خبراء يدعون الحكومات والقطاع الخاص للتحرك العاجل لإنقاذ الشباب من إحباط الفشل في العثور على وظيفة كريمة

medium 2019 12 03 d5cc5dc9db

أكد مشاركون بجلسة حول المهارات وتوظيف الشباب ببلدان الشمال الإفريقي، في المؤتمر الاقتصادي الإفريقي الذي انطلقت نسخته الرابعة عشر اليوم، بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، والذي ينظمه بنك التنمية الأفريقي، ضرورة أن تتحرك الدول والحكومات ومعها لقطاع الخاص من أجل التخلص من العقبات التي تحول دون حصول الشباب على نصيبهم من التوظيف وفرص العمل وأن ييم فورا إذابة الفروق بين الجنسين في الحصول على وظيفة كريمة بصورة تضمن حماية الشباب من الإحباط وأن يضمنوا مستقبلا باهرا بطريقة مستدامة وإبعاد الشباب عن الوقوع في متاهات التهريب والهجرة غير الشرعية.

قالت السيدة أمل البشبيشي، الخبيرة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا إن هناك  تجربة خاصة في بلدان شمال إفريقيا لها ملامح محددة ورغم التحديات إلا أن هناك اتفاقا على سبل مواجهة التحديات

وأشارت إلى أن هناك عناصر مشتركة لتحديد ملاح سوق العمل والتوظيف في بلدان شمال إفريقيا، وتابعت: “لا أفضل التحدث عن إحباطات تدفع الشباب للهروب والدخول في أزمات ولكن أحب التحدث عن الصورة الإيجابية” لافتة  إلى أن هناك علاقات بين النظم الحكومية وسلوكيات الشباب تجاه التوظيف وإتاحة فرص للشباب.

وأوضحت البروفيسير موجي باولو اوكومي، أستاذ العلوم السياسية والدراسات الإفريقية ودراسات المرأة بجامعة بروكلين  أن هناك تقاربا بين كل من الجنسين من المرأة والرجل وأن كلا منهما يحظى بنسبة 50% من سوق العمل وعلينا أن نستعد للتفكير الإيجابي بعيدا عن انتقادات النظم الحاكمة.وقالت إن الحكومات الإفريقية مطالبة بإجراءات حاسمة لوقف ظاهرة تزايد مشاركة الشباب في الهجرة غير الشرعية وما يرتبط بذلك من تهريب للشباب يعرض حياتهم للخطر.

وقالت إنه ينبغي أن نعطي أولوية لمواجهة التحديات التي يعاني منها الشباب خاصة ما يتعلق بالجانب الاجتماعي لتناول المشكلة وحظوظ أفراد الأسرة في الحصول على الوظيفة ما بين الرجل والمرأة وبين الشاب والفتاة، خاصة وأن هناك افتراضية مثلا تسود في دول المنطقة أن الرجل هو الذي يوفر احتياجات أسرته رغم حصول المرأة على نصيب كبير من التعليم.

وشددت على أن هناك فرصا كبيرة للتوظيف سواء بالمدينة أو الريف وأنه من الضروري إحكامها لإيجاد الأمل المناسب للشباب وبما ينسف الإحباط لدى الكثير من الشباب الباحثين عن فرصة للعمل.

وأشارت إلى أهمية التدريب والاستثمار في مجالاته المختلفة لرفع مهارات الشباب وتحسينها بما يتناسب مع احتياجات السوق، وأيضا تحديد ما هو المطلوب لتحسين فرص التوظيف وأن يتم دراسة أسباب وجود فروق واضحة بين فئات بعينها ما بين المرأة والرجل والمدينة والريف، وأن تقوم الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني القيام بدورها في هذا الصدد وإيجاد السبل التي تعطي أملا للشباب في العثور على فرصة عمل تناسب مهاراتهم وقدراتهم وأن يتم تدريب الشباب المحبط وتوفير فرص عمل لهم حتى لا يتجهوا لمسارات تضر بأنفسهم ومجتمعاتهم.

وقال حسن موسى يوسف، خبير السكان والتنمية الاجتماعية، إن النواحي الديموجرافية الخاصة بالشباب في القارة الأفريقية مؤثرة جدا، حيث أنهم يمثلون غالبية السكان، وينمون بشكل كبير ويتسمون بالخصوبة.

وأضاف أن الصحة ونوعية التعليم أمور مهمة للغاية من أجل الحفاظ على هذه الثروة الشابة التي تتمتع بها القارة الإفريقية، ومن أجل تعليمهم المهارات اللازمة لدخول سوق العمل، والحصول على فرص للعمل في بلدانهم أو الدول الأخرى.

وتحدث يوسف عن بلده السودان والتي تشد أيصا نموا في الشباب الذي يحتاج إلى التعليم والصحة من أجل الحصول على فرص عمل لائقة تضمن لهم حياة كريمة.

وفي مداخلته، تناول فتحي توزري، الخبير المستقل لشئون الشباب والرياضة، تجربة جمهورية تونس والتي يصل سكانها حسب دراسة ناقشها خلال اللقاء إلى نحو 11 مليون نسمة ونسبة البطالة تصل إلى 15.5% متناولا ما تشهده بلاده من إصلاح وحراك سياسيين، وما يدور من نقاش حول التوظيف والشباب، قال:”هناك شباب يتجهون لريادة الأعمال والأنشطة الثقافية ويتابعون ما يتردد حول وجود استراتيجية للشباب بمحاور منها الإبداع والمبادرة وريادة الأعمال والابتكار والتشغيل ودعم رأس المال البشري وإعداده لتحديات العولمة”.

أضاف:”النموذج الاقتصادي التونسي ليس به استلهام وإنما يسوده الركود وتدهور في ظروف العمل نتيجة عدم الاستقرار السياسي، كما أن سوق العمل غير مستقر” مؤكدا أن هناك ضغوطا على سوق العمل، تتواجد جنبا إلى جنب مع البيروقراطية وهشاشة سوق العمل، وقال إن مشاركة المرأة في نظام العمل ضعيفة وخلل في النظام التعليمي، وتراجع في التعليم الذي يخصص له 6% من الميزانية مقابل 16% عالميا مع تزايد الأمية والتسرب من التعليم ووجود مشكلات في التعليم العالي.وأشار إلى أن التدريب المهني غير جذاب تما لوجود نظرة سلبية لدى المواطن التونسي عنه كما أن 65% ممن يتخرجون في المدارس الفنية فقط يجدون فرصا للتشغيل، واعترف أن أرباب العمل والحكومة لا ينفذون الإستراتيجية المتفق على جدواها في البلاد.وقال: “الدولة التونسية لا تزال تلعب الدور الرئيسي في حل مشكلة البطالة وتوظيف الشباب والعمل على رفع المهارات وخلق فرص العمل إلا أن عدم الاستقرار قد يؤثر على ذلك ولابد من الإصلاح الشامل في هذا الشأن