اربطوا حزام الأمان على المقاعد | جريده نسر العروبة

83251690 2340664689506013 5625639531140087808 n

بقلم :تقوى مجدي

هذه العبارة التي تظهر بالنور الأحمر في كل طائرة كلما بدأت في الهبوط، أو الارتفاع منذرة بأن تغييرا خطيرا يقع.
أشعر الآن بأن مثل هذه العبارة تظهر في عربة الحضارة التي نركبها جميعاً، نحن لا نريد هذا الحال ولكننا ننتظر لحظة الهبوط في أي لحظة.
أسمع هذا الانذار بأننا يجب أن نربط الأحزمة على المقاعد ليس لأننا نرتفع وإنما لأننا نهبط ونهبط ونتدهور بالقتل الجماعي، انهار الدماء التي تنتشر في البلاد، قتال العراق، والحرب في تركيا ولبنان، تفجير قنابل، إطلاق صواريخ

لماذا كل هذا يحدث؟؟ ، هل كل هذا بذنب بعض اتفاقيات رئاسية وحكومة؟؟ ، وما ذنب الأطفال بهذا ؟ وما ذنب الأهالي وتدمير البيوت، ما ذنب اسره تفقد فرد واحد منها يمكن فردين؛ لماذا كل هذا؟
لم يعد احد يرجع لأسلوب الدبلوماسية، ولا أحد يستخدم اسلوب الحوار والمناقشة المفتوحة بدون خسائر
لماذا أصبحنا نلجأ لوسائل العنف لكي نسترجع حقوقنا، فإذا أمامنا دول كبري تريد أن تسود.. وقوي تتصارع على السلطة لا غير..
فنحن الآن بلا حضارة مادية فقد انتهت إلى تسخير العلم لصناعة القوة، لابتكار وسائل الموت، لصناعة أدوات للتجسس فالآن أصبحنا لا نثق في الأشخاص كما كنا ولا نثق ايضاً في شبكات الهاتف والتواصل الاجتماعي، المجاعة ونقص التغذية تفترس قارات، فلا نسمع اخبار منذ فترة طويلة غير انفجارات وصراعات وحروب وقتل وتدمير.. فدائماً ننتظر الأسوء، أصبح الموت بشكل يومي بين البلاد، أصبح من الطبيعي وجود حروب وثورات وكأن هذا في مصلحة الشعوب
ما هذا السبب هل هو من الشعب أو من الدولة ذاتها أو من حكمها ورئسائها؟
انا لا اعلم شئ غير ان حضارتنا تهبط بنا إلى أسفل واسفل واسفل..
وعلينا أن نربط أحزمة الأمان على المقاعد استعدادا للخطر الملاحق.
وعلينا أن نواجه أنفسنا بالحقيقة ونكتفي عن ترويج الأكاذيب ونصدق حريات لا وجود لها غير تدميرنا.
علينا أن نكتفي من ظلم الأقوياء للضعفاء، واستبداد الأقوياء بالضعفاء.
فقد عجزنا عن صنع شعب إنساني وتفوقنا في صنع قنابل ومفرقعات، فإن لم نغير ما بأنفسنا أولا نستحق أي خسائر ستمر علينا.
انا لم اتحدث عن سياسة بلاد، ولا اتحدث عن من ظالم ومن المظلوم ولكن اتحدث نحو فلسفة انسانية.
فكل يوم نتذكر أنه يعود الإلهام وينبع مره اخرى وستشرق شمس جديدة تنير جميع البلاد ويسود السلام والإسلام بإذن الله تعالى..