▪️تعدد الزوجات في الاسلام⁦▪️⁩

106917933 712371705980364 1787438767616455960 n 1

⁩ بقلم أحمد يوسف الحلواني

▪️⁩باحث في الشريعة الإسلامية.

تُعتبر قضية تعدد الزوجات ِمن اكثر المواضيع التى شُنِّعَ ولا يَزال يُشنَّع فيها وبسببها على الإسلام الحنيف وتَتَوالى الافتراءات أيضاً على الإسلام العظيم في هذا الباب وكأنه هو الذي ابتدأ شَرع هذا الموضوع وكأن ليسَ الكُتب المُقدَّسة الاخرى هى التى فتحت الباب بلا قيدٍ أو شرط ٍ لهذا الموضوع بحيثَ لا يُنتهى فيه إلى عددٍ.
فاننا نجد على سبيل المثال مِن ملوك العهد القديم َمن تزوَّج مئة أو مائتين أو ألفاً أو الفين ، وأول هذه الشخصيات هو (الملك لامك ) الذي أتى بعد آدم – عليه السلام – بستةِ أجيال فقط ، أي قبل الطوفان العظيم وكان مُعدِّداً، ومن أنبياء بنى إسرائيل وملوكهم ، كثيرون الذين عدَّدوا، سيدنا إبراهيم الخليل أبو الأنبياء عليه الصلوات والتسليمات كان مُعدِّداً وهذا معروف، ورغم أن ابنهُ إسحاق لم يُعدِّد ولكن يعقوب بن إسحاق عدَّد أربعْ زوجات، أخوه عيسو أو عيصو عدَّد بخمس زوجات ، وسيدنا موسى عليه السلام كان مُعدِّداً وسيدنا داود سليمان ملكان عليهما السلام عدَّدا.
للاسف سُكت عن هذا كله وصُدّرَ الينا أن الاسلام من شَرّع التعدد وفتحَ الأبواب فيه من غيرِ قيدٍ او شرطٍ مع أن الحقيقة هى أن الاسلام الحنيف جاء ليضبط تلك القضية في اطارإصلاحات إنسانية واجتماعية عالية القيمة ، قيد فيها التعدد بهذا القيد الغليظ وذلك بأن يُوقَف فيها عند أربعٍ بشرط العدل وإن لم يعدل صار الموضوع مُحرَّماً وعليه جماهير من العلماء الكبار وفي رأسهم شيخ المُفسِّرين أبو جعفر بن جرير الذي قال “مُحرَّم”، فإن لم تثق من نفسك بالعدل فهذا مُحرَّم، أي يحرم عليك أن تُعدِّد.
وهناك سؤال مُهِم يتردَّد كثيراً في حق نبينا صلوات ربي وتسليماته عليه : لماذا شَرعَ لنفسه واستباحَ لنفسه ِ ما حرَّمهُ على أُمتهِ؟!
وحتى نَسُدُ فجوةَ الجهل والتشوّش والضياع لدى أبنائنا ممن يدخلون على المُنتديات ووسائل الاتصال الاجتماعى الفيس بوك وغيره وعلى غير ذلك ويُعِدونَها جذعة ويقولون: ولماذا محمد تزوَّج تسعة؟!
والاجابة على هذاالسؤال أنه صحيح مات عن تسع زوجات لكنه لم يفعل– صلوات ربي وتسليماته عليه.
ولو كنتَ مُستشرِقاً أوغير مسلم وقرأتَ السيرة والقرآن وأسباب النزول قراءة علميةً منهجيةً لما تَفُوهت بهذا الإثم في حق الشخص العظيم بل الأعظم – عليه الصلاة وأفضل السلام .
من المعلوم أن سورة النساء نزلت في آواخر السنة الثامنة من الهجرة والثى حُسم فيها قضية تعدد الزوجات مشروط بقيد العدل ، لكن النبى صلى الله عليه وسلم نزل له تشريع خاص أكثر قيداَ ومنعاَ وحرماناَ من متعة النساء ، وعن أي متعة نتحدث وقد تزوجهنّ صلى الله عليه وأنتم تعرفون هذا أرامل ومُطلَّقات باستثناء عائشة رضى الله عنها .
وكما جاء في سورة الأحزاب (مَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا)
فحرَّم الله على رجال هذه الأمة – وخاصة الصحابة – أن ينكحوا إحدى أزواج النبي بعد موته لأنه قال له أيضاً في السورة ذاتها (لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ )
اذاً فالنبى صلى الله عليه وسَلم حُرم عليه النساء من بعدهن وقد يقول قائل فلماذا لم يسرحهنّ ويبقى في عصمتهِ اربعْ زوجات فقط.
نقول ان هذا ظُلم مجحف لزوجات النبى صلى الله عليه وسلم وحرمان دائم من الزواج لانهنّ محرمات على باقى الامة الاسلامية فلو سرَّح خمس نسوة – خمس نساء – سيكون ممنوعاً على أي منهنّ أن تتزوَّج أو يتزوَّجها أحد من هذه الأمة أو من سواها فتعيش بقية حياتها في حرمان رهيب، وهناك ماهو أكثر رهبة من هذا الحرمان الرهيب كسر قلبها في الدنيا والآخرة، فهى ستفقد مزايا أنها كانت زوجةً لخاتم الأنبياء والمُرسَلين وتُبعَث يوم القيامة زوجة له وتدخل معه الجنة لأنها تُوفيَت كزوجة و تُوفيَ عنها زوجاً، ستفقد كل هذه المزايا وليس بنا أن نُعيد تقرير هذا والتذكير به أنه ما تزوَّجهن للمتعة من البداية.
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الحبيب العالي القدر العظيم الجاه، وعلى آله و صحبه وسلم، اللهم أعني على ذكرك وشكرك و حسن عبادتك، و اغفر لنا و لجميع المسلمين، وارحمنا برحمتك الواسعة في الدنيا والآخرة يا كريم يا رحيم.