مَهْـرُ لـواحـظ !!

84349794 1117101421968506 8448489460538015744 n


بقلم الأديب:أحمد عفيفى

تحت صنبور طلمبة المياه اليدوية التى تتوسط الحى,انثنت -لواحظ- تغسل حصيراً , بدت كظبية صغيرة تتفجر أنوثة وبراءة..انتفض-توفيق-المستند بظهره على باب منزله كمن مسًه الجنون, ذهب إلى لواحظ محاولاً لمس شعرها المضفور فيما عينه تغمز لها بإيحاءات غريبة..إنتفض -عبّادى- الذى كان يراقب, واشتبك بتوفيق,إحتدم عراك الشابين..هرول -البرديسى- من البعيد وسيطر على الموقف, ثم نظر إلى لواحظ متمتماً{والله كبرتى يالواحظ} ثم استدار ناحية الشابين. قائلا:(أنتو مش بنى ادمين انتو شوية زبالة,ازاى تجرأتم تعاكسوا بنتى وتضايقوها,وكل واحد عاوز يعمل راجل قدام طفلة بريئة,والله لولا -الجيرة- لدشدشت راسكم انتو الاتنين)..أطرق الشابان برأسيهما فاستطرد البرديسى قائلاً:(يكون ف علم الجميع اذا كانت لواحظ كبرت وبقت عروسة فانا مش ح اقبل لها الا راجل يستاهلها, راجل جامد وفتوة يقدر يحافظ عليها ,على شرط يورينى رجولته فى الساحة يوم مولد الشيخ الرفاعى الكبير),
انصرف المحتشدون يهزون رؤوسهم تعجباً من كلام البرديسى!

*إنغمس البرديسى فى عمله , فيما بدا -مسرور- أضخم حجما وشراسة بعد أن ضاعف له البرديسى الوجبات من اللحم والعظم وازداد نباحه وحشية وبدد الكثير من السلاسل الحديدية..

*بدا زحام -مولد الرفاعى الكبير-ينقشع تدريجيا فيما الرؤوس تتدلى من النوافذ ترمق البرديسى الذى كان يخطو بثبات ممسكا عصاه الغليظة تتبعه لواحظ مرتدية فستانا زهريا يغطى ركبتيها وإيشاربا من الحرير الأخضر وكانت يمناها ممسكة بسلسلةٍ قوية ينتهى طرفها برقبة-مسرور- الذى كان يبصق من بين أسنانه الرهيبة:لساناً أحمر غليظ, تجاوز البرديسى السوق يتبعه بعض الشبان الأشقياء برفقة كلابهم المتوحشة, توقف البرديسى أمام ساحة فسيحة تتوسطها ربوة غير مرتفغة..ثم استدار موجها حديثه إلى شُلة الشبان:(انا ح اقف انا ولواحظ ومسرور فوق التلة دى ,واللى شايف نفسه راجل وجامد يجى ياخد من العصاية دى ,اللى ح يقدر ح اجوزه لواحظ)
تقهقر الكثيرون ولم يثبت سوى -توفيق- ونفرٍ قليل من أصحابه الأشقياء بصحبة كلابهم الشاهقة,تقدم -توفيق- هازئا واثقا دافعا كلبه الوحش ناحية -مسرور-,استقبله الأخير بقفزة هائلة وهوى به من أعلى الربوة وأخذ ينهش لحمه بضراوة حتى أُفلت الكلب من براثن مسرور بصعوبة,صُعق-توفيق-وجُن جنونه..أخرج خنجراً من خلف بنطاله وهوّش به فى وجه البرديسى,إلتقطه البرديسى بمهارة قديمة..ثم عاجله بضربة من عصاه فوق ركبتيه,ثم بأخرى فوق ظهره,هرول توفيق مبتعدا وهو بصرخ من شدة الألم..فيما لواحظ تتنقل بعينيها الفزعتين فيما يحدث حولها,انتظر البرديسى طويلا..لم يتقدم آخر لمنازلته, قال هازئا لأصحاب الكلاب المتوحشة(ايه ياابطال , محدش عاوز يدفع مهر لواحظ ولا ايه ,فين الرجولة والفتونة) ثم اطلق ضحكة مدوية أتبعها زئير-مسرور- الصاعق ,فيما انصرف الشبان بصحبة كلابهم يتمتمون فيما بينهم وهم عائدون,ويبصقون الحسرة