا الآن التف حوله الناخبون ونجح باكتساح وظل نائبا لدائرته ٥٠ عاما وفشل أى حزب فى شرائه.
وكان شارع كلوب بك المشهور بممارسة البغاء وكان وصمة عار على جبين أهالى الدائرة التى تضم الموسكى وكلوب بك مع باب الشعرية. وفشلت جميع محاولاته لإلغاء الدعارة إلى أن تفتق ذهنه عن تدبير(مقلب) لوزير الشئون الاجتماعية فى ذلك الوقت (جلال فهيم باشا) حيث أقنعه بزيارة مشروع خيرى كبير تحت الإنشاء بالدائرة وأعد له حنطوراً بشارع إبراهيم باشا (الجمهورية حالياً) لكى يشاهده الأهالى ويخرجوا لتحيته, واتفق مع سائق الحنطور على المرور من شارع كلوت بك. وما إن دخل الحنطور حتى تسابقت العاهرات إلى الوزير وتدافعن إليه لإغرائه باعتباره (زبونا) لقطة لأنهن لا يعرفن شخصيته وخطفن طربوشه وظل الوزير يصرخ ويشتم بعد أن مزقن ملابسه وسرقن محفظته وبعد أن تخلص منهن ذهب إلى منزله لتغيير ملابسه ثم توجه إلى مجلس الوزراء الذى تصادف انعقاده فى مساء نفس اليوم وطلب إلغاء الدعارة أو قبول استقالته وتم له ما أراد وألغيت الدعارة رسمياً وتحققت أمنية الأهالى ونائبهم.
وقدر لهذا الفتي أن يشق طريقه بقوة.. وأن يصبح في سنوات قليلة من كبار المصدرين والمستوردين في مصر وأن يلعب دورا هائلا في الحياة السياسية وأن يكون نائبا في برلمان سنة 1945 وأن يرتبط اسمه بدائرة باب الشعرية علي مدي سنوات عديدة.. قبل الثورة وبعد الثورة.. وأن يكون شيخ النواب.. شيخ البرلمانيين، وأن يقود الحملة لإلغاء البغاء.. ويمسح عن جبين مصر هذا العار.!!
إنه سيد جلال صديق الشيخ الشعراوي الذي لم يكن يمضي يوم دون أن يراه أو يلتقي به في شقة الحسين..
يروي الشيخ الشعراوي عن صديقه سيد جلال كيف دبر المقلب لوزير الشئون الاجتماعية في شارع البغاء، والذي انتهي بصدور القرار الشهير.. قرار إلغاء بيوت الدعارة..
كما يروي عن مواقفه مع جمال عبدالناصر ومع السادات، وكيف سمعه وهو في غيبوبة الإنعاش يرتل القرآن الكريم ويلحن فيه!