هكذا كنا,,! “الشيطان عاري الصدر”

80440442 2602026053359725 8323945403342913536 n

بقلم/ د محمد عطا عمر

الجزء الأول في معركة أجنادين سنة 13 هجرياً بين المسلمين والروم, تقف جحافل الروم مصطفة بجيوش لا نهاية لها, يأت بطلاً عظيماً لا مثيل له, يخترق دفاعات الروم ويشق الصفوف ويمزق الجيوش حتى إذا ثقل عليه درعه خلعه وطار يضرب يميناً ويساراً وهو عاري الصدر, حتى ظن أعدائه من شدة بأسه أنه شيطان .. وأطلقوا عليه بالفعل لقب الشيطان عارِ الصدر ..!! إنه الصحابي الجليل ضرار بن الأزور رضي الله عنه وأرضاه كان ضرار بن الأزور مقاتلاً من الطراز الأول، شجاعاً مقداماً يخترق الصفوف بلا خوف أو تردد. وأما سبب اللقب الغريب الذي أطلقه عليه أعدائه، فكان في معركة أجنادين بين المسلمين والروم، وكان عدد الروم 90 ألف مقاتل، بينما عدد المسلمين يقارب الـ30 ألف فقط. وتميز ضرار في هذه المعركة، بأنه أحدث مقتلة عظيمة في صفوف الروم على الرغم من تفوقهم العددي، وفي أثناء المعركة ومع اشتداد الحر خلع ضرار بن الأزور درعه وقميصه لكي يستطيع التحرك بخفة، فما إن رآه الأعداء عاري الصدر حتى قالوا هذه هي الفرصة التي لن تعوّض لنقتل الرجل الذي أزعجنا منذ بداية المعركة فهو الآن بلا درع يحميه، فتجمع عليه الجنود حتى كاد لا يرى، فقتلهم جميعاً بلا استثناء، وخرج من بينهم بلا خدش أو جُرح، فأطلقوا عليه لقب الشيطان عاري الصدر، وانتشرت هذه الأسطورة في صفوف الأعداء بسرعة رهيبة، بل تعدت هذا الجيش إلى جيوش الروم الأخرى، وأصبح بعد ذلك يقاتل عاري الصدر متعمداً ليرهب الأعداء، فما أن يروه حتى يفرون من أمامه قائلين “جاء الشيطان عاري الصدر.. استطاع ضرار رضي الله عنه أن يصل إلى قائد الروم ” وردان ” وحينما رآه عرفه من تلقاء نفسه, وقال ” إنه الشيطان عاري الصدر”, فدب الرعب في قلب وردان ودارت بينهما مبارزة قوية فاخترق سيف ضرار صدر (وردان), وأكمل السيف المهمة فقطع رأسه. وعاد ضرار برأس (وردان) إلى المسلمين عندئذ انطلقت من معسكر المسلمين صيحات التكبير .. الله أكبر الله أكبر وأصبح ضرار بن الأزور يمثل رعباً في جيوش الروم, حتى صمموا على قتله أو على الأقل أسره, لكن هل استطاعت جيوش الروم قتل ضرار أو حتى أسره؟ هل تمكنوا منه بالفعل؟ وكيف تخلص من ذلك ؟ وهو ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله . نعم هكذا تكون الرجال,,, نعم هكذا كنا,,,!

68282258 467362753828511 8836201741805420544 n
58420118 445327429554282 1859332191872352256 n 4