بقلم : فاطمة العامرية
يقدم التلفاز فى بلادنا يوما بعد يوم أعمالا مختلفة منها التافه ومنها الثمين ولكن المؤسف حقا أن تتناول هذه الأعمال التاريخية الدرامية المواضيع من وجهة نظر واحدة. فهناك مسلسل قيامة أرطغرل ومسلسل ممالك النار كلا منهما يدعما موقفا سياسيا معينا .
بالنسبة لمسلسل أرطغرل يعرفك أن العثمانيين ملائكة لأن المشروع السياسى قائم على ذلك عند حزب العدالة والتنمية التركي بقيادة أردوغان.
مسلسل أرطغرل كانت أحداثه وسياقه التاريخى عن شخصية أرطغرل فالمسلسل ضخم الشخصية وجعل منها قائد أسطورى فكان يعرض تاريخ أباء العثمانيين بفخر كونهم جزء من المسلمين ومشغولين بعزة الإسلام ورفع شأنه المسلسل أخذ جانب واحد فقط.
وأستطاع المسلسل أن يصنع من السيناريو قضية أخلاقية ومنهج تربوى وسياق تاريخى مرتبط بالهوية الإسلامية والمفهوم الأمنى بالخلافة .
كما قام المسلسل بالدفاع عن التشويه التى قدمته الأعمال الدرامية الأخرى كمسلسل حريم السلطان ولقد تفاعل المشاهد مع الجانب المشرق وسط قدر هائل من الإحباط والهزيمة فى زمننا المعاصر فاستطاع المسلسل أن يصور للمشاهد لحظات انتصار كان يفتقدها .
أما مسلسل ممالك النار مع امكانياته الرهيبة وميزانيته الضخمة وتقنياته الفنية الرائعة لكن للأسف المسلسل قام بتشويه العثمانيين فى كل حلقة و كشف هذا التشويه بأنة يظهر حقيقة العثمانيين الظالمة أمام طيبة المماليك والظلم الذي وقع عليهم بقتل وظلم المصريين
فالمبالغة فى تشويه العثمانيين أو المبالغة فى تمجيدهم
كلاهما خطأ كبير
مسلسل ممالك النار هدفه سياسى ليشارك فى حملة الصراعات المعاصرة فقد كان من الممكن لمسلسل ممالك النار بأعتباره مسلسل عربى ويعرض فى أهم القنوات أن ينفعل به العرب ويحبوه لكن المسلسل تعمد تشويه العثمانيين فهم لم يكونوا خلفاء ولا ملائكة كانوا سلاطين كانوا بشر يحموا دولتهم مثلهم مثل أي دولة قامت للمسلمين وتوجد لهم أنتصارات عديده أحتسبت هذه الانتصارات للأمة الإسلامية فى هذا الزمن وكان يسمى أنتصار إسلامى فقد نجح العثمانيين فى فتح القسطنطينية وإسقاط الامبراطورية البيزنطية ويحسب لهم أيضا معركة جالديران التى أوقفت المد الصفوى الشيعى على العراق بعدما هجروا فوق المليون مسلم من أهل السنة ويحسب هذا الإنتصار للسلطان سليم الاول .
كما قاموا أيضا بفتح دول وأقاليم عديدة فى شرق أوروبا
مثل البوسنة والهرسك وبلغاريا ومقدونيا .
كما كان فى وقت من الأوقات يقومون بتعذيب مسلمين الأندلس فى محاكم التفتيش المسيحية.
أرسل سلطان المماليك رسائل تهديد لكى يكفوا عن تعذيب المسلمين ولم تلق هذه الرسائل اي اهتمام. بينما قام السلطان العثماني بإرسال سفن لنقل المسلمين إلى بلاده.
المسلسلان تم بخلفية سياسية معينه
ما بين حقارة المماليك وعظمة العثمانيين كلها أخطاء وليست حقيقة فكل مسلسل فيهم كان بيتكلم من وجهة نظر واحده .
أقرأ التاريخ الأسلامى فهو عظيم ومقدس.
الحكام بشر عاديين هدفهم الحكم والسلطة
فياليتنا نقرأ التاريخ الاسلامي و نفرق بين الدين الاسلامى كدين يربط بين مخلوق وخالق وبين أنظمة حكم مختلفة.تصيب وتخطئ