وهـــــــمُ الأصـــــــولية

FB IMG 1578762826714

بقلم :ظريف حسين

 كان المسار الطبيعي لتاريخ العقلانية بادئا من الأيديولوجيا(و هي تشكيل صورة للعالم علي أساس نظري بمعزل عن العلم القائم علي التجريب و علي التطبيق طبقا لمفهوم التحقق) منتهيا بالتكنولوجيا و ما بعدها( بناء علي الفهم القائم علي المنهج السلوكي،أي قياس قيمة النظرية بنتيجتها العملية) .
و لكن السلفيين و الأصوليين- بصفة عامة- يناهضون هذه الحقيقة،أي هذه المسيرة التاريخية لاجئين إلي النكوص و الانتكاس،و ذلك باعتقادهم بأن "الحقيقة "- و هي مفهوم خيالي قائم علي وهم التطابق بين رؤية مثالية و واقع مجسد لها - أوْلي من" التحقق" نفسه بوصفه منهجا صارما.

و لكن لما كانت الرؤي تتعدد فإن الحقائق المزعومة تتعدد أيضا،في حين يظل”التحقق “هو الإجراء الذي نستخدمه لاختبار مدي صدق افتراضاتنا،فإن ثبتت صحتها،و إلا تجاوزناها إلي غيرها.و هذا هو مفهوم “العقل” كما ينبغي له،لا كما نعتقده خطأً.
و الآن:أرأيتم أيها الأعزاء كم أن هؤلاء الأصوليين في غيهم سادرون؟!ما دام اعتقادهم بأن الحقيقة واحدة و أن علي الجميع اكتشافها و نوالها.و لكن هذه “الحقيقة”المزعومة لا وجود لها في الواقع،أي لا وجود لحقيقة واحدة ثابتة،و من ثم تنعدم حُجَّة الأصوليين علي كل حال.