تابعت/ فاطمة العامرية
غادر قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر، العاصمة الروسية، موسكو دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار فى ليبيا، وذلك حسبما أفادت فضائية “العربية” فى خبر عاجل.
ورصدت مصادر عسكرية مقربة من قيادة الجيش الوطنى 3 أسباب وراء مغادرة “حفتر” موسكو دون التوقيع، تتمثل هذه الأسباب فى عدم وجود جدول زمنى لإنهاء الميلشيات الإرهابية، بالإضافة لسبب ثانى وهو وجود ثغرات كبيرة فى بنود الإتقاف، بينما السبب الثالث والأخير تمسك الجيش الليبيى بعدم مزيد من إسالة دماء الشعب الليبيى.
حل المليشيات ضرورة ليبية
وأعلن مصدر عسكرى مقرب من قيادة الجيش الوطنى الليبي، اليوم الثلاثاء، أن القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير خليفة حفتر، غادر موسكو دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار.
وتحدث المصدر العسكرى الذى فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة الروسية “سبوتنيك”، إن “القائد العام للجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر قد غادر موسكو الآن متوجها إلى بنغازي، ولن يوقع على الاتفاق ما لم يتم وضع جدول زمنى لإنهاء وحل المليشيات”، مشيرا إلى أن “هذه نقطة الخلاف على عدم توقيعه”.
وأشار المصدر، أن “الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير حفتر باق على الاتفاق ولكن الخلاف على المليشيات وتفكيكها كان عائقا أمام موافقته على التوقيع”، موضحا بأن “أغلب النقاط متفق عليها”، كاشفا أن “الوفد المرافق للسراج لا يريد زمن لحل المليشيات يريدها نقطة معلقة بالاتفاق”.
وكان وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية، محمد الطاهر سيالة فى العاصمة طرابلس، أكد اليوم الثلاثاء، مغادرتهم موسكو ووصولهم إلى إسطنبول بعد توقيعهم برعاية روسية وتركية على اتفاق لوقف إطلاق النار مع الجيش الوطنى الليبى بقيادة حفتر، مشيرا إلى أن حفتر طلب مهلة للغد لدراسة مسودة الاتفاق.
مهلة تفكير للمشير حفتر
وقال وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية، محمد الطاهر سيالة فى تصريح خاص لوكالة “سبوتنيك”، إن “وفد المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق والمجلس الأعلى للدولة غادر موسكو بعد “التوقيع مباشرة على اتفاق لوقف إطلاق النار”.
وأضاف سيالة ردا على سؤال “هل المشير خليفة حفتر لن يوقع على الاتفاق، قائلا: “إن “حفتر طلب مهلة للغد”.
هذا وكانت المباحثات بين وزراء الخارجية والدفاع لروسيا وتركيا مع الأطراف الليبية، قد استمرت لأكثر من ست ساعات تقريبا، خلال المشاورات التى جرت فى موسكو مع رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج وقائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر، لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الليبية لوقف إطلاق النار.
وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغى لافروف، أمس الإثنين، أن أطرافا فى النزاع الليبى وقعت على اتفاقية وقف إطلاق النار، ولكن المشير خليفة حفتر، طلب مهلة حتى الغد لدراسة الاتفاق والتوقيع عليه.
وكان طرفا النزاع فى ليبيا، قد أعلنا وقفا لإطلاق النار اعتبارا من يوم 12 يناير ، بناء على مبادرة من روسيا وتركيا، خلال لقاء جمع الرئيسين، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضى فى إسطنبول.
دعوة للمجتمع الدولى بتحمل المسئولية
فيما أصدرت الخارجية الليبية بيانا منذ قليل دعت فيه المجتمع الدولى تحمل المسئولية إزاء الشعب الليبى والضغط على المليشيات الكائنة بعاصمة ليبيا.
وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولى الليبية فى بيان رقم (2) لسنة 2020 بخصوص قرار وقف إطلاق النار:”فى الوقت الذى تدعم فيه وزارة الخارجية والتعاون الدولى بالحكومة الليبية، إعلان القيادة العامة للقوات المسلّحة العربية الليبية قرار وقف إطلاق النار بالمنطقة الغربية، حقناً لدماء الليبيين ودعماً للمسار السياسى السلمي، وتشيد بالمبادرة الروسية ودول الجوار لحل الأزمة الليبية إلا أنها تدعو المجتمع الدولى إلى تحمّل مسؤولياتهم تجاه الدولة الليبية ولعب دور هام بالضغط على المليشيات الإرهابية والجماعات المتطرّفة التى تحتل العاصمة وتسيطر عليها بالقوة ولغة السلاح”.
وأضاف :”لكى تبادر وعلى الفور بالتخلى عن سلاحها وتنحاز إلى خيارات الشعب الليبى الداعم للشرعية المتمثّلة فى مجلس النواب الليبى والحكومة الليبية المنبثقة عنه والقيادة العامة للقوات المسلّحة العربية الليبية، وفسح المجال لدخول العاصمة سلمياً دون إراقة المزيد من الدماء، وتجنّباً لمزيد من التهجير والدمار الذى عانى منه أهلنا فى طرابلس بسبب تعنّت تلك المليشيات الإرهابية والجماعات المسلّحة، من أجل أن ينعم الشعب الليبى بحريته وكرامته وسيادته على أرضه، وتعود ليبيا إلى مكانتها المعهودة فى المجتمع الدولى ونبدأ فى بناء ليبيا الجديدة، ليبيا الدولة المدنية الديمقراطية، بحكومة ليبية موحدة لكل الليبيين، تفرض سيادة القانون وتوحّد المؤسسات وتضمن التداول السلمى للسلطة والتوزيع العادل للثروات وتعزز قيم ومبادئ العدل والحرية والمواطنة وحقوق الإنسان، خاصة وأن تحرّك القوات المسلّحة العربية الليبية جاءَ تنفيذاً للقوانين التى صدرت لإنهاء كافة المليشيات والمظاهر المسلّحة وأهمها القرار رقم (27) لسنة 2013، والصادر عن المؤتمر الوطنى العام، والقرار رقم (7) لسنة 2014، الصادر عن مجلس النواب الليبى وتنفيذاً للترتيبات الأمنية المنبثقة عن الاتفاق السياسى”.
مصرون على النصر
فيما قالت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطنى الليبي)، التى تحاول انتزاع السيطرة على العاصمة طرابلس من الحكومة المعترف بها دوليا إنها جاهزة ومستعدة لتحقيق النصر.
وقالت القوات دون الخوض فى تفاصيل “جاهزون وعلى النصر مصممون”. وذكر موقع آخر مرتبط بالقوات أن قائدها خليفة حفتر لن يوقع مقترح السلام الذى قدمته تركيا وروسيا اليوم الاثنين.