كتبت:عبير أحمد
أصبحت تركيا اليوم في وضع إقتصادي متأزم وذلك بسبب الصراعات والنزاعات المختلفه المتواجده على ساحتها الدولية وذلك بسبب ماتقوم به الولايات المتحدة الأمريكية إتجاها من فرض العقوبات عليها في جميع مجالتها المتعدده ولعل من أهمها هي التي فرضت على مجالها الإقتصادي والتجاري مما عمل علي إنسحاب بعض من الشركات المعروفه وتجميد أعمالها لحين وجود حل بشأن هذه العقوبات الأمريكية،والتي سبق وأن أعلنت عنها الولايات المتحده منذ أيام قليلة بأنها قامت بهذه العقويات من أجل التهديد النظام التركي لاغير، وأنها لما تتوقع أن يؤثر هذا القرار بشكل كبير على تركيا،لكن من جانبه قامت الحكومه التركيه بالإعلان على أنها لن تردد بأي شكل من الأشكال في الرد على هذه العقوبات ولكن مع الحفاظ على إستقرارها ووضعها الأمني وحماية مواطنيها من أي أضرار،حيث كانت هذه العقوبات أثار سلبيه على المجال الإقتصادي والفني وأيضًا على العلاقات الثنائية بالأخص.
في هذا الإطار قام”محمد ربيع الديهي” الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الشأن التركي بالتصريح لجريدة نسر العروبة، اليوم، بإن لا شك في أن قرار شركة مقاولات الخارجية السويسرية “Allseas”، بتجميد مشاركتها في أعمال تنفيذ مشروع السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، يأتي في اطار العقوبات الامريكية على تركيا خاصة بعد تصديق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ميزانية الدفاع بقيمة 738 مليار دولار، وفرض عقوبات على تركيا بسبب علاقتها مع روسيا،متابعًأ أنه والجدير بالذكر هنا أن خط السيل التركي يعد حلم انقرة في السيطره على الغاز الذي كان يتجه نحو الاتحاد الاوروبي اضافة إلى كونه سيدر ارباح على الاقتصاد التركي الذي يعاني العديد من الازمات نتيجية سياسات اردوغان الاخاطئة، في قرار الشركة السويسرية بالانسحاب من المشروع سيتبع انسحاب مجموعة اخري من الشركات خوفا من العقوبات الامريكية والتي لم تتضح حتي الان كيف ستكون.
أضاف “الديهي” أنه يعد القرار الامريكي بفرض عقوبات على أنقرة نتيجة علاقتها مع موسكو هو محاوله أخيرة من جانب واشنطن لتعديل السياسات التركيه في العالم والمنطقة والعمل على اعادة انقرة مرة اخري إلى الحليف الاستراتجي بعد ان ابعدتها سياسات اردوغان عن واشنطن كثير والقت بها في الحضن الروسي،متابعًأ انه ومن المؤكد أن العقوبات الامريكية على تركيا سيكون لها اثار كبيرة على الاقتصاد التركي، مما سيعوق ويشل الاقتصاد التركي ويؤثر في قدرات الجيش التركي على المدى البعيد، فاردوغان لم يتحمل الصمود طويلاً في وجه العقوبات الأميركية السابقة التي أعقبت اعتقال القس الأميركي على الرغم من المراوغة التي اتبعها الرئيس التركي لعدة أسابيع، حيث أنه من المتوقع أن يستغل أردوغان العقوبات الأميركية في تعزيز فكرة أن شراء الصواريخ الروسية كان قراراً صحيحاً، لأن المؤسسة السياسية الأميركية في واشنطن عدائية، ولا تسعي الا لتحقيق مصالح امريكية اولا، مما سيدفع اردوغان أكثر بناء علاقات أكثر تعاونا مع روسيا ويبدوا واضحًا الان للجميع أن اردوغان يفضل العلاقات والشراكة مع روسيا على الشركة مع امريكا خاصة بعد أن اصبحت روسيا هي الفاعل الاكثر في الازمات العربية وخاصة سوريا، في ظل انسحاب امريكي من كثير من المناطق في الشرق الاوسط