▪️ بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى..
▪️مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف..
من كنوز العرب التى لا يعلمها إلا خبير باللغة العربية ما دار بين عبيد بن الأبرص وامرء القيس .
ألغاز عبيد بن الأبرص و حلول امرء القيس….
جاء في ديوان امرؤ القيس بن حجر الكِنديِّ -صاحب المعلقة- أنَّ عبيد بن الأبرص لقيَ امرؤ القيسِ فقالَ له:
كيف معرفتك بالأوابد؟ (يعني الغرائبَ منَ الكلمات)
فقال امرؤ القيس:
قل ما شئت تجدني كما أحببت
فقال عبيد بن الأبرص مُلغِزًا:
ما حيّةٌ ميتةٌ قامت بميِتتِها
داءُ و ما أنبتتْ سِنًا وأضرَاسَا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك الشعيرةُ تُسقَى في سنابِلِهَا
فأخرجتْ بعد طول المُكث أكدَاسَا
فقال عبيد :
ما السُّودُ والبيضُ والأسماءُ واحدةٌ
لا يستطيعُ لهُنّ النّاسُ تَمسَاسَا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك السحابُ إذا الرّحمانُ أرسلَهَا
روى بها من مُحولِ الأرضِ أيْبَاسَا
فقال عبيد :
ما مُرتجاتٌ على هَولٍ مراكِبُها
يقطعنَ طولَ المَدَى سَيرًا وَإمرَاسَا؟
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ النّجُومُ إذا حانَتْ مَطالِعُهَا
شبّهتُهَا في سَوَادِ اللّيلِ أقبَاسَا
قال عبيد:
ما القَاطِعاتُ لأرضٍ لا أنيسَ بها
تأتي سِراعًا وما تَرجِعنَ أنْكاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تلك الرّياحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُها
كَفَى بأذيالهَا للتُّربِ كنَّاسَا
فقال عبيد :
ما الفَاجِعاتُ جَهَارًا في عَلانِيَةٍ
أشدُّ من فَيْلَقٍ مَملُوءةٍ بَاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ المَنايَا فَمَا يُبقِينَ مِنْ أحدٍ
يكفِتنَ حمقَى وما يُبقينَ أكيَاسَا
فقال عبيد :
َما السّابِقَاتُ سِرَاعَ الطَّيرِ في مَهَلٍ
لا تستَكينَ وَلَو ألجَمتَها فَاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الجِيادُ عليَها القَومُ قد سَبَحُوا
كانوا لهُنّ غَدَاةَ الرَّوْعِ أحلاسَا
فقال عبيد :
مَا القَاطِعَاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَق
قبل الصّباحِ وَما يَسرِينَ قِرْطَاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكنَ الفَتى مَلِكًا
دونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَه رَاسَا
فقال عبيد :
مَا الحاكمُونَ بلا سَمْعٍ وَلا بَصَرٍ
ولا لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِبُ النّاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الموَازِينُ وَالرّحْمَانُ أنْزَلهَا
ربُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقيَاسَا