بقلم سحر محمد
بدأ الفكر الشيعى منذ وفاة الرسول (ص) سنة 12هجرية، حيث رأى بعض الصحابة أن أولى الناس بالخلافة هم أهل بيت النبى (ص) بنو هاشم وأولادهم وهو على بن أبى طالب إبن عمه ولكن الإختيار كان لأبى بكر ثم عمربن الخطاب من بعده إلى أن تولى عثمان بن عفان الخلافة وهو من بنى أمية فأعتبر بنو أمية أن الدولة دولتهم، وعندما قتل عثمان إتهم بنى أمية على بن أبى طالب بالمشاركة فى دمه.
وهكذا نشب النزاع بين الحزب الأموى والحزب العلوى ثم إنقلب هذا النزاع إلى حرب مسلحة تسبب فى خلق حزب ثالث وهم الخوارج الذى إنشق من الحزب الشيعى، وإستمر النزاع بين على ومعاوية حتى قتل على وإنتقلت الخلافة إلى البيت الأموى مرة ثانية.
بعد سقوط الدولة الأموية ظن الشيعة أن الدولة أصبحت لهم ولكن خاب ظنهم عندما قبض أبناء عمومتهم من بنى العباس على زمام الأمور، وذلك عملا بقانون الوراثة فى الشريعة الإسلامية على أساس أن عم الرسول (ص) أولى بالخلافة من أولادة من إبنته فاطمة الزهراء.
لجأ الشيعة بنشر مذهبهم فى الخفاء خوفا من بطش العباسيين وإتخذوا ملاجئ سرية يحتمون فيها وقام دعاتهم بنشر مذهبهم فى أنحاء البلاد متخفيين فى زى تجار ومعلميين ومتصوفة.
ووجد الشيعة فى بلاد المغرب تربة خصبة لنشر دعوتهم حيث أنها بعيدة عن السلطة المركزية فى بغداد مما جعل من الصعب على الخلفاء العباسين فرض رقابتهم التامة وقد أطلقوا على أنفسهم إسم الفاطميين نسبة إلى السيدة فاطمة رضى الله عنها.
وقد نجح أبو عبد الله الشيعى فى نشر الدعوة إلى المذهب الشيعى فى بلاد المغرب بصورة مذهلة بعد أن نجح فى الإستيلاء على القيروان.
وإستطاع الفاطميون بالإستيلاء على دول شمال إفريقيا و حاولوا الإستيلاء على الأندلس (وكانت تابعة للخلافة الأموية) ولكن المحاولات بائت بالفشل وعلم الفاطميون بإستحالة غزو الأندلس كما شعروا بأن بقائهم بالمغرب أمر محفوف بالمخاطر أمام تقلبات البربر من ناحيه وغارات الأمويين فى الاندلس من ناحيه أخرى لذلك صمم الفاطميون للإستيلاء على مصر.
قام الفاطميون بثلاث حمالات إلى مصر ولكنها بائت بالفشل بسبب قوة الخلافة العباسية وقتها
وبعد موت على بن الإخشيد ظلت مصر أياما دون أن يتولى العرش أحد أفراد الإخشيد ولم يذكر فى الخطبة غير إسم الخليفة المطيع ، وكان كافور يدبر بمفرده أمور مصر والشام على عادتة
وبعد موت كافور ظلت البلاد بعد رحيل الحسن بن عبد الله أخو الأخشيد نحو خمسة أشهر تحت إدارة الوزير جعفر بن الفرات الذى عجز عن إقرار الأمن أو تخفيف ما حل بمصر من المصائب بالإضافة إلى إنتشار الدعوة الفاطمية بين أولى الرأى فى البلاد، فكتبوا إلى الخليفة الفاطمى فى المغرب المعز لدين الله يطلبون إليه التقدم نحو مصر، وبذلك تهيأت الفرصة تماما لإنجاح الغزو الفاطمى على يد جوهر الصقلى قائد الخليفة المعز لدين الله، ونجح الجيش الفاطمى فى الإستيلاء على مصر وبذلك أصبحت مصر تابعة للخلافة الفاطمية .
وفى نفس الوقت كانت هناك عدة محاولات للإستيلاء على بغداد وخاصة أمام ضعف الخلفاء العباسيين وإزدياد نفوذ بنى بوية وهم يميلون للمذهب الشيعى، وبالرغم من ذلك لم يستطيعوا إقامة الخلافة الفاطمية هناك وذلك لأن أمراء بنى بوية وجدوا أن تحول الخلافة إلى الفاطمية كان معناه القضاء على سلطان بنى بوية فى بغداد ، فقد رأوا أن الخلفاء العباسيين من الضعف مما يجعلهم يستطيعوا قتلة أو حبسة متى خرج عن طاعة البويهيين أما الخلفاء الفاطميين ففى إستطاعتهم الأستبداد بالسلطة والقضاء عليهم.
فى نفس الوقت كان نفوذ الفاطميين يقوى وينتشر حتى إمتد سلطانهم ليشمل الشام وفلسطين والحجاز وصقلية وشمالى إفريقيا. هذا وقد قام الشيعة فى بغداد والموصل بمظاهرات مسلحة مطالبين فيها بإقامة الدعوة للخليفة الفاطمى فى مصر
وهكذا ظل الصراع بين الفاطميين والعباسيين إلى إنهيارهم وقيام الخلافة العثمانية سنة 1517م.
ولمَّا كانت النقود تعد شارة من شارات الملك والسلطان فضرب النقود هو دليل مادى واضح على بسط النفوذ السياسى للحاكم فكان أول ما يفعله أى حاكم بمجرد أن يعتلى عرش دولته هو الأمر بالدعاء له على منابر البلاد فى خطبة الجمعة ويتضمن الدعاء ذكر القابه وإسمه تفصيلا ثم يأمر بإستبدال النقود المتداولة بنقود أخرى ينقش عليها إسمه ويلى ذلك نقش إسمه على الطراز (أى كتابات محصورة داخل شريط مستعرض على أى نوع من أنواع الفنون ).
وبذلك تكتمل تقاليد الحكم والإدارة الرئسية له ليبدأ بعد ذلك مباشرة مهامه السياسية الأخرى.
فبعد نجاح دعوة أبى عبد الله الشيعى المذهبية والسياسية والعسكرية بدخولة القيروان قام بإقرار الأمور فى البلاد وإعاد تنظيم هيكلها الإدارى والسياسى والعقائدى، وآمن أهلها على أموالهم وأنفسهم ثم قام بعد ذلك بإصدار السكة (النقود) وسجل عليها عبارات مختلفة لها دلالات سياسية ومذهبية وهى كانت دنانير ذهبية إتخذت نفس النمط العام للدنانير الأغلبية من حيث الشكل العام ونصوص الكتابات غير أنه إضيف إليها بعض العبارات الجديدة التى توائم الظروف السياسية .
فكان الشكل العام لهذه الدنانير عبارة عن دائرة بداخلها كتابات المركز والهامش ، وقد ضرب أبو عبد الله الشيعى نوعين من الدنانير :
النوع الاول حيث كتب فى مركز الوجه عبارة ( لا اله الا الله وحده لاشريك له) وفى الهامش عبارة( محمد رسول الله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)
وفى الظهركتب فى المركز عبارة ( الحمد لله محمد رسول الله رب العالمين ) وفى الهامش عبارة ( بسم الله ضرب هذا الدينر سنة ستة وتسعين ومائتين)
أما النوع الثانى فغير عبارة مركز الوجه إلى ( بلغت لا اله الا الله وحده لاشريك له حجة الله)
وقد إعتمد النظام النقدى للخلافة الفاطمية منذ نشأتها على نظام المعدنين الذهب والفضة فكانت النقود الذهبية نقودا رئيسية بينما إستعملت النقود الفضية كعملات مساعدة.
أما فى الظهر فكتب فى المركز عبارة ( تفرق محمد رسول الله اعداء الله) وفى الهامش ( بسم الله ضرب هذا الدينر بالقيروان سنة سبع وتسعين ومائتين)
ولذلك حرص الخليفة الأول على جعل هذه الدنانير عالية العيار وذلك لأهمية وجود نظام إقتصادى قوى يعتمد على عُمَّلة قوية تساعد على إستقرار الأمور لخلافته فى ذلك المرحلة المهمة. وقد بدأ المهدى بإصدار الدنانير على نمط الدنانير الأغلبية من حيث الشكل والكتابات ونوع الخط (الخط الكوفى البسيط) مع إضافة ألقابة لتأكيد خلافتة ففى مركز الوجه كتب عبارة ( عبد الله لا اله الا الله وحده لا شريك له أمير المؤمنين ) ، وفى مركز الظهر عبارة( الإمام محمد رسول الله المهدى بالله)
كما إعتمد النقد الفاطمى منذ عهد الخليفة المهدى بالله وحتى سقوط الدولة على فئة أرباع الدنانير بحيث إنها تلت الدنانير فى أهميتها فضربت بكميات كبيرة فى معظم دور السك الفاطمية مما يشير إلى أهميتها البالغة فى التداول النقدى ومساعدتها فى العمليات التجارية التى هى ما دون الدينار فى ذلك الوقت وهى تنتمى من حيث الشكل ونصوص الكتابة للدينار
أما بالنسبة إلى النقود الفضية فقد ضربت الدراهم بإسم الخليفة المهدى لكنها لم تصل إلى الوزن الشرعى ففى الوجه فى المركز عبارة ( لا اله الا الله وحده لا شريك له) وفى الهامش عبارة ( محمد رسول الله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)
وفى الظهر فى المركز عبارة ( عبد الله محمد رسول الله المهدى بالله ) وفى الهامش ( بسم الله ضرب هذا الدرهم + مكان وتاريخ السك )
و كانت أنصاف الدراهم من أكثر الفئات النقدية الفضية تداول فى العصر الفاطمى وضربت منها كميات كبيرة بحيث حدد سعر صرف الدينار بالنسبة للدراهم بهذه الأنصاف فى كثير من الأحيان .
وكانت مصر تتعامل منذ أوائل القرن السابع الميلادى بالدنانير الذهب التى كانت سائدة فى الدولة البيزنطية وكانت تسمى بالقيصرية، وظلت تتعامل بالدنانير فى تبعيتها للخلافة الأموية والعباسية فلما ولى أمورها أحمد بن طولون ضرب دنانير ذهبية عرفت بالأحمدية، وقد إنتشر التعامل بها ولقيت تقدير الناس لتفاوتها، وحافظ الأخشيديون على النسبة العالية التى كانت للدنانير الأحمدية فى دولة طولون.
ومن الكتابات العربية التى ظهرت على نقود هذه الفترة شهادة التوحيد والرسالة المحمدية بالإضافة إلى ذكر سنة الضرب وأحيانا مكان السك بالإضافة إلى ذكر إسم الوالى أسفل كتابات مركز الظهر.
وظل الدينار فى مصر قاعدة التعامل حتى بعد الفتح الفاطمى غير أن جوهر بادر إلى سك دنانير جديدة أطلق عليها إسم المعزية، وبفضل الذهب الذى أحضره الفاطميون معهم نجحوا فى حل مشكلات النقد التى واجهت حكام مصر قبلهم من الأخشيدين فقد أدى إزدياد جودة دنانير الأخشيدين على إقبال الناس على إختزانها حتى قل تداولها وكثر التعامل بالدراهم والفلوس .
وعلى الرغم من إصدار جوهر الصقلى للدنانير المعزية إلا أن الحكومة الفاطمية لم تمنع التعامل بالدينار الراضى (نسبة إلى الخليفة العباسى الراضى بالله) أو الدنانير والدراهم التى ضربت فى عهد الأمين والمأمون وسميت بالرباعيات.
أما الدينار المعزى فقد إتخذ شكل جديد تماما فكان التصميم الجديد عبارة عن مركز وثلاث دوائر والمركز قد يكون نقطة أو دائرة مطموسة وفى أحيان قليلة ينقش به سطر واحد,يلية ثلاثة هوامش كتابية تقرأ من الداخل إلى الخارج. وكان هناك نوعين من الدينار المعزى:
النوع الأول فى الوجه كتب فى المركز عبارة( العزة لله) ، وفى الهامش الداخلى عبارة( لا اله الا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله) ، وفى الهامش الأوسط عبارة( وعلى بن ابى طالب وصي الرسول ونائب الفضول وزوج الزهراء البتول ) ، وفى الهامش الخارجى عبارة( محمد رسول الله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
وفى الظهر فى المركز عبارة( القدرة لله) ، وفى الهامش الداخلى عبارة( عبد الله معد ابو تميم الامام المعز لدين الله امير المؤمنين) ، وفى الهامش الأوسط عبارة( محي سنة محمد سيد المرسلين ووارث مجد الائمة المهديين) ، وفى الهامش الخارجى عبارة( بسم الله الملك الحق المبين ضرب هذا الدينر بالمنصوريه سنة اثنين واربعين وثلثمايه)
النوع الثانى فى مركز الوجه ( . ) وفى الهامش الداخلى عبارة( لا اله الا الله محمد رسول الله) ، وفى الهامش الأوسط عبارة( وعلى افضل الوصيين ووزير خير المرسلين) وفى الهامش الخارجى عبارة( محمد رسول الله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
وفى الظهر فى المركز ( . ) ، وفى الهاش الداخلى عبارة( المعز لدين الله أمير المؤمنين) ، وفى الهامش الأوسط عبارة( دعا الامام معد لتوحيد الإله الصمد ) ، وفى الهامش الخارجى عبارة( بسم الله ضرب هذا الدينر + مكان وتاريخ السك )
كما إعتمد النظام النقدى الفاطمى على وجود أجزاء الدنانير وهو ربع دينار وكان قد أتخذ شكل عبارة عن مركز وهامشين فى الوجه وفى الظهر، ففى مركز الوجه ( .) وفى الهامش الداخلى عبارة( لا إله إلا الله محمد رسول الله وعلى أفضل الوصيين) ، والهامش الخارجى عبارة( بسم الله ضرب هذا الدينر +مكان وتاريخ السك )
أما الظهر ففى المركز( . ) وفى الهامش الداخلى( المعز لدين الله أمير المؤمنين ) ، وفى الهامش الخارجى( دعا الإمام معد لتوحيد الإله الصمد ).
اما النقود الفضية فكان هناك الدرهم ونصف الدرهم، وكان الدرهم يشبه كثيرا شكل الدينار حيث كان الوجه فى المركز( . ) والهامش الداخلى عبارة( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ، والهامش الأوسط عبارة( وعلى أفضل الوصيين ووزير خير المرسلين ) ، والهامش الخارجى عبارة( محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )
أما الظهر ففى المركز( . ) ، الهامش الداخلى( المعز لدين الله أمير المؤمنين ) ، والهامش الأوسط عبارة( دعا الإمام معد لتوحيد الإله الصمد ) والهامش الخارجى عبارة( بسم الله ضرب هذا الدرهم بالمهدية سنة …وثلثماية )
وقد ضرب أنصاف الدراهم على نفس نمط الدراهم من حيث الشكل العام ونصوص الكتابات والتى صارت جميعها وفق التصميم الجديد للدينار المعزى، ولا يوجد إختلاف بين الدراهم وأنصافها سوى فى الوزن حيث إستخدمت كلمة الدرهم للتعبير عن النقد على الرغم من كونه نصف درهم.
وكان يوجد أيضا الفلوس فى النظام النقدى الفاطمى ولكن بصورة محدودة وكانت لتسهيل العمليات التجارية البسيطة ولعل ضرب أجزاء الدنانير والدراهم كان سببا قويا فى فقد الفلوس أهميتها.
وقد وضع الفاطميون نظاما ماليا جديدا حيث عملوا على التقليل من قيمة النقد الذى كان متداولا فى مصر برفع قيمة النقود التى تحمل أسماء الخلفاء الفاطمين ونقص قيمة النقود الأخرى فقد نقص من صرف الدينار الراضى أكثر من ربع دينار، وبذلك خسر الناس كثيرا من أموالهم فحملت الناس على أن يتعاملوا بالدينار المعزى الفاطمى وأن يتركوا ما بإيديهم من الدنانير الأخرى.
وفى عهد الخليفة العزيز بالله شهدت الدنانير الفاطمية تطور مهما من حيث الشكل العام ونصوص الكتابات حيث يتكون الدينار من خمس دوائر متحدة المركز، تضم الدائرة الداخلية نقطة مطموسة يحيط بها دائرة ثانية تحصر هامشا فارغا من الكتابات يليها الدائرة الثالثة وتحصر بداخلها كتابات الهامش الأول الداخلى ثم يليها الدائرة الرابعة وتحصر هامشا خاليا وأخيرا الدائرة الخامسة وتضم بداخلها كتابات الهامش الثانى الخارجى للدينار.
وجاءت نصوص كتابات هذا الدينار كما هى فيما عدا كتابات الهامش الداخلى: ففى الوجه عبارة(لا إله إلا الله محمد رسول الله على خير صفوة الله) ، وفى الظهر عبارة(عبد الله ووليه نزار الإمام العزيز بالله أمير المؤمنين) وعرف هذا الدينار بالدينار المنقوط
أما بالنسبة لأرباع الدينار فكانت عبارة عن أربع دوائر متحدة المركز و أستخدمت نفس الكتابات وإعتمد النظام النقدى فى عهد الخليفة العزيز بالله أيضا على الدراهم الفضية، وضرب منها العديد من الفئات مثل الدرهمين، والنصف، والربع .وكانت كتابات الدراهم تشتمل على عبارة “الواحد الله الغفار” فى الوجه، بينما فى الظهر إسم الخليفة ” الإمام أبو منصور”
أما أنصاف الدراهم فكان التصيم العام لها يتشابه مع الدنانير من حيث وجود خمس دوائر، تضم الدائرة الداخلية نقطة بارزة، ويلى ذلك هامشان كتابيان يفصل بينهما هامشا خاليا، وأحيانا أخرى تتخذ نفس الشكل العام لأرباع الدينار.
وفى عهد الخليفة الحاكم بأمر الله ضربت العديد من الفئات النقدية الذهبية، فكان هناك الدينارين والدينار، والنصف دينار، وثلث دينار، والربع دينار، والثمن دينار.
وكان التصميم العام للدينار عبارة عن ثلاث دوائر متحدة المركز، تضم الدائرة الداخلية كتابات المركز والتى جاءت فى أربع أسطر متتالية، وتحصر الدائرة الثانية كتابات الهامش الداخلى بينما تحصر الدائرة الثالثة كتابات الهامش الخارجى .
وجاءت نصوص الكتابات فى مركز الوجه عبارة( لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله على ولى الله) ، وفى الهامش الداخلى عبارة( محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) ، وفى الهامش الخارجى عبارة( فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما)
أما فى الظهر فى المركز عبارة( المنصور أبو على الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين) وفى الهامش الداخلى( بسم الله ضرب هذا الدينر بمصر سنة ست وثمانين وثلثماية) أما الهامش الخارجى عبارة( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)
وكان هناك أنواع من الدنانير التى سكها الحاكم بأمر الله باسمه، وإسم عبد الرحيم ولى عهد المسلمين، وكانت عبارة عن ثلاث دوائر متحدة المركز، الدائرة الداخلية تحصر بداخلها كتابات المركز، أما الدائرة الثانية فتحصر هامشا خاليا، والدائرة الثالة الخارجية تحصر بداخلها كتابات الهامش الخارجى، حيث كتب فى مركز الوجه( على لا إله إلا الله وحده لاشريك له محمد رسول الله ولى الله) ، وفى مركز الظهر عبارة(عبد الله ووليه الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين وعبد الرحيم ولى عهد المسلمين)
وجاءت الدراهم مماثلة تماما للشكل العام للدنانير، حيث توجد ثلاث دوائر متحدة المركز، تحصر الدائرتان الأولى والثانية الداخليتان كتابات المركز، بينما تحصر الدائرة الثالة كتابات الهامش ونصوص الكتابات كانت ممثلة تماما لنمط الدينار السابق، مع إختلاف بسيط فى الهامش الخارجى فى الظهر ( بسم الله ضرب هذا الدرهم …أربعماية).
وقد قرئ فى عهد الخليفة الحاكم بأمر الله سجل يمنع التعامل بالدراهم الأولى وترك من فى يده شئ منها ثلاث أيام وأن يورد جميع ما يتحصل منها إلى دار الضرب . وكانت الحكومة الفاطمية تحقق بذلك غرضين فى وقت واحد :
1) أن تعمل على سحب العملة التى تحمل رمز المذهب السنى وتفرض عملتها التى تحمل شعار المذهب الشيعى
2) أن تفيد من الفرق فى ثمن الدراهم التى إنخفض سعرها نظرا لتخلص الناس منها وتهيئة الناس لإستقبال العهد الجديد فى ظل السياسة والأنظمة الشيعية.
وفى عهد الخليفة المستعلى بالله ظهر نمط جديد للدينار يتكون من أربع دوائر متحدة المركز تحصر الدائرة الداخلية كتابة مركزية فى سطرين، يلى ذلك الدائرة الثانية وتحصر بداخلها كتابات الهامش الداخلى، وتحيط الدائرة الرابعة كتابات الهامش الخارجى. فجاءت الكتابة فى مركز الوجه(عال غاية) وفى الهامش الداخلى( لا إله إلا الله محمد رسول الله على ولى الله) ، وفى الهامش الخارجى( محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
وفى مركز الظهر(الإمام أحمد) ، وفى الهامش الداخلى( أبو القاسم المستعلى بالله أمير المؤمنين) ، وفى الهامش الخارجى( بسم الله الرحمن الرحيم ضرب هذا الدينر + مكان وتاريخ السك)
وقد حدثت إضطربات فى الخلافة الفاطمية مع بداية خلافة المستعلى حيث صار الخلفاء الفاطميون العوبة فى أيدى الوزراء يولون من يرغبون، ويتآمرون ضد من لا يروق لهم، وإستمر الأمر كذلك حتى سقوط الخلافة الفاطمية، وإنعكس هذا على طرز السكة ، فإقتصرت السكة فى هذا الوقت على طراز واحد فقد وخلت الكتابات من روح الإبتكار والتنوع ، كما إنتشرت ورود الكلمات الدالة على وفاء الوزن والعيار أمثال (عال، غاية) بحيث أصبحت أساسية فى كتابات النقود نظرا لتفشى ظاهرة الغش والتزييف
كما ظهرت فى أسواق مصر فى ذلك الوقت الدنانير الصليبية حيث قلد الصليبيون فى عملتهم العملة التى وجدوها فى المنطقة التى أسسوا فيها إماراتهم، فسكوا دينارهم على نسق الدينار الفاطمى، وكانت نسبة الذهب فى الدينار الفاطمى أعلى منها فى الدينار الصليبى .
كذلك حفلت أسواق مصر بكثير من العملات الأجنبية، حيث كان الدفع يتم أحيانا بالدينار البيزنطى والصورى، كما تدفقت العملات الذهبية والفضية من الغرب على مصر خلال النصف الأول من القرن الخامس الهجرى وخاصة من تونس ثمنا للبضائع الواردة من بلاد الشرق.