“تقرير/ منال حماد
-المراءة المصرية .. الأم والزوجة والأخت التى تتحمل أعباء أسرتها والإنفاق على منزلها، انخرطت بين صفوف الرجال فى المهن الصعبة , ومؤخراً اعتاد المجتمع على رؤية سيدات كادحات فى مهن شاقة، إلى أن أصبح هذا المشهد طبيعياً ومميزاً، وأصبحت هؤلاء السيدات هن الرموز الإيجابية، حيث كرّم الرئيس عبدالفتاح السيسى بعضاً منهن واستقبلهن فى القصر الرئاسى، وما زالت أخريات يعملن من أجل “لقمة العيش”.
-في السطور التالية قصص كفاح للمراءة المصرية نسردها في بعض التصريحات التي أدلت بها أمهات شهداء الشرطة والقوات المسلحة وهم يتذكرون أبنائهن الشهداء .
•رفع اسمه دنيا وآخرة”
قالت السيدة نبيلة شحاتة محمد، والدة الشهيد وليد سيد عبد السميع من شهداء القوات المسلحة إنها اطمأنت علي نجلها وهو الآن بين يدي الله وفخورة بأنه شهيد ومكانته عالية”. متذكرة آخر كلماته لها في أيامه الأخيرة قائلة: “كان بيقولي هاريحك يا أمي علشان أنتي تعبتي معانا كتير” . واوضحت هو فعلا ريحها بأن جعل رأسها مرفوعة والشعب المصري كله يهنئها بعيدها في كل لحظة ويناديها بـ “أم البطل” .
وعن اختيارها ضمن الأمهات المثاليات اللاتي يتم تكريمهن اليوم من قبل وزارة الداخلية قالت لبوابة الهلال اليوم . كرم من ربنا كبير إني أكون من المكرمات والحمد لله.. مش طالبة من ربنا أكتر من كده.. الشهيد ربنا رفع اسمه دنيا وآخرة، ورفعني معاه للجنة إن شاء الله.
لا أنسى تكريم الرئيس
بينما أبدت “نفيسة رضوان” والدة شهيد الشرطة الرائد أحمد زيدان، الذي استشهد في حادث الواحات الإرهابي في أكتوبر قبل الماضي، في حديثها .. مشاعر مختلطة من الفرحة والألم معا وظلت تترحم على نجلها الشهيد الذي كان سبب تكريمها من كافة الشعب المصري ومنحها لقب أم الشهيد الذي تعتز به كثيرا فهي تعلم جيدا قدر هذه المكانة عند الله عز وجل.
وأكدت أنها لم تنس يوم أن صافحها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وقبل رأسها يوم أن كرمها في احتفال عيد الشرطة السابق، في محاولة منه لمواساتها، وقالت له “منهم لله.. حرقوا قلوبنا على ولادنا ياريس”. فقال لها: مش هنسيب حقهم، مضيفة إن نجلي الشهيد ” هو هديتي في يوم عيد الأم وفي كل يوم.
وأشارت إلى أن الشهيد في آخر لحظاته وفق شهادة زملائه كان يوصي عليها وعلى شقيقته “منة الله” ، ولم ينسَاهما حتى وهو ينازع الموت، بعد إصابته بطلقات المسلحين .
•التكريم هدية ابني الشهيد
بينما عبرت سعاد مصطفى الرفاعي، 67 سنة، والدة الشهيد المقدم محمد سمير إبراهيم عبد المعطي شهيد الشرطة ، عن سعادتها باختيارها من قبل وزارة الداخلية أما مثالية لهذا العام. قائلة هذا التكريم هدية ابني الشهيد لي في عيد الأم وطبعا أنافرحانة وبدعيله إن ربنا يتقبله من الشهداء ويلحقني به على خير .
وأضافت إن الشهيد تخرج في كلية الشرطة في 2010، وعمل في الأمن المركزي بالعمليات الخاصة، واستشهد في فض اعتصام رابعة المسلح، مقدمة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يولي اهتماما خاصا بأسر الشهداء وعلي تكريمها االيوم من قبل وزارة الداخلية
واختتمت حديثها ،ربنا يكرمك يا ابني في الآخرة ويتقبلك من الشهداء زي ما أكرمتني في الدنيا.
•وحشتني يا حبيبي„
-بينما قالت والدة الشهيد الرائد كريم من شهداء الشرطة والتي يتم تكريمها اليوم من قبل وزارة الداخلية وهي تتذكر نجلها قائلة له : “يا ننّ عين أمك وحشتني يا حبيبي .. كل يوم باصحى ادخل أوضتك وارتب سريرك، وافتح دولابك وألمس قمصانك وبنطايلك وبدلك. أشم فيهم ريحتك وبعدين أخرج تاني، باقول يمكن حضنهم يصبرني.. باهدى شوية، لكن النار بترجع تولع تاني في قلبي، ومش عايزة تنطفي يا ننّ عيني”
•الأسطي اسماء النجارة
-أسماء” سيدة جميلة تبلغ من العمر 32 عاما فى ريعان شباباها ولكنها اختارت بجانب أنوثتها وحياتها أم لطفلين اختراق عالم الرجال بقوة ،واختارت مهنة النجاره لتكون مجال عملها برفقة زوجها ،تشعر بحالة من الفرح الشديد عندما ينادى عليها أحد بلقب”الأسطى”،وتزداد سعادتها عندما يخرج من تحت يدها تحفه فنية يشهد لها الجميع بمنطقتها الشعبية “السيدة زينب”.
عن أول مرة تعمل فيها بالنجارة، تتذكر أسماء قائلة: “كان زوجي في يده شغل لكنه كان مرهقًا فدخل إلي المنزل لينام، وحينما استيقظ وجدني أنهيت المطلوب منه كله، وبالطبع لم يكن مُصدقًا للأمر لكنه كان فرحًا جدًا بما أنجزته”.
وتقول أسماء: “أعجبتني الحرفة واستمررت في مساعدة زوجي، الذي أعطاني كل الدعم وشجعني وأثني علي مهاراتي، وبعد ذلك بدأنا في تطوير الورشة، وقمنا بإحضار المعدات الحديثة لتصنيع الأثاث من جديد بكافة أنواعه من غرف نوم إلي أنتريهات وغيرها”.
ورغم مشقة تلك المهنة، إلا أن أسماء تجد في عملها متعة خاصة، خصوصًا أن ممارستها لرياضة الكاراتيه في الصغر جعلتها لا تشعر بأنها تقوم بمجهود كبير في عملها الجديد، فهي اعتادت علي حمل الأخشاب الثقيلة والتعامل مع الآلات الحادة ولا تعبأ بشكل يديها اللتين تتلونان بلون دهان الأخشاب.
وقد تعرضت الأسطى أسماء للكثير من المضايقات فور ظهورها بورشة النجارة خاصة وأنها تقيم بمنطقة السيدة زينب وهى أحدى المناطق الشعبية ،وأيضا رفض أسرتها فهى الأبنه الوحيدة ولديها 3 أشقاء رجال يخشون عليها من مخاطر التواجد فى الشارع والتعرض للزبائن إلا أنه بعدما شاهدوا براعتها قرروا دعمها والإستعانه بها فى أى شيء يخص النجاره فأصبحت خبيرة والمرجع الأساسى لهم.
فاطمة ابنة أسماء، تهوي هي الأخري أعمال النجارة، وتنوي أمها تعليمها أعمال النحت علي الخشب، لأنها تعشق الرسم، وتوجه فاطمة رسالة إلي الفتيات قائلة: “عليكن عدم الانتباه لمن يعلق سلباً علي اقتحامكن أعمال الرجال، فالأنثي تستطيع أن تمارس أي عمل مهما كانت صعوبته، خصوصًا أن التكنولوجيا سهلت الكثير من الأعمال الشاقة بدنيًا بالماكينات الحديثة”.
واختتمت حديثها بأنها تأمل أن تجد جهة تتبني المواهب ويكون هناك معرض لعرض المنتجات
الأسطي نرمين النقاشة
نرمين الزوجة والام الأصيلة التي وقفت بجوار زوجها في مرضه عقب اصابته بمرض أدى إلى تآكل مفاصله وصعوبة فى التحرك والوقوف على قدميه لفترة طويلة حيث قامت بتعلم مهنته “النقاشة لمساعته علي المعيشة وتربية ابنائها التي نجحت في الحاقهم بمراحل تعليم مختلفة فضلا عن ان تفوقهم الدرسي ونجاح ابنتها الكبري ساندي 12 سنه في تقديم مشروح تحلية المياة الملحة والتي قدرت به من قبل محافظ بورسعيد وغيرها من التقديرات التي حصلت عليها
نرمين 31 سنه سيدة منزل وأشطر أسطى موبيليا ونقاشة، ينقسم يومها بين رعاية زوجها وأبنائها الأربعة بالإضافة إلى عماها الذى اختارته لتسجل أسمها من ذهب، نرمين ناجح ثلاثينية من محافظة الفيوم تقف بجانب زوجها وتعمل بجواره يدها بيديه.
مرض زوجها وهو ما دفعها لعالم النقاشة التي احترفتها فأصبحت اكبر اسطي في مجال أعمال النقاشة وفي قترة وجيزة نجحت نرمين في عمل النقاشة وتزيين الأطقم المدهبة الذي قليل ماتجد صنايعي شاطر في ادائه ، حيث تقول انها بدأت عملها قبل أكثر من 12عاماً، مابين الورشة التي تقع في منطقة عين شمس وبين الذهاب إلى المنازل لعمل ديكوراتها.
وتعلق نيرمين على عملها بالنقاشة وهى تشعر بالفخر: “أمي علمتنى أنى أقف جنب جوزى فى السراء والضراء، ولما تعب افتكرت كلامها، وتعلمت مهنته فى النقاشة “. و كما نجحنا ان وزوجي في تربية ابنائها الذين يلتحقون بالتعليم بمراحل تعليم مختلفة حيث حصلت ابنتي ساندي 12 سنه علي شهادة تقدير من محافظ بورسعيد لنجاحها في تقديم مشروع تحليه المياه الملحة وغيرها من التقديرات علي جهودها العظيمة والمبتكرة فضلا عن فخر أبنائي بي ومدرستهم التي أكون بعمل النقاشة بها وعمل لوحة الشرف غيرها من الإعمال الفنية رغبة مني وحبا في عملي من قبل إدارة المدرسة
صانعة الفخار
بينما تقول احدي السيدات الصعيدية وتدعي ام هارون من مركز شرطة اطفيح ، إنها أم لـ6 أبناء وتعمل بمهنة صناعة الفخار منذ 43 عاماً وقد جعلتها هذه المهنة أكبر، مما هى عليه بعشرات المرات، فالست ام هارون تقوم برص الفخار وجمع الرماد وتصفيته، ولهذا فوجهها دائماً مختبئ خلف طبقة من الرماد التى لا تُظهر الكثير من ملامحها وقد تزوجت منذ كان عمرها 11 عاما وأصبحت أما ومن وقتها وهى تعمل لمساعدة أسرتها. ونجحت في تعليم أولادها الأربعة حتي أصبح في مراحل تعليم مختلفة محمد طالب بكلية الهندسة وذينب بالفرقة الاولي بكلية الطب وسيد بكلية الحاسبات والمعلومات وهنا بالصف الاول الثانوي وضمن العشر الاوائل من طلابة الصف الاعدادئي .
الاسطي عايدة الميكانيكي
وفي حي الجمالية التقينا بعايدة التي وجدنها تستقبل أصحاب السيارات لإصلاح أي أعطال أو أعمال صيانة تتعلق بـ”ميكانيكا” السيارات الحديثة، وذلك من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً