بقلم : محمد سعد عبد اللطیف
أمة إقرآ لاتقرأ۔ فرواية الأرض الكوكب العظيم الراحل ، التي كتبها ( هال ليندسي ) (وكارول سي كاريسون ) المنشورة عام 1970، كانت البدایة الأولى لفکرة إقامة مملکة “عیسی المسیح “۔تنبآت بما یعرف “هرمجدون ” وقد حققت هذة الروایة أکثر من 26 ملیون نسخة حتي عام 1990 م لقد أكدت هذه الرواية على أهمية “إعادة ميلاد” إسرائيل في 1948 الذي شكل إشارة من الله۔۔۔وفی عام 1995 کتبها کل من : “تيم ليهاي وجيري ” روایتة جینکنیز “” أيضاً باعت بعشرات الملايين من النسخ بالإنجليزية؛ هذه الروايات تُرجمت ونُشرت ومن ثم بيعت في الكثير من اللغات الأخرى. إن فيديوهات وأفلام سينمائية مشتقة من هذه الروايات أُخرجت ولازالت تُشاهد. وكل مفاهيم الصهيونية المسيحية الأفنجليكانية يتم شعبويتها في قصص خيالية في هذه الرواي۔۔۔۔
إن تأثير الصهيونية المسيحية في سياسة الولايات المتحدة نحو الشرق الأوسط، خاصة فيما يخص إسرائيل والفلسطينيين، منذ وقت إدارة “جورج دبليو بوش ” إلى الوقت الحاضر يمكن إثباتهما بالوثائق.
إن الدعم الصهيوني المسيحي المالي للتوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية كان ولا يزال ضخماً, وربما أن المقدار الإجمالي بالضبط لايزال غير معروف بعد، ولكن الإجمالي بوضوح يترواح بالملايين الكثيرة من الدولارات.
وليس مما يثير الدهشة أن الدعم العام في الولايات المتحدة للصهيونية المسيحية قد نما بشكل متواصل في العقود الأربعة المنصرمة. فهذا واضح جيداً من خلال المبيعات التي لا تُحصى للروايات، المتبنية للصهيونية المسيحية. تيم ليهاي وجيري ب. جينكينز،
إن أكثر زعماء الصهيونية المسيحية بالإضافة لدعمهم لإسرائيل قد كانوا ولازالوا حالياً متحدثين صراحة وسراً عن عدائيتهم للإسلام والمسلمين. فقد رأى المتحدثون إعلان جورج دبليو بوش “الحرب على الإرهاب” على انه أولاً حرب ليست ضد ما يسمى الأصولية الإسلامية والمتطرفين المسلمين فقط، بل عوضاً عن ذلك حرب ضد الإسلام ودين شرير وضد معتنقي الإسلام.
لقد بدأ الصهيونيون المسيحيون الأفنجليكان، منذ بداية أواسط السبعينيات، تركيز الانتباه على الإسلام ودوره المتوسع في شئون العالم. فجون ب. وولفوورد من معهد دلاس، مدفوعاً بالاعتقاد أن” أوبك ” كانت مسئولة بدرجة كبيرة عن أزمة النفط في 1973، عكس القلق بشأن الإسلام في كتابه، هرمجدون، النفط وأزمة الشرق الأوسط، الذي باع أكثر من 750.000 نسخة. وكتَّاب صهيونيون مسيحيون آخرون راحوا سريعاً يركزون اكثر وأكثر على الإسلام. إن ثورة 1979 في إيران، كانت دافعاً إلى قلق إضافي. فقد تنباً بعض الكتَّاب أن إيران الأصولية إسلامياً سوف تلتحق بالاتحاد السوفيتي في حرب نهائية ضد إسرائيل. وحقيقة أن المسلمين الشيعة كانوا خصوماً للسوفيت بسبب غزو الاتحاد السوفيتي لإفغانستان كانت ذات أهمية ضئيلة في هذا النوع من المنطق. وما اعتبره الصهيونيون المسيحيون كوحشية من أية الله أقنعهم ببساطة بما ستتطور إليه الأمور. ففي عام 1989، تنبأ “جيم مكيفي ” كالعادة أن الإسلام كان أكثر خطورة مما يعتقد حينها أكثر الناس. لقد كتب: “أعلن المسلمون الحرب على الغرب والولايات المتحدة وخاصة المسيحيين.”
في نفس السنة، 1989، صرح بات روبرتسن، الذي بدأ شبكة الإذاعة المسيحية (CBN) وصُوت له على أنه مذيع العام، أن إسرائيل وأمريكا هما آلياً على جانب الله ضد “الإسلام الشرير.” روبرتسن ادعى هنا أنه كان يتحدث لـ 1600 مذيع راديو وتلفزيون مع جمهور متلاحم تعداده 141 مليون أو تقريباً نصف عدد سكان الولايات المتحدة الإجمالي.
إن غزو العراق للكويت، بداية أغسطس 1990، تقريباً فوراً حفز الغزو حتى أكثر القيادة الصهيونية بمبيعات متزايدة من كتب الصهيونيين المسيحيين المنشورة سابقاً. فقد احتوت هذه الكتب نبوءة توراتية لما سيصيب هذا العالم في نهاية الزمان. مثل هذه النبوءة التواراتية لم تربط فقط العراق بالهلاك الوشيك لكن وفرت أيضاً خلفية اكثر لقاعدة أعرض للعدائية للإسلام والمسلمين. فالوعاظ والمعلمون الصهيونيون المسيحيون، الذين اكدوا مثل هذه النبوءة التوراتية، فجأة ظهروا بشكل منتظم كضيوف مقابلات مجدولة في الراديو والتلفزيون في 1990 و 1991 على CNN و CBS و CBN. وكتبت النيويورك تايمز في تقرير لها عام 1991 أن القلق العام حول النبوءة التوراتية كان في “حالة انفعالية عالية.” وأقنعت حرب الخليج للعام 1991 وعاظ ومعلمي الصهيونية المسيحية أن “العراق ” كان إصحاح الوحي البابلي.
لقد وصل معظم الوعاظ والمعلمين الصهيونيين المسيحيين لاعتبار بابل السياسية (العراق) كإحياء للإمبراطورية الرومانية المعادية للمسيح واعتبار بابل الإكليريكية كالدين المرتد. فقد آمن كثيرون أن صدام حسين /خطط لإعادة بناء مدينة بابل القديمة، التي إشارات إصحاح الوحي إلى بابل يجب تفسيرها حرفياً وأن بابل يجب أن يُعاد بناؤه فعليا. وكان تشارلز داير، من معهد دلاس، المدافع الرائد بالنسبة لإعادة بناء بابل؛ لقد قال أن صدام يجب ان يعيد بناء بابل كي المسيح العائد يستطيع تدميرها.
كثير من متحدثي الصهيونية المسيحية لم يعتبروا صدام حسين كعدو للمسيح أو حرب الخليج كهرمجدون. لقد كانوا مع ذلك مقتنعين ان هذا كان خطوة نحو نهاية الزمان، التي اعتقدوا أنها كانت تقترب سريعاً. وقد استخلص، كما فعل معظم متحدثي الصهيونية المسيحية الآخرون: “إن ما يرشح هو تحويل الأمم لجعلهم في المكان الصحيح” لأن الأحداث تؤدي إلى عودة المسيح.
إن تفجر حرب الخليج الثانية، التي بدأت عندما غزت الولايات المتحدة العراق في مارس 2003، ولدت ردات فعل مختلطة من الوعاظ والمعلمين والكتَّاب الصهيونيين المسيحيين الأفنجليكان. فبعضهم كانوا مقيدين أكثر مما كانوا هم وزملاؤهم في 1990 بشأن العلاقات النبوئية بنهاية الزمان. وتصرف آخرون بنفس الطريقة واحياناً حتى بقوة أكثر مما هم وزملاؤهم كانوا قد تصرفوا سابقاً.
مايكل إيفانز، في كتابه، فيما هو أبعد من العراق: الخطوة التالية (2003)، أصر أن العراق والإسلام والمسلمين ممثلي الزمن الراهن لقوى الشيطان، وكما أمر الله، يجب أن يُسحقوا. فهم يُزعم ارتباطهم ببابل القديمة، المدينة العظيمة ذات مرة التي تحولت إلى شر ومن هنا تم تدميرها. لقد كان غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 بالنسبة لإيفانز مقدمة لمجيء هرمجدون، ام المحارق جميعاً.
في كتابه، ركز أيفانز حتى بعمق أكثر على العرب والمسلمين. فقد قال أنهم يجب أن يُذلوا ويُخضعوا قبل سحقهم وقتلهم اخيراً, وقد افتبس من الكتاب المقدي وقال أن الله بارك إسحق وأحفاده، اليهود، لكنه كان له خطة مختلفة بالنسبة للعرب، أحفاد إسماعيل، ابن إبراهيم الآخر, واقتبس إيفانز وصف الكتاب المقدس لإسماعيل كـ “رجل وحشي” يده سترفع ضد كل الأشخاص, ودعى إيفانز محمد “الإرهابي الأول” طرد وقتل اليهود بسبب عدم إيمانهم به وبسبب تفريخه الإرهابيين المسلمين مع الإسلام, فالإرهات، كما ادعى إيفانز في كتابه، نتيجة منطقية للإسلام, لقد قال أن القذافي والخميني وبن لادن وحسين في الأيام المعاصرة هم اتباع محمد والإسلام, فمن زاوية نظر إيفانز، كان الإسلام ولايزال “تجلٍ حاقد لدين حُمل به في قعر الجحيم”, لقد ساوى إيفانز الإسلام بعدو المسيح، الذي على جميع المسيحيين محاربته بكل الموارد التي تحت تصرفهم.
مايكل إيفانز متحدث صهيوني مسيحي بارز بشكل واسع. فهو ليس فقط مؤلف ذي افضل مبيعات؛ هو كما ظهر على BBC وعلى برامج شبكة تلفزيون الولايات المتحدة الكبرى ونشر مقالات في الوول ستريت جورنال و الجيروساليم بوست. لقد أنشأ فريق صلاة القدس، الذي ضم عند تنصيبه صهيونيين مسيحيين بارزين آخرين، أمثال، فرانكليم جراهام وبات روبرتسن وجيري فالويلو كذلك أيضاً نائب الولايات المتحدة ديك أرمي ورئيس الوزراء الإسرائيلي . بنيامين نتنياهو. إيفانز تلقى منحة السفير من الحكومة الإسرائيلية وصار صديق حميم ومستشار للعديد من رؤساء وزراء إسرائيل ورؤساء بلدية القدس. إن غلاف كتاب إيفانز فيما ابعد من العراق: الخطوة التالية – نبوءة قديمة تحطم مؤامرة الوقت الحديث مقتبس من بنيامين نتنياهو يمتدحه لكونه “بين بشكل متماسك الوضوح الأخلاقي الضروري للدفاع عن إسرائيل من أكاذيب وتشويهات أعدائها.”
لقد ردد زعماء صهيونيون مسيحيون أفنجليكان كبار آخرون كثر الأفكار التي عبر عنها إيفانز. فهم عادة قد استخدموا المصطلح “الإسلام المحارب” بشكل سلبي ليصوروا الإسلام عموماً. فجون هاجي، مؤسس الكنيسة المركزية في سان انطونيو، تكساس، أكد بشكل متكرر في الخطب والكتابة الصلات المزعومة بين بابل القديمة والعراق والإسلام. إن هاجي، الذي بحلول نهاية القرن العشرين، كما قيل سابقاً، أصبح الزعيم الصهيوني المسيحي الأكثر تأثيراً، أكد، لليوم، بشكل متواصل في كتبه ومقالاته ومقابلاته في الراديو والتفزيون أن الإسلام دين شرير وخطير وأن المسلمين المحاربين ملتزمون بشن حرب مقدسة في الشرق الأوسط وعبر العالم كله ضد الأعداء غير المسلمين. هدف المسلمين، استناداً إلى هاجي، توسيع الإمبراطورية الدينية-السياسية الإسلامية لإزالة جميع الأعداء. وهاجي أكد بشكل مستمر أن الهدف الإسلامي الانتصار على جميع الأديان. إنه يستمر في التأكيد كتابة وشفوياً أن القرآن يفرض قتل المسيحيين واليهود. لقد قال هذا في راديو الرأي العام الوطني وفي مُذَاعات وخطب أخرى عديدة.
هاجي، مع نفس خط زعماء صهيونيين مسيحيين آخرين، انتقد الإسلام والمسلمين والعرب بشدة وبشكل خاص بسبب استهداف ومهاجمة اليهود واليهودية. ففي كتابه، بداية النهاية (1990)، هاجي اكد بشكل دائم: “الصراع بين العرب واليهود يصل إلى ماهو اعمق من نزاعات حول الأرض. إنه لاهوتي. إنه اليهودية في مواجهة الإسلام.” فأصل الصراع، حسب هاجي، المنافسة التوراتية بين اسحق وإسماعيل. هذه المنافسة تمتد بشكل مزعوم إلى درجة أن الإسلاميين المحاربين يكرهون ويودون قتل الشعب اليهودي. يعتبر هاجي حماس وإيران القائدتين في هذه المحاولة لقتل اليهود، ويرى روسيا المولودة مجدداً تتآمر مع الإسلام في حملة ضد دولة إسرائيل والغرب. ويعتقد هاجي أن الصهيونيين المسيحيين مجبورون على دعم والدفاع عن دولة إسرائيل واليهود ضد هجوم الإسلام والمسلمين الضاري.
مرة وأخرى، اكد الصهيونيون المسيحيون أن دولة إسرائيل تقف كقلعة يهودية-مسيحية، محاطة بدول-قومية إسلامية ومهددة بإرهاب المسلمين. من زاوية نظر الصهيونيين المسيحيين، تظل إسرائيل قاعدة امامية هامة للغرب في صراع الحضارات لما بعد الحرب الباردة. لقد تفجرت العدوانية ضد الإسلام بعد 11 سبتمبر 2001. بالنسبة للمسيحيين الأفنجليكان عموماً، صدام الحضارات كان يتطور إلى حرب ساخنة. ودور إسرائيل هكذا اصبح اكثر أهمية في هذه الحرب المتطورة، ودعم الصهيونيين المسيحيين لإسرائيل إزداد وأصبح أكتر تكثيفاً. إن جاري بوير، الناشط السياسي الذي كان سابقاً من موظفي الرئيس رونالد ريجن، وهو (أي بوير) زعيم صهيوني مسيحي اعتبر نفسه نقطة ربط في صراع الحضارات. بوير، إلى اليوم، يقول باستمرار أن الولايات المتحدة وإسرائيل “ركيزتان توأم للغرب” وأن أي أذىً لإسرائيل سيكون “كارثة للحضارة الغربية.” لقد اكد بوير بشكل متكرر أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما تحت النار من نفس العدو.
لقد أكد عديد من أعضاء الكونجرس، المقرين باعتقاداتهم الصهيونية المسيحية الأفنجليكانية، كذلك أيضاً التهديد الإسلامي وحاجة الولايات المتحدة للوقوف مع الحليف المختار، دولة إسرائيل، في معارضة هذا التهديد.
في 23 يوليو 2003، توم ديلاي الذي كان حينها زعيم الأغلبية في مجلس النواب، في خطابه إلى مجلس الشئون العامة الأمريكي (أيباك) قمة القيادة، صرح: “انتصار امريكا في حربنا على الإرهاب تعتمد على انتصار إسرائيل في حربها على الإرهاب. إن المصير المشترك لأمتينا ليس تحالفاً اصطناعياً من قبل زعمائنا، أو حساباً سياسياً تناصرياً. إنه صداقة عاطفية بين مواطني الديمقراطيتين كما هي بالفعل، متلاحمين بواسطة تضامن من الحرية.”
بعد 11 سبتمبر 2001، أعلن الرئيس جورج دبليو بوش، في مناقشته حربه على الإرهاب، أن الإسلام “ديناً سلمياً” وأن القاعدة لا تمثل الطبيعة أو الشخصية الحقيقية للإسلام.
كان الكثير من الصهيونيين المسيحيين قلقون من ملاحظات الرئيس. جيري فالويل دعى محمد، بني الإسلام، إرهابي. وجيري فاينز، الرئيس السابق للعهد المعمداني الجنوبي، قال محمد كان “ممسوساً بالشيطان.” وفرانكلين جراهام صرح بوضوح وعلانية باسم عديد من زعماء اليمين المسيحي: “نحن لا نهاجم الإسلام، بل الإسلام هاجمنا… إنني اعتقد أنه دين شرير وخبيث جداً.” منذ أکثر من عشرین عاما “صرح” إد میکفیر “
عراب اليمين الديني في الولايات المتحدة، صرح في مقابلة ستين دقيقة على تلفزيون CBS بأن أمريكا عموماً وحكومة الولايات المتحدة خاصة احتاجت أن تدرك أن “كل حبة رمل بين البحر الميت، ونهر الأردن والبحر المتوسط تخص اليهود.
ليس هناك من سر حول التأثير السياسي للوبي الصهيوني المسيحي في الولايات المتحدة. فبشكل نموذجي،إن كثيراً من الصهيونيين المسيحيين يؤمنون أن الإسلام والمسلمين يجب أن يُبادوا.
الصهيونيين المسيحيين يعارضون أي خطة تدعو لإقامة دولة فلسطينية. فتراجعت الإدارة أدراجها سريعاً، وخارطة الطريق الممدوحة بشدة ذات مرة ماتت جوهرياً.
إن تأثير الصهيونية المسيحية في سياسة الولايات المتحدة نحو الشرق الأوسط، خاصة فيما يخص إسرائيل والفلسطينيين، منذ وقت إدارة جورج دبليو بوش إلى الوقت الحاضر فی إعلان مبادٸ صفقة القرن ۔۔.