⁩واجبنا تجاه نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم 2

FB IMG 1603209757233

⁦بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى.

⁦⁩ مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف.

⁦▪️⁩واجبنا تجاه نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم 2

ما موقفنا نحن المسلمين من كل هذا النوع من الاستفزاز الذي يتعرض له مسلموا فرنسا وغيرها ؟

أولا :

الأصل أن كل مسلم مأمور بنصرة رسول الله كما نطق القرآن بذلك بقوله تعالى :

( لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ) .

وكما في قوله تعالى ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )

وقوله تعالى ( وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ )

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت
«إن روح القدس لا يزال يؤيدك، ما نافحت عن الله ورسوله ” ..

  • وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم ” إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما يفاخر، أو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم”

ثانيا :

اتفقت الأمة – عدا إسلام البحيري وأذنابه – أن صيانة عرض النبي واجب على كل مسلم ومسلمة ، وأنه “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ، ووالده ، والناس أجمعين ” – كما صح عن النبي – ..

ثالثا :

الغيرة على رسول الله من الإيمان ..

-فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :

(‏ مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ ، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؟‏ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ ‏:‏ نَعَمْ ) .

رواه البخاري ( 3031 ) ، ومسلم ( 1801 ) .

وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ ﷺ وَتَقَعُ فِيهِ، فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ، فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ دَمَهَا.

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ ﷺ، وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ، فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ ﷺ وَتَشْتُمُهُ، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ [سيف قصير] فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ.
فَقَامَ الْأَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي، وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: “أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ”…

وعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: أَغْلَظَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَقُلْتُ: أَقْتُلُهُ؟فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: لَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ.

عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

هجت امرأة من خطمة النبي ﷺ، فقال ﷺ: من لي بها؟

فقال رجل من قومها اسمه عمير بن عدي رضي الله عنه: أنا يا رسول الله ، فنهض فقتلها، فأخبر النبي ﷺ فقال: لا ينتطح فيها عنزان، وقال ﷺ لمن حوله: إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله ورسوله بالغيب، فانظروا إلى عمير بن عدي.

وقد صح عن الصحابة أنهم كانوا إذا سمعوا من يسبه صلى الله عليه وسلم قتلوه وإن كان قريبا، فيقرهم ﷺ على ذلك ولا ينكره؛ بل يرضاه، وربما سمى من فعل ذلك ناصر لله ورسوله، وقد تقدم جملة ذلك.

وروى أبو إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن سميع، عن مالك بن عمير قال:

جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: إني لقيت أبي في المشركين، فسمعت منه مقالة قبيحة لك، فما صبرت أن طعنته بالرمح فقتلته. فما شق ذلك عله. وجاءه آخر فقال: إني لقيت أبي في المشركين فصفحت عنه. فما شق ذلك عليه.

وروى أبو إسحاق الفزاري أيضا عن الأوزاعي:

عن حسان بن عطية قال:

بعث رسول الله ﷺ جيشا فيهم عبد الله بن رواحة وجابر، فلما صافوا المشركين أقبل رجل منهم يسب رسول الله ﷺ، فقام رجل من المسلمين فقال: أنا فلان بن فلان، وأمي فلانة، فسبني وسب أمي وكف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلم يزده ذلك إلا إغراء، فأعاد مثل ذلك، وأعاد الرجل مثل ذلك.

فقال في الثالثة: لئن عدت لأرحلنك بسيفي.
فعاد فحمل عليه الرجل؛ فولى مدبرا، فاتبعه الرجل حتى خرق صف المشركين فضربه بسيفه، وأحاط به المشركون فقتلوه، فقال رسول الله ﷺ: “أعجبتم من رجل نصر الله ورسوله”.

قال السبكي رحمه الله:

فقد جرت أوامر النبي ﷺ وسننه وسيره على قتل الساب، وكذلك سنة الله تعالى أنه يهلك من سبه ولا يؤخره، وهكذا عرف واشتهر في حصار القلاع أنه متى وقع منهم السب أخذوا عاجلا، حتى صار ذلك معروفا بين المسلمين يعلمون به قرب النصرة إذا تعرض الكفار لذلك.

وأخيرا :

“قرر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ” الصارم المسلول على شاتم الرسول ” :

فإن الكلمة الواحدة من سب النبي ﷺ لا تحتمل بإسلام ألوف من الكفار، ولأن يظهر دين الله ظهورا يمنع أحدا أن ينطق فيه بطعن أحب إلى الله ورسوله من أن يدخل فيه أقوام وهو منتهك مستهان “

ويبقى أن أقول :

أن الانتصار لرسول الله بكل طريقة مباحة ومتاحة يعد آكد الواجبات ، ولا ينكر ذلك إلا عمي أو غبي ، إلا أن الأمور تقدر بقدرها كي لا تكون المآلات على الأقليات أخطر وأفظع وأشنع .

والله أسأل أن ينتصر لنبيه من كل من آذاه ، وآذانا فيه ، وأن يظهر دينه على الدين كله ..آمين