بقلم : د/ بومدين جلالي
وَدِّعْ هُرَيْرَةَ يَا أعْشَى وَمَا رَحَلُوا *** فَإنَّ قَوْمَكَ فِي الْأصْفادِ يَا رَجُلُ
لَمْ تَبْقَ فِينَا مَعانِي الْحُبِّ مِنْ كَمَدٍ *** لَمْ يَبْقَ مِنَّا مَعَ التّقْيِيدِ مُرْتَحِلُ
كَانَتْ هُرَيْرَةُ فِي الْأشْعارِ رَائِعَةً *** وَالْيَوْمَ أوْغَلَ فِينا اللّحْنُ وَالزَّجَلُ
كَانَتْ جَهَالَتُكُمْ أخْتَ الْمُرُوءَةِ فِي***كُلِّ الْمَدَى بَيْنَمَا نَحْنُ الْأذَى الْجَهِلُ
أشْوَاقُنَا لمْ تَعُدْ أشْواقَ صَوْلَتِنَا *** سَادَ الْجَبَان ُوشَعْبُ الْمَجْدِ مُعْتَقَلُ
أعْلَامُنَا وَشَبابُ الْعَصْرِ حَلَّ بِهمْ***مَا كانَ عَاراً، وقَامَ الْخُبْثُ وَالدَّجَلُ
والْفَاتِناتُ يُسَمَّيْنَ الْعَوَانِسَ فِي *** مَهْدِ الرُّجُولَةِ أيْنَ مَاتَتِ الْحِيَلُ
بِعْنَا عُرُوبَتَنا في السُّوقِ مُرْغَمَةً*** مِنْ بُؤْسِنا غابَ فِينا الْعِزُّ والْأمَلُ
صارَ الْخِطابُ بِغَيْرِ الضَّادِ مَلْحَمَةً**أهْلُ الْفَصاحَةِ فِي الْأطْواقِ قَدْ عُزِلُوا
بِعْنَا عَقِيدَتَنا … تِلْكَ الّتِي رَسَمَتْ *** أمْجادَنَا بَعْدَكُمْ والدَّهْرُ يَحْتَفِلُ
صارَ الصّهايِنَةُ الْأحْبَابَ فِي دُوَلٍ***قدْ جَاهَدَتْ وحَرِيقُ الْقَهْرِ يَشْتَعِلُ
بِالْحَرْبِ سِرْنَا إِلَى الْإخْوانِ نَسْحَقُهُمْ***وجَيْشُ أعْدائِنَا فِي قُدْسِنَا بَطَلُ
باتَتْ فَرَنْسَا وأَمْرِيكَا وَآلُهُمَا *** هُمْ رَأسُنَا وقَضايَا الْمَسْخِ تَكْتَمِلُ
وَدِّعْ هُرَيْرَةَ بَلْ وَدِّعْ بَنِي عَرَبٍ**إنْ وَاصَلُوا الصَّمْتَ وَالْعُدْوَانُ يَشْتَغِلُ.