⁩بين عبيد بن الأبرص وامرء القيس ⁦

FB IMG 1602345742841

⁦▪️⁩ بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى..

⁦▪️⁩مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف..

من كنوز العرب التى لا يعلمها إلا خبير باللغة العربية ما دار بين عبيد بن الأبرص وامرء القيس .

ألغاز عبيد بن الأبرص و حلول امرء القيس….

جاء في ديوان امرؤ القيس بن حجر الكِنديِّ -صاحب المعلقة- أنَّ عبيد بن الأبرص لقيَ امرؤ القيسِ فقالَ له:

كيف معرفتك بالأوابد؟ (يعني الغرائبَ منَ الكلمات)

فقال امرؤ القيس:

قل ما شئت تجدني كما أحببت

فقال عبيد بن الأبرص مُلغِزًا:

ما حيّةٌ ميتةٌ قامت بميِتتِها
داءُ و ما أنبتتْ سِنًا وأضرَاسَا؟

فقال امرؤ القيس:

تلك الشعيرةُ تُسقَى في سنابِلِهَا
فأخرجتْ بعد طول المُكث أكدَاسَا

فقال عبيد :

ما السُّودُ والبيضُ والأسماءُ واحدةٌ
لا يستطيعُ لهُنّ النّاسُ تَمسَاسَا؟

فقال امرؤ القيس:

تلك السحابُ إذا الرّحمانُ أرسلَهَا
روى بها من مُحولِ الأرضِ أيْبَاسَا

فقال عبيد :

ما مُرتجاتٌ على هَولٍ مراكِبُها
يقطعنَ طولَ المَدَى سَيرًا وَإمرَاسَا؟

فقال امرؤ القيس:

تِلكَ النّجُومُ إذا حانَتْ مَطالِعُهَا
شبّهتُهَا في سَوَادِ اللّيلِ أقبَاسَا

قال عبيد:

ما القَاطِعاتُ لأرضٍ لا أنيسَ بها
تأتي سِراعًا وما تَرجِعنَ أنْكاسَا؟

فقال امرؤ القيس :

تلك الرّياحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُها
كَفَى بأذيالهَا للتُّربِ كنَّاسَا

فقال عبيد :

ما الفَاجِعاتُ جَهَارًا في عَلانِيَةٍ
أشدُّ من فَيْلَقٍ مَملُوءةٍ بَاسَا؟

فقال امرؤ القيس :

تِلكَ المَنايَا فَمَا يُبقِينَ مِنْ أحدٍ
يكفِتنَ حمقَى وما يُبقينَ أكيَاسَا

فقال عبيد :

َما السّابِقَاتُ سِرَاعَ الطَّيرِ في مَهَلٍ
لا تستَكينَ وَلَو ألجَمتَها فَاسَا؟

فقال امرؤ القيس :

تِلكَ الجِيادُ عليَها القَومُ قد سَبَحُوا
كانوا لهُنّ غَدَاةَ الرَّوْعِ أحلاسَا

فقال عبيد :

مَا القَاطِعَاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَق
قبل الصّباحِ وَما يَسرِينَ قِرْطَاسَا؟

فقال امرؤ القيس :

تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكنَ الفَتى مَلِكًا
دونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَه رَاسَا

فقال عبيد :

مَا الحاكمُونَ بلا سَمْعٍ وَلا بَصَرٍ
ولا لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِبُ النّاسَا؟

فقال امرؤ القيس :

تِلكَ الموَازِينُ وَالرّحْمَانُ أنْزَلهَا
ربُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقيَاسَا