⁩حدث معي اليوم

received 835161850393419

⁦▪️⁩ بقلم الدكتور أحمد حسبو خضر..
⁦▪️⁩ عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية..

قال أحمد:
تعودتُ يوميًا أن أرتدي زي الرياضة بعد
صلاةِ العصر لأخرج متجهًا إلى صالة الچم -بناءً على توصية الطبيب بالحركة والتريض-
اليوم الثلاثاء ١٨ صفر ١٤٤٢ الموافق ٦ أكتوبر ٢٠٢٠ وعلى غير المتعود خرجت وأغلقت باب الشقة ونسيت هواتفي بالداخل!! ولم يكن معي مفتاح!
وعلى غير العادة أيضًا لم يكن أحد بالبيت في هذا الوقت حيث خرجت زوجتي ود. عبدالرحمن لشراء بعض الأغراض!
سبحان الله!!
سألت أهلَ حسام -ابني- وهم جيراني على مفتاح لشقتنا لآخذ الهواتف فلم أجد لديهم أيضا على غير المعتاد!! تأمل
فخرجت وذهبت وعدت بدون هواتف لأول مرة.
وكان الله يريد شيئًا لا أدريه ولا أعرفه
وهنا حدث ما ترتَّبت من أجله كل هذه الأشياء
دخلتُ العمارة ودخلتُ المصعد ونحن نسكن الدور الثامن .. وما إن تحرك دورا ونصف دورٍ تقريبا إلا وانقطعت الكهرباء!!!!! يا الله يا الله
فتوقف المصعد بين دورين
لا صعود ولا نزول ولا الباب يُفتح
ظلام دامس ولا أحد يشعر بي إلا الواحد الأحد الذي هو في السماء مستوٍ على عرشه يراني ويتولاني ويذكرني ولا ينساني
ليس معي هاتف لأتصل بأحد
بدأ العرق يتصبب
رهبة تسري
يا تُرى كيف ومتى لا أدري
كنت أحتاج الهاتف حتى لأضيء المكان الذي أنا فيه
لكنها حكمة البارئ
أحسستُ عندها بمقدار الحاجة إلى الله
ليس لي سواه لا يسمع بي أحد
لا يدري عني أحد
ضيق وكرب ووحشة وشدة
إلى متى؟ لا أدري .. كم سأمكث؟ كيف أخرج؟
قد يطول الأمر وقد لا يطول
سبحان الله!!!!
العافية والأمان والسلامة نعم عظيمة
لكن أحيانًا لا نشعر بها ما دمنا في حياة ساكنة وادعة!
تذكرتُ نبيَّ الله يونس والحوت والظلمات والحبس في بطنه
رأيتُني شبيهًا به
وحالي قريبا من حاله
ناديتُ بما نادى:
“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”
كررتُها
استغفرت ربي ورجوته ودعوته
كم أنا فقير إلى رحمته محتاج إلى لطفه متشبث بفضله
كنت واثقا ليس من استحقاقي للنجاة؛ ولكن من كرمه ورحمته ورفقه بي
وجعلت أدق على الباب ولم يكن أمامي سوى هذا ..
تذكرت من آواهم المبيتُ بالغار وأغلقت الصخرة الضخمة بابه عليهم وأخبر عنهم المعصوم -صلى الله عليه وسلم-
رأيتني كذلك
قلت: هم دعَوا ربهم بأرجى أعمالهم؛ فلْأدْعه بعمل لي مؤملا أن يكون أهلا لدعائي به
فناديتُ على طريقتهم:
“اللهم إنك تعلم أنني كنت مستأجرًا لشقةٍ من لطفي العشري وصار إيجارها بعد سنوات طوال زهيدًا جدا وكنت أرى في ذلك بخسًا له رغم أن القانون معي وفي صفي
فرددتُها إليها باختياري دون قيد أو شرطٍ أو مالٍ أو ما يسمونه (نقل قدم) أو أي شيء دون طلبه ولا سعيه ولا حتى دونما كان ينتظر أو يتوقع هذا فرددتها عليه وسلمتها له بقراري واختياري ورضاي”
“اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء رضاك وخوف غضبك فَفَرّج عني ما أنا فيه”🤲🤲🤲
فما أن انتهيتُ حتى سمعتُ أقداما تقترب وصوت حديث يعلو فناديت فردت الحارسة وعرفت وطلبت منها المساعدة فأحضرت من جاء بالمفتاح وفتح الباب ووجدتني في مكان مرتفع عن الأرض بحوالي مترين أو أقل قليلا
فاستعنتُ بالله وقفزت مستندا على كتف الرجل وخرجتُ بعد قرابة خمس وعشرين دقيقة مرت أطول بكثير وحوت صورًا وخيالات وسناريوهات خاصةً مع ضيق المكان وظلمته وحرارته وانقطاعه.
الحمد لله يبدّل الخوف أمنا والكرب فرجا والضيق سعةً.
وأيقنت:
كم هي العافية جميلة..
وكم هو الهاتف نعمة..
وكم هي النجاة من الشدائد رحمة حانية من رحمات الرحيم الودود..
نجوت وفُرّج عني برحمة ربي

لكني ومن باب الفائدة للقارئ أقول -ووالله لا أبتغي سمعةً ولا مدحًا لكن للعبرة-:
كنتُ في الجِم -بتوفيق ربي- قد قرأتُ أذكارَ المساء ..
وأتممتُ ما كان تبقى لي من ورد القرآن اليومي ومقداره ثلاثة أجزاء بفضل الله.
وأنا خارج من بيتي دعوتُ دعاء الخروج وسألت ربي بحق السائلين عليه وبحق ممشاي هذا أن يجيرني من النار ويغفر لي ذنوبي فإني ما خرجت بطرا ولا أشرا ولا رئاء الناس
وإني على يقين أن الله برحمته نفعني بهذا
فيا أحبابي:
اقرؤوا وردَكم من القرآن المبين

والزموا الأذكار فهي الحصن الحصين

وأكثروا من ذكر رب العالمين

واعلموا أن الله نجى صاحبَ الحوتِ وقال “وكذلك ننجي المؤمنين”
فأبشروا

واسألوا ربكم العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
والحمد لله الذي نجانا والحمد له أولا وآخرا.