رمضان شهر الرَّحمة والتسامح
بقلم : الداعية / مهندسة بهيرة خيرالله –…
رمضان شهر الرحمة والتسامح ، فمن كان بينه وبين أحد من الناس قطيعة أو شحناء فليعجل بإنهائها ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ، أما الفجور في الخصومة واللدد فيها فمن علامات النفاق والمنافقين ، فإذا خاصم المنافق فجر، أما المؤمن فسهل قريب كريم هين لين يألف ويؤلف ، ومن كان كذلك حرَّم الله جسده على النار، ولا سيما في شهر الرحمة والتسامح والمغفرة والعتق من النار .
ولا شك أن ديننا هو دين الرحمة , دين التسامح , دين العفو , دين الصفح , دين الحلم , دين مكارم الأخلاق , وقد علّمنا القرآن الكريم ودعانا إلى أن نصفح الصفح الجميل , فقال سبحانه مخاطبًا نبينا (صلى الله عليه وسلم) : { وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأٓتِيَةٞۖ فَٱصۡفَحِ ٱلصَّفۡحَ ٱلۡجَمِيلَ ﴿٨٥﴾ } [ الحجر] , وهو الصفح الذي لا مَنّ فيه ولاعتاب ولا تأنيب معه .
؛ ويقول (عز وجل): { خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ ﴿١٩٩﴾} [ الأعراف] , ويقول سبحانه : { وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا ﴿٦٣﴾ وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمۡ سُجَّدا وَقِيَٰما ﴿٦٤﴾} [ الفرقان] , ويقول سبحانه : { وَلَا يَأۡتَلِ أُوْلُواْ ٱلۡفَضۡلِ مِنكُمۡ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤۡتُوٓاْ أُوْلِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَلۡيَعۡفُواْ وَلۡيَصۡفَحُوٓاْۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ﴿٢٢﴾} [ النور] .
وفي الحديث النبوي الشريف : أَنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وسلم) قَالَ : ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) .
وقد كان من عاداتنا وأعرافنا الجميلة أنه إذا جاء رمضان تصالح المتخاصمون , وتزاور الناس وتواصلوا , وأدركوا بل أيقنوا أنه لا مجال للخصام أو الشقاق في هذا الشهر الكريم .
وإذا كان نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) يقول : ( لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا ، وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُما الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ ) .
فإن الناس يدركون أن صيامهم لا يمكن أن يكون تامًّا كاملاً مع وجود الشحناء أو البغضاء فيما بينهم , ومن ثم كانوا بفطرتهم يحرصون كل الحرص على إنهاء أي خصومات أو شحناء قبل رمضان , وقبل السفر إلى الحج , ويعدون ذلك من لوازم القبول .
ولم يكن الأمر يقف عند هذا الحد , إنما كان يتجاوزه إلى التزاور المتبادل في ساحات كرم ومآدب إفطار وسحور هذا الشهر في أجواء عائلية وإنسانية تتسق وآداب هذا الشهر الكريم , لا تهدف إلا إلى تعميق أواصر الرحمة والمودة بين الأهل والجيران والأصدقاء في أريحية مصرية تستحق التشجيع والتقدير .
إن رمضان شهر اتساع الأخلاق والنفوس لا ضيقها , يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ( فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إني امْرُؤٌ صَائِمٌ ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا ، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ ، وَإِذَا لقي رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ) , أي فليتحصن بصيامه وليحافظ عليه ، وألا ينساق إلى ما يتعرض له من استفزاز ، فالصائم الحق هو الذي يملك نفسه عند الغضب ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ( لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرْعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ ) – متفق عليه .
, وما يحدث من تصرفات عنف أو شقاق إنما هي غريبة على ديننا السمح الذي يرتكن علي حسن الأخلاق والمعاملات ، ويزداد الأمر استنكارًا إذا وقع هذا العنف والشقاق والخصام في هذا الشهر الفضيل ، وخاصة إذا كان من إنسان محسوب شكلاً على الصائمين والقائمين ، إذ لا ينبغي أن نفهم الصيام أو نقصره على مجرد الإمتناع عن الطعام والشراب فهذا صيام العوام ، إنما الصوم هو تهذيب للأخلاق وللطباع ، وترقيق للمشاعر ، وتقويم للسلوك المعرفي ، وتدريب على قوة التحمل ، وصولا إلى تحقيق أعلى الأهداف ، وهو تحقيق التقوى والمراقبة التامين وهذا صيام الخواص ، صيام الجوارح كلها اللسان واليد والعين والأذن – كما قال رسولنا (صلى الله عليه وسلم) : ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) . وأعلي مراتب الصيام هو صيام القلب عن كل ما سوي الله تعالي ، فلا يكون إلا فى ذكر له وتسبيح وتحميد وتهليل وقراءة وتدبر للقرآن والتخلق به ، طلبا للثواب والجوائز والعطاءات الربانية .
للمزيد من الأفكار الرمضانية، تابعينا على الرابط التالي: https://nesral3roba.com/?p=132397.
1-صوت المرأة..أسرار لا تُحكى: كيف تغيّر المرأة العالم من خلف الستار
“للمزيد: اضغطي هنا- https://nesral3roba.com/?p=131433
2 صوت المرأة ..السر وراء النجاح والتألق بين إيديك!
سيدتي، قوتك في صوتك، وتألقك في حضورك!
لا تفوّتي الفرصة لمعرفة كيف تصنعين الفرق!اضغطي هنا
صوت المرأة فبراير 2025: السر وراء النجاح والتألق ينتظرك!”
دور الأسرة في حياة الأطفال وأهمية التوازن – للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=131423
حمل مجانا كتاب على خطى الرسول: أطفالنا مستقبلنا”
– للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=128294
مغامرات عامر ومروان في رمضان! 

كل عام وانتم بخير ![]()
![]()
جاهزين تعيشوا المغامرة مع عامر ومروان؟ ![]()
قصص مشوّقة وأحداث رمضانية ممتعة بانتظاركم! ![]()
![]()
للمزيد تابعوا القصة من هنا ![]()













اترك رد
View Comments