بقلم د/ مروة ماهر
حياة الروح يمكن أن يحيا الأنسان حياة غير التي تريدها روحه ؟! وهل يمكن أن يكون الإنسان علي قيد الحياة ولكنه يحيا بلا روحه التي قد تكون في مكان آخر إلي ان يلتقيا معا ويعيشا حياة الروح الفعلية ويسعدا معا بلا حروب معنوية داخلية وبلا قيود تمنع الإنسان من أن يعيش كما يريد وكما ترتاح روحه ؟! كل هذه التساؤلات تطرأ بذهن العديد من الأشخاص فعلا ومنهم من يظل تسمعه يردد :(أنا أحيا بلا روح) او من يقول:- (كأن روحي بمكان ما وأتمني أن يجمعني الله بها لأرتاح قبل أن يحين الأجل) ولقد سمعنا أشخاصا عديدة تحكي حكايات لا يصدقها إلا من يؤمن فعلا بلغة الأرواح وأن هناك حياة للروح قد تظهر للإنسان في أي مرحلة من حياته والتي تختلف من شخص لآخر وهنا المقصود (بحياة الروح):- هي تلك الفترة التي يعثر فيها الإنسان علي روحه المفقودة التي كانت موحودة بالفعل لكنه لا يعلم بمكانها ويظل يبحث في شتي الأرجاء عنها ولا يجدها سوي من لديه عزيمة ويقين وثقة بالله أنه سيعثر عليها يوما ما حتي لو كان هذا اليوم هو آخر يوم بعمره لأن هذه النوعية من الأشخاص تظل طوال حياتها تشعر بأن عليها ان تحيا حياة غير حياتها العادية وأن تشعر بالراحة وبروحها آمنة مطمئنة تعيش كما تمني الفرد بسلام وآمان مع من ترتاح لهم هذه الروح ولا يتم إرغامه أن يحيا حياة لا يريدها سوي لمجرد واجهة او شكل أمام الآخرين لذلك نري في بعض الأحيان تمرد داخلي وحرب معنوية رهيبة لدي هؤلاء الأشخاص وصراع بين الوضع الحالي العادي الملل المفروض عليع وبين وضع يتمناه هو لنفسه ولروحه فنجد بعض الأشخاص رغم تقدمهم في العمر يقول :-أنا عشت حياة مش راضي عنها! أو يردد :- أنا أبحث عن روحي لأسعد بها ومعها وهكذا وهنا نتساءل هل يقصد الشخص بروحه المفقودة شخص آخر أم روح أخري ام روح مكملة لروحه ؟ لذا نجد ان الإجابة علي هذه التساؤلات تكون حسب طبيعة ورغبة كل شخص وحسب الظروف التي يعيشها او عاشها من قبل وحسب درجة رضاءه عن ذلك أم لا . فمن الأشخاص من يريد ان يستشعر أنه يحيا بروح وليس بجسد فقط يأكل ويشرب ويعيش مجرد حياة بلا روح فيظل يبحث عنها ولا يرتاح إلا عندما يجدها ومنهم من يريد أن يعثر علي روح أخري شبيهة ومكملة لروحه تفهمه بلا حاجة لشرح ويرتاح في الحياة معها حتي لو كانت الارواح في اماكن مختلفة او بلاد بعيدة عن بعض ولكن الروح لا تعرف حدود فيمكنها الإنتقال وقتما تشاء وأينما تشاء لتسعد وتسمو بعيداً عن أي واقع سيء لا يريده الإنسان وما أروع من يرضي عنه الله بأن يجعله يسترد روحه ولو بعد سنوات عديدة عندما يجدها فعليه وقتها ان يحافظ عليها ويحمد الله علي ذلك ويعلم انها ميزة لا يتميز بها الجميع بل نوعية معينة ممن يتمتعون بقلوب نقية وأرواح صافية لا تريد سوي العيش بآمان وسلام مع من تحب وهنا نعرف مصطلح (حياة الروح) وما المقصود منه بأن بيدأ الأنسان الحياة ولكن بروح مكملة لروحه متواصل معها بطريقة لا تضاهيها أي وسائل اتصالات مهما كانت بل تواصل روحي لا يرقي إليه إلا نوعية معينة ممن أراد الله أن يعوضه ويكافئه علي ثقته بالله ويقينه انه سيجد ما ظل صابراً ويبحث عنه طويلا ويسعد بحياة الروح التي عثر عليها أخيراً واحدثت فرقاً كبيراً في حياته لذلك علي كل إنسان ان يقف خلال رحلة حياته وان يتساءل هل أنا أفعل ما ترتاح له روحي وما يسعدني أم أحيا مجرد حياة لإسعاد الآخرين وأظل انا لا أجد نفسي او أحيا سعيدأ ونصيحة أخيرة :- لكل شخص إذا عثر يوماً ما علي روحه المفقودة منه أن يسعي إلي الحفاظ عليها جيداً لأنه قد لا يجدها مرة أخري أبداً لذلك إذا وجدت روحاً تشبهك وتسعدك وترتاح لها ومعها فلتسعي لأن تنسج قصتك الجميلة بعنوان(حياة الروح) بقلم د/مروة ماهر