بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى..
مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف..
لحفظه وتحصينه هي ما كان النبي ﷺ
يفعله بابنيه الحسن والحسين رضي الله عنهما.
[ فقد روى البخاري (3371) ].
.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ :.
.
“ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ :.
.
إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ :
{ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ
وَهَامَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ }.
قال ابن حجر في “فتح الباري” (6/410) :
قوله : “وهامّة” : واحدة الهوام ذوات السموم..
قوله : “ ومن كل عين لامة ” :
قال الخطابي : المراد به كل داء وآفة
تلم بالإنسان من جنون وخبل “…
ويستحب كذلك في رقية الأولاد قراءة المعوذتين عليهما ومسح أجسامهم أثناء القراءة ، أو قراءتهما بين الكفين
ثم النفث فيهما بريق خفيف لتمسح أبدانهم بما تصل إليه اليد.
أو قراءتهما في الماء ومسحهم أو تغسيلهم به
فقد كان النبي ﷺ يُعَوِّذُ نفسه وغيره بهما..
فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال :
” كَانَ ﷺ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا “.
[ رواه الترمذي ( 2058 )
وصححه الألباني في صحيح الترمذي ] .
والنفث بالريق مع المعوذتين مأخوذ
من هدي ﷺ قبيل النوم ، فقد كان يقرأ بهما في كفيه.
وينفث ثم يسمح جسده الطاهر بهما ، فلما مرض
كانت عائشة تفعل ذلك له ، مما يدل على أن الصغير
يمكن أن تنفث له أمه بالمعوذتين وتمسح بهما عنه.
فعَنْ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قَالَتْ :.
” كَانَ ﷺ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ
بِـ “ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ” وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعاً ،
ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ.
قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ “.
[ رواه البخاري (5748) ] .