⁩ فضائل الحج ⁦

FB IMG 1596008780638

⁦⁩بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

أولًا: فضله:

1 – ركن من أركان الإسلام:
• خَطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال: ((أيُّها الناس، قد فُرض عليكم الحجُّ، فحُجُّوا))، فقال رجل: أكلَّ عامٍ يا رسول الله؟ فسكتَ حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو قلتُ: نعم، لوجبَت، ولَما استطعتُم))، ثمَّ قال: ((ذَروني ما ترَكتكم؛ فإنَّما هلَك من كان قبلكم بِكثرة سؤالهم، واختلافِهم على أنبيائهم، وإذا أمرتكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتُم، وإذا نهيتُكم عن شيء فدَعوه))، ثمَّ قال: ((الحجُّ مرَّة، فمن زاد فهو تطوُّع)).

• عن ابن عمر وغيره، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((بُني الإسلام على خمسٍ: شهادةِ أن لا إله إلَّا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزَّكاة، وصومِ رمضان، وحجِّ البيت))؛ رواه البخاري ومسلم، وغيرهما، عن غير واحدٍ من الصحابة.

2 – من أفضل الأعمال والقرُبات عند الله:
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أفضل؟ قال: ((إيمانٌ بالله ورسوله))، قيل: ثمَّ ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حجٌّ مَبرور))؛ (البخاري ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد).

3 – الحجُّ يَعدل الجهاد في سبيل الله، وينوب عنه لمَن لا يَقدر عليه ومَن لا يُكلَّف به:
عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: يا رسول الله، نرى الجهادَ أفضل العمل، أفلا نجاهِد؟ قال: ((لا، لَكُنَّ أفضلُ الجهاد؛ حجٌّ مَبرور))؛ (البخاري، كتاب الحج، حديث رقم 1423).

وفي رواية: قلتُ: يا رسولَ الله، ألا نَغزو ونجاهد معكم؟ فقال: ((لكنَّ أحسَن الجهاد وأجمله: الحج؛ حجٌّ مبرور))، فقالَت عائشة: فلا أدَعُ الحجَّ بعد إذ سمعتُ هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ (البخاري، كتاب الحج، حديث 1728).

وفي رواية للنسائي: قلتُ: يا رسول الله، ألَا نَخرج فنجاهد معك، فإنِّي لا أرى عملًا في القرآن أفضَل من الجهاد؟ قال: ((لا، ولكنَّ أحسن الجهاد وأجمله حج البيت؛ حجٌّ مبرور)).

4 – الحجُّ المبرور ليس له ثواب إلا الجنة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((العُمرة إلى العمرة كفَّارة لِما بَينهما، والحجُّ المبرور ليس له جزاء إلَّا الجنة))؛ متفق عليه: البخاري كتاب الحج (1650)، ومسلم (2403).

5 – الحج المبرور سبب لغفران الذنوب:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن حجَّ لله، فلَم يرفث ولم يَفسق، رجع كيَومَ ولدَتْه أمُّه))؛ البخاري 1424.

وعند مسلم: ((مَن أتى هذا البيتَ، فلَم يرفث ولم يَفسُق، رجع كما ولدَته أمُّه))؛ ح 1350.
وعند الترمذي: ((مَن حجَّ فلم يرفث ولم يفسُق، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ ح 811.

6 – الإكثار من الحج والعمرة ينفيان الفقر:
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((تابِعوا بين الحجِّ والعمرة؛ فإنَّ المتابعة بَينهما تَنفي الفقرَ والذنوبَ كما يَنفي الكيرُ خبَثَ الحديد))؛ (الترمذي ح 738 عن ابن مسعود، وابن ماجه ح 2887 عن عمر، والصحيحة ح 1200).

7 – الحاجُّ وافِدٌ على الله، ومَن وَفد على الله أكرَمه الله:
عن ابن عمر رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الغازِي في سبيل الله، والحاجُّ، والمعتمِر: وَفدُ الله؛ دعاهم فأجابوه، وسألُوه فأعطاهم))؛ (ابن ماجه ح 2893، الصحيحة 1820)، وفي رواية: ((الحُجَّاج والعمَّار وَفد الله؛ إن دعَوه أجابهم، وإن استغفَروه غفرَ لهم))؛ ابن ماجه ح 2883.

8 – فريضة الحجِّ دائمة مستمرة حتى بعد ظهور الفتن العظام:
((لَيُحَجَّنَّ هذا البيت وليعتمرنَّ بعد خروج يأجوج ومأجوج))؛ صحيح الجامع 5361.

فإذا قبض الله أرواحَ المؤمنين في آخر الزمان، ولم يبق على الأرض إلَّا شِرار الخلقِ الذين تدرِكهم الساعةُ وهم أحياء، توقَّف الحجُّ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم السَّاعة حتى لا يحجَّ البيت))؛ صحيح الجامع 7419.

ولهذا وجب على كلِّ مسلم مُستطيع أن يتعجَّل الحجَّ، فقد يأتي يومٌ يَعْجِزُ فيه عن الحج: ((من أراد الحجَّ فليتعجَّل؛ فإنَّه قد يمرض المريضُ، وتضلُّ الضالَّة، وتعرض الحاجة))؛ صحيح الجامع.