كرسي اليونسكو للفلسفة: المجتمعات العربية في حاجة لتغيير واقعها الفكري .. و د.الخشت اقتحم مجاهيل الواقع وتفكيك القضايا المسكوت عنها
الكُتاب: رئيس جامعة القاهرة طالب بالانتقال من مرحلة التفكيك إلى التكوين .. وتعليم الناس التفكير العقلاني للنهوض ببلداننا العربية
يدعو إلى تطوير علوم الدين وليس إحياءها، ويؤكد مبادئ الدولة الوطنية كأعلى مراحل التفكير السياسي
يفكك الأخلاق التقليدية ويؤسس أخلاق التقدم والتنمية
أكد كرسي اليونسكو للفلسفة بالعالم العربي في كتاب صدر اليوم، عن دار نيوبوك للطباعة والنشر، في معرض الكتاب الدولي، علي أن المجتمعات العربية أصبحت في أمس الحاجة لتغيير واقعها الفكري والأخذ بمنهج فقه الأولويات والانشغال بهموم الأمة وقضاياها المصيرية الكبري التي تمس وجودها ومستقبلها، مشيرا إلي أن التحديات التي تهدد الأمة العربية تستوجب من العلماء والمفكرين العمل علي الارتقاء بوعي الامة وإشاعة الثقافة العقلانية والاستنارة الحقيقية وترسيخ التفكير النقدي والسعي لتحرير عقلية الإنسان من المذهبية الضيقة والاتجاهات السياسية أو الاقليمية التي تتصادم مع ثوابت الأمة ومفهوم الدولة الوطنية.
ووصف الكتاب الذي شارك في إعداده 28 عالماً ومفكرا وباحثا من مصر ولبنان والعراق وتونس والجزائر والمغرب وفلسطين والأردن وسويسرا، الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وأستاذ فلسفة الأديان، بالعالم الشجاع الذي تمكن من اقتحام مجاهيل الواقع وتفكيك العديد من هذه الأفكار، ومعالجة إشكاليات معقدة يأتي علي رأسها الخطاب الديني الجديد والنداءات الحركية المتعصبة، وذلك ليضع في النهاية منهجه نحو تأسيس عصر ديني جديد يكون الخطاب العقلاني أهم أولوياته.
وأوضح اليونسكو في كتابه، أن الدكتور الخشت أشار في رؤيته الفلسفية أن معظم التيارات التي انبثقت في التاريخ الاسلامي فهمت الاسلام وفق فهم بشري خاص وهو ليس عيبا وإنما الأزمة في زعم فصيل أن فهمه للاسلام هو الحق المطلق وما سواه باطل ومن هنا بدأت عمليات التكفير والتفجير والانشقاق والصراع المميت، مشيرا إلي أن جوهر الرسالة العودة للأصوال القرآن والسنة بعيدا عن الفتاوي العقيمة وفقهاء السلطان الذين غيبوا الناس وصبغوا الدين بالسياسة والمصالح الدنيوية من أجل السلطة والثروة والهيمنة الاجتماعية. وحلل الكتاب رؤية د الخشت لعدد من الموضوعات بقيت لزمن طويل راقدة في قاع المحرمات أو القضايا المسكوت عنها مثل المقدس والبشري، وإزاحة التراث، وتطوير علوم الدين .. إلخ.
وأشار الكتاب إلى أن الدكتور الخشت كما طالب بتطوير مناهج التعليم والتي تعد أحد أهم أسباب مشكلة الإرهاب، وبداية الحفاظ علي الأمن القومى من خلال تجاوز مفهوم الحماية بمعناها الواسع، إلى مفهوم التنمية الشاملة، باستخدام التعليم والبحث العلمى باعتبارهما ركنين لتحقيق الأمن بمفهومه التنموى الشامل، شدد ايضا علي ضرورة العمل علي الانتقال من مرحلة التفكيك إلى مرحلة التكوين وهي تعليم الناس كيف تفكر بشكل علمى ومنطقى وهو مطلب يقف على رأس متطلبات النهوض ببلداننا العربية.
وأضاف الكتاب، أن الدكتور الخشت، ناقش في نظرياته إعادة تشكيل المنظومة القيمية الخاصة بالمجتمع المصري والعربي، وإنهاء عدد من المشكلات التي تعتمد بالأساس على خلط فى المفاهيم؛ مشيرا إلي أن د. الخشت أبرز هذه الظواهر للتخلص منها لانه يؤمن بأن للفلسفة دور لاعادة تشكيل الوعى الجمعى، عن طريق إعادة بناء القيم الأخلاقية التى شابها كثير من الخلط وانقلاب سلم القيم.
وشدد المشاركون في كتاب اليونسكو ، علي أن الدكتور الخشت قام بتتويج مشروعه الفكرى بتقديم أطروحته التجديدية حول قضايا الدين فيما يعرف بعقلانية قضايا الإيمان وهو ما عرف بمشاريعه الفكرية فى فلسفة الدين، وهى نوع من الفلسفة يعتمد على العقلانية النقدية فى بحث المقدسات والمعتقدات والظواهر الدينية وتحليلها وتفسيرها فى محاولة لشرح بواعث الدين فى الروح والنفس والعقل بطريقة نقدية، وكذلك البحث فى نشأة المقدس وتجلياته فى حياة الإنسان .
واشتمل الكتاب على ٢٨ بحثًا حول فلسفة الخشت، مثل روح جامعة القاهرة: الخشت والأخلاق الإنسانية المشتركة للدكتور سامى نصار، والفيلسوف الآتى من زمن المستقبل للدكتور عبد الستار الراوى، ود.محمد الخشت وجادامر وألعاب الفلسفة للدكتور ماهر عبد المحسن، وتنظير الذات فى تنظير الغير: دربة التفكير فى منظومة البروفسور الخشت للدكتور محمود حيدر، ونحو مجتمع قيمى: قراءة فى أخلاق التقدم عند البروفسور الخشت للدكتور مدنى مدور، وفلسفة الدين فى الكتابات العربية المعاصرة: “الخشت نموذجا” للدكتور عبدالقادر بوعرفة، والدين والفلسفة عند الدكتور الخشت: قراءة نقدية للدكتور نور الدين السافى، ومكانة التراث فى تجديد الخطاب الدينى: بين إزاحة محمد الخشت واستئناف أبى يعرب المرزوقى للدكتور نبيل عبابسية.
كما يتضمن الكتاب أخلاقيات التقدم عند البرفسور محمد الخشت للدكتور عفيف عثمان، و الخشت وثمار شجرة ديكارت للدكتور أحمد عبدالحليم عطية، وظاهرة الاسلام السياسى وضرورات تجديد الخطاب الدينى: قراءة فى الفكر السياسى عند د. الخشت للباحث حمدى بشير، وجدليات الدين والفلسفة والسياسة عند د. الخشت للدكتور محمود كيشانة، والمواطنة فى سياق تاريخى: قراءة فى كتاب فلسفة المواطنة وأسس بناء الدولة الحديثة للدكتور زهير توفيق، والعقلازية الاخلاقية فى الفكر البنائى التقدمى للخشت للدكتور صبرى شندى، ومن فلسفة الدين إلى فلسفة الأخلاق: قراءة فى فكر الخشت للدكتور رياض عزت شريم، والخطاب الأخلاقي نموذجا د.الخشت وكانطي للدكتور غيضان السيد على، والخشت قارئا هيجل للباحث هانى عبدالفتاح، وروح الدين ودين الروح: قراءة فى روحانية التجربة الدينية فى كتاب “مدخل إلى فلسفة الدين” للباحث حمادى أنوار، وفلسفة الدين عند الدكتور محمد الخشت للدكتورة سحر سامى.
إلى جانب العقلانية النقدية فى خطاب الخشت الفلسفى للباحث أيمن محمد رجب على، ومفهوم النبوة فى فكر د. محمد الخشت للدكتور محمود السيد طه متولى، وجدلية الاسلام والعلم: قراءة فى كتاب “الاسلام والعلم” للدكتور الخشت للدكتورة فاطمة إسماعيل ، والعقل والدين فى فكر د. الخشت: تجاوز العقلانية المنحازة إلى العقل المحض للدكتورة نورة بوحناش.