كتب/ايمن بحر
رسالة سلام ومحبة فى الوقت الذى عرض فيه البيت الأبيض فيتو للسيدة الأولى فى أجواء عيد الميلاد أطلق دونالد ترامب تهديدات برفع الرسوم الجمركية فى قمة الناتو فى لندن بهذا يقضى للعمل على تواصل لإتفاق تجارى قريباً قائلاً” لم أحدد موعداً نهائياً:أعتقد من الأفضل الإنتظار حتى بعد الإنتخابات فيما يتعلق بالصين أسهم شركات مثل كاتر بيلر، آبل والتى لها مصانع بالصين أصابتها خسائر كرد فعل بناءً على التغريده كذلك دول أوروبا تعرضت لتلك الإجراءات الترامبيه المعقده.
هل أوفى ترامب بوعده بإنعاش الصناعة الأمريكية؟ يُصّر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أن الصناعة مفتاح تنمية الإقتصاد وقدم نفسه بطل لإنعاشها، ورغم ذلك ضربت سياساته الحمائية القطاع بشدة ووضعت وظائفه فى خطر وسط تباين آراء المحللين حول وضع الصناعة فى عهد ترامب. إنعاش الصناعة الأمريكية وإيجاد الوظائف بالمصانع من أهم وعود دونالد ترامب عند إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية فى 2016. وطالما إنتقد الإدارات السابقة بشدة لسماحها للشركات الأمريكية بنقل إنتاجها الى دول مثل الصين والمكسيك وتعهد بإعادته الى الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن ترامب قدم نفسه كبطل لإنعاش الصناعة الأمريكية، الا أن خبراء قالوا إن سجله فى هذا القطاع ضعيف.
لا يوجد أي إنعاش لوظائف التصنيع فى الولايات المتحدة يقول ديفيد دولار زميل وكبير الخبراء فى معهد العلاقات الإقتصادية الأمريكية الصينية لـ DW عربية كان قطاع التصنيع يوفر 8.1 فى المائة من العمالة المدنية عندما إنتخب ترامب،واليوم النسبة كما هى لم تتغير بحسب دولار. وأظهرت البيانات الصادرة عن معهد إدارة الواردات (ISM) هذا الأسبوع تدهور نشاط التصنيع فى الولايات المتحدة للشهر الرابع لأضعف مستوى منذ 2012. ويقول خبراء إقتصاد إن نهج الإدارة الأمريكية “أمريكا أولاً” والسياسات الحمائية، التى إتخذتها، تسببت فى حالة من عدم اليقين المتفشى والإنتقام التجارى وقطع سلاسل التوريد، بينما أضرت بالإستثمار وتباطأت فى التوظيف. وقال دولار إنه فى الوقت الذى أدى فيه الخلاف التجارى بين واشنطن وبكين الى نقل بعض الإنتاج من الصين إلى دول مثل المكسيك وفيتنام، إلا أنها لم تُعد الإنتاج إلى الولايات المتحدة.. وفى الوقت نفسه، تعتمد العديد من الشركات الأمريكية على المكونات والآلات من الصين، وبالتالى فإن الرسوم الجمركية كانت عبئًا عليها على الرغم من الضعف فى التصنيع قال ديفيد دولار إن الإقتصاد الكلى الأمريكى فى حالة جيدة موضحاً يتركز التوظيف بشكل كبير فى الخدمات وتواصل هذه القطاعات نموها بشكل معتدل وأنهى حديثه بأنه من المحتمل أن يكون للنمو الإجمالى للإقتصاد تأثير على الإنتخابات أكثر مما يحدث فى الصناعة
وقال جاكوب فونك كيركيغارد الباحث البارز بمعهد بيترسون للإقتصاد الدولى، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن لـDW عربية إن الحروب التجارية لترامب تكاد تكون وحدها كافية للومه على الفشل في بذل المزيد من الجهد لقطاع الصناعة”، مشيرا إلى النزاعات الجمركية التي بدأها الرئيس الأمريكي منذ مجيئه إلى منصبه.
على الرغم من التحفيز المالى القياسى فى أوقات السلم وإستمرار إنخفاض أسعار الفائدة وتخفيض ضرائب الشركات فى الآونة الأخيرة ظل الإستثمار فى الأعمال التجارية الأمريكية منخفضاً للغاية حيث أن حالة الشك فى التجارة قد أثرت على شهية المخاطرة لدى الشركات وربحيتها بحسب كيركيغارد.
لكن ماريك ماسترز، أستاذ الأعمال بجامعة وين ستيت المتخصص فى قضايا العمل، قال لـDW عربية، إن سجل ترامب فى الوظائف إيجابى بشكل عام وإن سياساته التجارية لها جاذبية سياسية كبيرة بين كثير من المواطنين الأمريكيين.
يُشكّل التصنيع اليوم حصة أقل من الإقتصاد الأمريكى وسوق العمل مقارنة بما كان عليه الحال فى السابق، حيث سجل القطاع 11 فى المائة من الناتج المحلى الإجمالى للولايات المتحدة فى الربع الثانى من هذا العام وفقا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية. وعلى الرغم من الإنخفاض فى حصته، يعتبر القطاع الصناعى فى غاية الأهمية للإبتكار الصناعى وكمصدر للوظائف ذات الأجر الجيد.
وبدوره رأى رئيس المجلس القومى للتجارة فى البيت الأبيض بيتر نافارو أن التصنيع لديه معدل عال من التوظيف، كما أنه يساعد فى توليد عدد كبير من الوظائف الإضافية فى مجالات أخرى.
وفقًا للرابطة الوطنية للمصنعين، “مقابل كل دولار يتم إنفاقه فى التصنيع يضاف 1.81 دولار أخرى من القيمة فى مكان آخر من الإقتصاد وهو أكبر عائد فى أى قطاع إقتصادى. وتوصلت دراسة أجراها معهد السياسة الإقتصادية فى الولايات المتحدة عام 2018 الى أن وظائف التصنيع تميل أيضاً الى دفع أجور أعلى من الوظائف الأخرى التى تتطلب مستوى تعليمياً واحداً.
وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الرئاسية ومنذ توليه السلطة، بوضع حد للإنخفاض الطويل الأجل فى العمالة الصناعية وتنشيط ولايات الحزام الإقتصادى كثيفة التصنيع فى الغرب الأوسط للولايات المتحدة. وهذا هو السبب وراء دعم المناطق ذات الإقتصادات المحلية للصناعة الثقيلة لترامب خلال الإنتخابات التى فاز بها عام 2016. ومنذ أن أصبح رئيساً، أضافت الشركات أكثر من 400 الف وظيفة تصنيع فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقًا لموقع البيت الأبيض.
لكن التباطؤ الحالى وعدم اليقين فى الأعمال قد يؤثر سلباً على دعم ترامب في ولايات الحزام، حسب محليين. وكانت الشركات الكبرى مثل جون ديرى وكاتربيلر متفائلة بشأن توقعاتهم، فى حين تتزايد المخاوف بشأن تسريح العمال المحتمل.
ويرى الباحث فى معهد بيترسون للإقتصاد الدولى أن مشاكل التصنيع قد يكون لها تأثير حاسم على فرص إعادة إنتخاب ترامب إذ قال: يجب على ترامب أن يفوز مرة أخرى فى ولايات الغرب الأوسط العليا التى فاز بها بفارق ضئيل للغاية فى عام 2016 لإعادة إنتخابه. لكن مع تعرض صناعة الغرب الأوسط المحلية للركود والتخلى عن الوظائف، سيكون ذلك صعباً على ترامب
ووفقا لبيانات معهد بروكينغز، ضرب الركود التصنيعى المقاطعات الجمهورية بقوة أكبر. وتلك المقاطعات لديها القدرة على التأثير فى آراء الناخبين فى ولايات المعركة الرئيسية مثل ويسكونسن وميتشيغان، حيث يوفر التصنيع واحدة من كل خمس وظائف فى بعض المقاطعات.
وقال ماسترز يعتمد إعادة إنتخاب ترامب اعتماداً كبيراً على حالة الإقتصاد المواتية والتطرف الملحوظ لمن سينافسه فى الإنتخابات فى تشرين الثانى/ نوفمبر القادم مشيراً الى أنه إذا إنزلق الإقتصاد الى الركود مع إرتفاع البطالة فإن فرص إعادة إنتخاب ترامب مهددة”، مضيفًاً أماَّ إذا إستمر الإقتصاد فى الأداء بشكل جيد وإذا رشح الديمقراطيون يسارياً متشدداً، فإن فرص إعادة إنتخاب ترامب سترتفع
وبينما تأثرت المصانع الأمريكية بشدة نتيجة ضعف الثقة بالشركات الأمريكية وإنخفاض الطلب العالمى أثرت النزاعات التجارية والإجراءات الحمائية المتزايدة أيضاً على آفاق النمو فى البلدان الأخرى فى جميع أنحاء العالم. فى الوقت نفسه حاول ترامب تحويل اللوم عن تباطؤ التصنيع نحو الإحتياطى الفيدرالى (البنك المركزى الأمريكى). وإنتقد ترامب مراراً بحدة السياسة النقدية لمجلس الإحتياطى الفيدرالى بأن رفع أسعار الفائدة تسبب فى رفع القيمة النسبية للدولار، الأمر الذى يجعل السلع الأمريكية أكثر تكلفة فى الخارج وفى محاولة لتعزيز النمو الإقتصادى، طلب ترامب من مجلس الإحتياطى الفيدرالى خفض أسعار الفائدة، على الرغم من أن الخبراء يقولون إن المشاكل مرتبطة بالتجارة وليس السياسة النقدية.
وكتب ترامب تغريدة على حسابه بموقع تويتر تجمدت الشركات المصنعة بسبب الدولار القوى الذى تدعمه سياسات سخيفة من مجلس الإحتياطى الإتحادى وأضاف الرئيس الأمريكى: “ينبغى على الإحتياطى الفيدرالى تخفيض أسعار الفائدة (لا يوجد أى تضخم) وتخفيفها حتى يجعلنا ننافس الدول الأخرى، وسوف ترتفع معدلات التصنيع! الدولار قوى للغاية بالنسبة للآخرين. فى آب/ أغسطس، كتب ترامب أيضاً أن سياسة مجلس الإحتياطى الفيدرالى “تجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لمصنعينا الكبار مثل كاتربيلر وبوينغ.
وكان مجلس الإحتياطى الفيدرالى قد خفض أسعار الفائدة العام الجارى ثلاث مرات، أخرها فى أكتوبر/ تشرين الأول، بنسبة 0.25 فى المائة فى كل مرة. ويتراوح سعر الفائدة الإسترشادى حالياً بين 1.50 الى 1.75 فى المائة، لكن المجلس لم يعد فى آخر مرة بإجراء تخفيض جديد على الفائدة.