⁦⁩شهر صفر

received 362362978097764

⁦⁩بقلم الداعية الإسلامية مهندسة بهيرة خيرالله

هو الشهر الثانى من أشهر السنة القمرية أو التقويم الهجري ، وهو الشهر الذى يلى شهر الله المحرم ، وكان اسمه ناجر فى الجاهلية ، وسُمِّي ناجرًا لأن الإبل تنجر فيه من شدة الحر ، أي يشتد عطشها حتى تيبس جلوده ، تشرب الماء ولا تكاد تُروى .

واختلف في تسمية شهر صفر ؛ قيل لإصفار مكة من أهلها أي لخلو بيوتهم منهم حين يخرجون للقتال والأسفار ؛ وقيل لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفرا من المتاع ، أي يسلبونه متاعه فيصبح لا متاع له .
وقيل : إنه اكتسب هذا الاسم لأن العرب كانوا يغيرون فيه على بلاد يقال لها الصَّفَرِيَّة ، بينما يقول آخرون إن الاسم مأخوذ من اسم أسواق كانت في جنوب الجزيرة العربية ببلاد اليمن تُسمى الصَّفَرِيَّة ، كان العرب يرتحلون إليها ويبتاعون منها ،
ويقال أيضًا شهر صفر سمي بذلك لأن الريح كانت تعصف بشدة فكان لحركتها صفير.

وكان للعرب فيه فى الجاهلية منكران فى هذا الشهر ، فقد عُرف صفر عندهم أنه شهر التشاؤم والقتال ، لذا كانوا يقومون بالتلاعب فيه يقدمونه علي شهر المحرم أو يؤخرونه ؛ يُحرمون فيه القتال عاما ويُجيزونه عاما، وهو النَّسِيء المذكور القرآن الكريم من قوله تعالي :{ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِم وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٣٧)} [التوبة] .

وأما المنكر الثاني فقد كانوا يعتقدون حلول المصائب فيه ، فكانوا يتجنبون ابتداء التجارة فيه أو السفر أو الزواج تشاؤما وخشية الفشل ، فكانوا يعزفون عن الزواج فيه اعتقادا أنه لا يوفق ؛ وقد تزوج النبي صلي الله عليه وسلم فيه من السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين ؛ وزوَّج فيه ابنته فاطمة من علي بن أبي طالب رضي الله عنهما في العام الثاني الهجري لنفي هذا التشاؤم والاعتقاد الزائف ؛ وقال : ( لا عدوي ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ) أخرجه البخاري في صحيحه ، فشهر صفر كغيره من أشهر الله يُقدر فيه الخير ويُقدر فيه الشر ؛ فالأزمنة لا دخل لها في تقدير الله فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .

الابتداع فى صفر :
وشهر صفر كغيره من أشهر السنة ، لم يرد في النصوص تخصيصه بعبادة ؛ بل هو كغيره من الشهور في أحكام الشريعة فلا يخص بعبادات مخصوصة دون غيره من الأشهر ؛ كما لا يمنع فيه من أمر مشروع أو مباح ؛ كما يدعي ذلك بعض المتشائمين من هذا الشهر .وقد أحدث بعض الجهلاء صلاة خاصة في اليوم الثالث ، واليوم العشرون ، وفي وقت الضحي من يوم الأربعاء الأخير من صفر بقراءة خاصة ودعاء خاص ؛ والتصدق في ذلك اليوم بدعوى دفع البلاء الذي ينزل فيه ،اعتقادا أنه أصعب أيام السنة ينزل الله سبحانه آلاف البليات والكوارث .