هل توجد حقيقة مطلقة؟

هل توجد حقيقة مطلقة؟
هل توجد حقيقة مطلقة؟

هل توجد حقيقة مطلقة؟

بقلم / الدكتور ظريف حسين رئيس قسم الفلسفة بآداب الزقازيق…

لماذا لا توجد حقيقة مطلقة؟
لأن كل الأشياء قيمتها منسوبة إلي أشياء أخري غيرها ، سواء في معرفتها أم في قيمتها الوظيفية ، أو في دلالاتها ، و لأن الشيء نعرفه بشيء أو بأشياء أخري فهو لذلك نسبي. كما أن “فكرة” الله نفسها ليست مطلقة لأنها متفاوتة بتفاوت الأذهان و درجات الإيمان ، و لذلك فهي ليست فكرة واحدة حتي عند المؤمنين بها. و هذا هو معني كونها نسبية و ليست مطلقة.

 .للمزيد من أسعار الدولار والذهب والعملات والأخبار الترند تابعونا على قناة التليجرام https://t.me/ghsjksjjs


و كيلا نقعَ في الخلط يجب أن نميز بين الله بوصفه “موجودا” و الله بوصفه “موضوعا للتصورات و العقائد” . فالله بوصفه “موجودا” ليس “واقعة” يمكن رصدها بالحواس و لا بالآلات قطعا،و بذلك يظل مجرد نقطة بداية – نظرية – تتجه إليها الأنظار و تراها حسب حدتها و منظوراتها . فالمشترك بين المؤمنين بالله هو أنه يمثل بالنسبة لهم الأفق المغلق ،أو أقصي حد يمكن تصوره للوجود. فكما أننا جميعا نتوهم أن المسافة بين كل واحد منا و بين الشمس واحدة ، و أنها تشرق علي كل واحد من أفراد قريتنا بالدرجة نفسها ، فإننا نتصور أيضا أن قبة السماء تلتقي بالأرض عند أطرافها،أي علي أقصي مدي للبصر . و أيضا نري القمر يصحبنا إلي حيث كنا عندما يزدهر.


و لكن الواقع هو أن الشمس لا تبتعد عنا بالمسافة نفسها ، و لا السماء منطبقة علي الأرض عند الحواف كغطاء حلة ، و لا القمر يسير معنا حيث شئنا. و إن قيل إن هناك حقائق مطلقة كحقيقة أن الواحد أكبر من الصفر كمَّا ، فيمكننا أن نقول عكسه ، أي بأن الصفر أهم من الواحد ؛ لأن الصفر يسبقه في الترتيب. و هذا يعني أن علاقة الواحد بالصفر ، مثلا ، نسبية و مشروطة. و بذلك تكون الحقائق المطلقة نفسها نسبية.


و ببساطة فإن كل الحقائق نسبية لأنها منسوبة إلي بعضها من ناحية و إلي عقولنا من ناحية أخري ، فإن قيل إنها مستقلة عن أذهاننا كالحقائق الرياضية و الفيزيائية فإنها ما تزال منسوبة إلي الأدوات التي تقيسها و إلي المستويات التي تقاس عليها و إلي غيرها من الحقائق التي تجعلها متميزة عنها.