بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« أتى بلبن شيب بماء ، وعن يمينه أعرابيٌ وعن يساره أبو بكر ، فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال : الأيمن فالأيمن »
أخرجه البخاري (5612،5619)
ومسلم (2029)
قال الحافظ :
(وإنما كانوا يمزجون اللبن بالماء ، لأن اللبن عند الحلب يكون حاراً وتلك البلاد – أي الحجاز- في الغالب حارة ، فكانوا يكسرون حرَّ اللبن بالماء البارد)
فتح الباري (10/78)
قال أبو بكر رضي الله عنه:
( فأتيت النبي وكرهت أن أوقظه من نومه فوافقته استيقظ فصببت على اللبن من الماء حتى أسفله فقلت :
يا رسول الله اشرب من هذا اللبن قال فشرب حتى رضيت …) إلى آخر الحديث
قال الإمام ابن هبيرة :
( وفيه أيضا ً ما يدل على التداوي من العطش في شدة الحر باللبن المشوب بالماء البارد )..
إلى أن قال :
( وهذا ما يدل على أن أبا بكر إنما برد اللبن بالماء :
ليتلذذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببرده ولم يكن – كما يقول الجهال – نوع من الترف ، ولكنه عبادة )
الإفصاح 1/61