بقلم :المستشار القانونى / احمد عبدالله على
مصر .
ذلك المجتمع الدافئ ..الذي يندر أن تجد له مثيل في أي مكان آخر .
فالمصريون يتميزون بالالفه والموده والطيبه منذ نشأه المحروسه وبمرور الزمن حافظ المصريون علي هذه الميزة حتي أواخر القرن العشرين .
فنجد أن الشارع المصري كان يضم طوائف وجنسيات وملل واعراق لا يمكننا تصور تجمعها بعقولنا وثقافتنا الحاليه..
ولأننا لم نعش ذلك العصر فأننا نتلمسه من الروايات والقصص والافلام العربيه القديمه ….
والمتأمل بدقه لتلك الأفلام نجد فيها مواطن مصري من رعايا الدولة المصرية بجوار المواطن السوري واللبناني والعراقي والفلسطيني والايطالي واليوناني والفرنسي والبلجيكي والانجليزي ومجموعة من الجنسيات والاعراق ونجد غالبيه مسلمه واقليات مسيحية من جميع الدول واقليات يهوديه مصريه وغيرمصريه..وكان المجتمع المصري يقسم اولاد بلد وأجانب وشوام .
.ونجد اولاد البلد من البندر والأرياف والعمال والافنديه والمثقفين والموظفين والكتاب والشعراء …
وينقسم المجتمع الي طبقات أرستقراطية من العائلة الحاكمة والمقربين منها ثم طبقه الأثرياء ثم الطبقه الوسطى من موظفين بالدولة وهم من أصحاب الدخول العالية ثم التجار وأصحاب المصانع..
ثم الطبقه الدنيا من أصحاب الدخول الأقل….ورغم كل هذا التفاوت إلا أننا نجد الشارع المصري يعيش ويتنفس ويحيا ككائن حي فالجميع يعيشون سويا كأسرة واحده فالكل يخشي الخطأ والكل يعلم عن جاره علمه عن أهله فالكل يفرح بفرح أحدهم وكذلك الكل يحزن لحزن الاخر.والكل يساعد الأخر.
كل ذلك أستمر حتي نهايه ستينات القرن الماضي ثم حدث التحول التدريجي حتي أصبحنا مانحن فيه الآن الكل غريب ولايجمعنا
سوي مكان نسكنه جميعا ..لانشعر به ولايشعر بنا..فالقد أصبحنا كأموات يتحركون ومات معنا ما كان يربطنا….وان لله وان اليه راجعون