أعداد : فاطمه العامرية
وادى الحيتان هى من أقدم مناطق التراث الطبيعى بالعالم، وتضم حفريات مميزة وفريدة، والمحمية شاهدة على عصور وأزمنة سابقة تعود إلى ملايين سنين
ويرجع أكتشاف وادى الريان الى 1903 بواسطة العالم بيد تل وقد عثر على حفريات للحوت المعروف بأسم الباسيلوسورس إيزيس والذى يصل طولة الى 18 متراَ وحوت الدوريودون اتروكس وهو أقل حجما وقد صنفت كأنواع جديدة للحيتان فى متحف التاريخ الطبيعى بلندن
و تضم محمية وادى الحيتان أول متحف من نوعه فى الشرق الأوسط للحفريات وتغير المناخ والذى تم إنشاؤه بالتعاون بين وزارة البيئة والبرنامج البيئى للتعاون المصرى الإيطالى (مشروع دعم المحميات الطبيعية بمصر)، وبرنامج الأمم المتحدة الأنمائى.
والمتحف هو الأول من نوعه من حيث مقتنياته النادرة فهو يحتوى على حفريات يرجع عمرها لملايين السنين،
كما يمتاز بتصميمه المعمارى المتماشى مع طبيعة وادى الحيتان، والذى قام به أول فريق علمى مصرى متخصص فى الحفريات من الخبراء الشباب بوزارة البيئة، ويكشف المتحف عن تغير المناخ من خلال الحفريات التى تم
اكتشافها فى منخفض الفيوم، خاصة وادى الحيتان، ورؤية تغير أشكال الحياة على مدار ملايين السنين تبعاً لتغير المناخ على كوكب الأرض منذ نشأته، وصولاً لعصرنا الحديث الذى يشهد الكثير من قضايا تغير المناخ، علاوة على
كونه يفتح آفاقا جديدة للبحث العلمى فى مجال الحفريات الفقارية، ودراسة سلوك الحيتان القديمة وطرق تغزيتها وعلاقتها بالكائنات الحية المجاورة لها ويجيب على تساؤلات طالما حيرت الباحثين عن حياة الحيتان القديمة.
ويضم المتحف حوت “الباسيلو سورس أيزيس” وهو أضخم حوت متحجر، كما يعرض مجموعة فريدة من الحفريات الفقريات ذات القيمة العلمية، ويُظهر وللمرة الأولى الأطراف الخلفية “الأرجل” لحوت “الباسيلو سورس أيزيس” والتى تعود أهميتها إلى إعطاء الدليل القاطع على تطور الحيتان وانتقالها من كائنات أرضية تعيش على
اليابسة إلى كائنات بحرية تعيش فى مياه البحار والمحيطات، كما تمثل تلك الأطراف أيقونة وادى الحيتان وهى
السبب الرئيسى لإعلان الموقع كأحد مواقع التراث العالمى لاحتوائه على همزة الوصل بين الحيتان البدائية والحالية.
وفى عام 1989 اكتشف فريق العمل المكون من علماء حفريات مصريين وأمريكيين أول عينات مائية لهيكل الحوتين الباسيلوسورس والدوريودون أثروكس بأرجلهما وأقدامهما الصغيرة. وفى عام 1996 تم اكتشاف أحف
ورة حوت آخر قديم يبلغ طوله 5 أمتار هو حوت اتشيرنوس سيمونس. وفى عام 2006 تم اكتشاف أول حفرية من الثدييات البحرية وهى من أجداد الفيل وتعرف باسم بيراثيوم وفى عام 2007 تسمية الحوت الذى يبلغ طوله 10 أمتار باسم “ماسوا سيتسى ماركجريف”.
وقد قام فريق البعثة برسم خرائط لمواقع أكثر من 400 حوت وعجل البحر فى المحمية، وخلال أول العام الجارى تم افتتاح متحف الحفريات بالمحمية.
و المحمية تتمتع بالعديد من المقومات السياحية والأثرية وكنوز الحفريات الفقارية الفريدة من نوعها التى تجذب العلماء والمهتمين بعلم الحفريات للتعمق فى أسرار الماضى، كما تجذب الزائرين الراغبين فى التمتع برؤية هذه التحف الفنية الرائعة.
بلأضافة أن منطقة وادى الحيتان تمثل متحفا جيولوجيا مفتوحا وفريدا من نوعه على مساحته البالغة 400كم، وتعد محمية وادى الريان التى يقع ضمنها وادى الحيتان منطقة تراث طبيعى هامة للمعرفة الإنسانية لاحتوائها على
مئات الحفريات لحيوانات بحرية منقرضة، مشيراً إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” قد قامت بإعلان منطقة وادى الحيتان كمنطقة تراث عالمى عام 2005، كما اختارتها كأفضل مناطق التراث العالمى للهياكل العظمية للحيتان وبقايا الحفريات