بقلم الأديب:أحمد عفيفى
فَرَغَتْ من صلاتها الواقفة, تهادت بحذاء الشاطئ المُمتد..تخطو بين العشرين ونيفٍ من العمر,تركت شعرها المسدول للريح..وراحت تُنصت لغناء صيادٍ ذى صوتٍ حزين..أمعنَ النظر فى وجهها,نقىًٌ وجهها كينبوعٍ بكرٍ لم تمتد إليه غُلالاتُ الغضب بسمتُها يشوبُها حزنُ خفيف..حين رأته..أرسَلتْ إيماءةً خافتةً..توغّلت سمتها واستقر بسويداء قلبِه..
*كحارس ظلًَ يتبعها, كان صوتُها الهامس يُهدهد أوتار قلبه..قالت له:صلّ معى , فصلّيَ , دون علمه بالطقوسِ ,والأسباب, فقط , إيمانه بقدسية صلاتها
*
كانت مياه البحيرة الصافية تعكس صورة وجهها الملائكىّ, فتضفى على حافة الشاطئ تموجات فرحة تجتذبُ أوزّةً بيضاء تتراقصُ فى رشاقةٍ فوق صفحة الماء, وتغمسُ رأسها فى المرآة السائلة, وسرعان ما تهرب الى تموجاتٍ اخرى..
*
لم يتواعدا يوماً, ولم يخلفا الموعد يوماً, يبدءا بالصلاة عند محرابها الأثير..
أتقن الشعائرَ والطقوس , باتت قدماه تحفّزه قبل الموعد وتدفعه دفعاً كأنها أدمنت العبادة, وعشقت الشاطئ, والرمال(لماذا لم يعشق هذا الشفق وهذا الغروب من قبل هكذا؟, ولماذا لم يتألق قوس قُزح ويبدو رائعاً هكذا قبلاً؟, ولماذا لا تتكلم كثيرا, صوتُها أخّاذٌ, كمْ يوَدّ لو يظلّ يسمعه حتى الرمق الاخير)..
*
ما بالُ الرمال ثقيلة اليوم , ولماذا الطريق استطال..تمتم لنفسه:ربى..أين المحراب.. لماذا اعتمّ الشاطئ فجأةً؟, صفحة المياه الزرقاء لم تعُد تُشع؟..ها هى الأوزة , ولكنّ ريشهُـا الأبيض مُغطّى بالسواد, لماذا تنظر إليَّ هكذا, لماذا تُشير بمنقارها ناحية السماء..أين سأصلى؟, واحسرتاه..
*
تجرّعَ الألم والفقد ,أغرقَ قلبه فى سيلٍ من الحزن, بكيَ الكونَ, والحياة, والينبوعَ البكر..لكن صورتها المحفورة بقلبه لم تبتلّ , ظلّت هى المنحةُ الوحيدةُ التى تركتها الأقدار , لم يستطع الزمان محوها, ظلّتْ كعدِها تنمو وَسط رُكام ِالسنين وأنينِ الخريف@
………………………………………
من مجموعتى- كان يُشبهه تماماً-
(مكَانٌ بالـقَـلْـب!! )
ما هو رد فعلك؟
حب0
حزين0
سعيدة0
غاضب0
غمزة0