أعلن رئيس حكومة جبل طارق فابيان بيكاردو أن إدارة هذه المنطقة البريطانية تدرس الانضمام إلى منطقة شنغن لضمان سلاسة الحركة على حدودها مع إسبانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتأتي تصريحات بيكاردو التي أدلى بها الجمعة في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل أسبوعين من خروج بريطانيا وجبل طارق رسمياً من الاتحاد الأوروبي ودخولهما فترة انتقالية لمدة 11 شهراً للتفاوض حول شكل العلاقة المستقبلية مع التكتل وتفاصيلها.
وبالنسبة لجبل طارق، الجيب البريطاني الصغير الواقع قبالة أقصى جنوب إسبانيا، ستكون الاستعدادات عند نقطتها الحدودية الوحيدة التي يعبرها أكثر من 28 ألف شخص يومياً، بنداً أساسياً في المحادثات عندما تبدأ الفترة الانتقالية في الأول من فبراير (شباط).
وقال بيكاردو “تحدثنا عن هذه المسألة قبل بريكست… أن تصبح جبل طارق ضمن منطقة شنغن”، وهي منطقة تتيح للأفراد حرية التنقل ضمن الحدود الداخلية للدول الموقعة على اتفاقية شنغن وعددها 26 دولة، أربع بينها ليست ضمن الاتحاد الأوروبي.
وبريطانيا واحدة من ست دول في الاتحاد الأوروبي غير منضمة لمنطقة شنغن، ويقول بيكاردو إن انضمام جبل طارق لهذه المنطقة سيكون “خطوة إيجابية”.
وتساءل “هل من المنطق في الاتحاد الأوروبي ألا تكون 6,2 كيلومترات مربعة عند أقصى جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية متاحة لرعايا دول الاتحاد الأوروبي؟ لا أظن ذلك”.
ويشكل الميناء الاستراتيجي لجبل طارق على البحر المتوسط شرياناً حيوياً لنحو 14 ألف عامل يعبرون المنطقة يومياً ذهاباً وإياباً، غالبيتهم العظمى من مدينة لا لينيا الإسبانية المتاخمة للمنطقة.
كما يعبر المنطقة 2500 بريطاني يقيمون في إسبانيا لأن العقارات أرخص.
وقال بيكاردو “علينا أن نبحث بعناية” كيفية إدارة هذا الأمر، مشدداً على ضرورة الحفاظ على “سلاسة” الحركة عند الحدود بين جبل طارق والتكتل.
وتابع رئيس حكومة جبل طارق “إذا نظرنا إلى دول صغرى أخرى في أوروبا، نرى أنها تستفيد من الأجواء المفتوحة في منطقة شنغن، حتى وإن لم تكن بالكامل جزءاً من نظام شنغن لتبادل المعلومات” في إشارة إلى ليشتنشتاين، الدولة غير العضو في الاتحاد الأوروبي والمنضمة لمنطقة شنغن.
وتابع “هناك القدرة على التنقل بسلاسة بين أراضي الاتحاد الأوروبي وهذه الدول الصغرى”.
وأضاف “هذه الأمور كلها ستبحث في إطار المفاوضات”.
وجبل طارق مستعمرة بريطانية سابقة تتمتع منذ العام 1981 بحكم ذاتي.
وتطالب إسبانيا بالسيادة على جبل طارق، والتي تنازلت عنها لبريطانيا في العام 1713.