بقلم : حازم عبد العاطي
بدأ في انشاؤه الخليفة الفاطمي العزيز بالله ليكون رابع مدرسة في مصر بعد جامع عمرو بن العاص و جامع أحمد بن طولون و جامع الأزهر و لكن العزيز بالله لم يكمل بناؤه فأكمله من بعده ابنه الخليفة الحاكم بأمر الله و يعد جامع الحاكم بأمر الله واحد من أكبر الجوامع الأثرية في مصر .
و يقع جامع الحاكم بأمر الله في نهاية شارع المعز قبل بوابة الفتوح مباشرة و كان الجامع في البداية يقع خارج أسوار مدينة القاهرة و لكن أدخله بعد ذلك بدر الجمالي حين قام بتوسعة أسوار المدينة فشملت الجامع .
و يتميز جامع الحاكم بأمر الله بمدخله البارز عن الواجهة و يوجد بالجامع بوابات أخري صغيرة عددها ثماني بوابات موزعة علي جدران الجامع أربعة علي الواجهة الرئيسية و اثنان في الجهة الشرقية و بوابة في الجهة الغربية و أخري في الجدار القبلي و تزين واجهة بوابة المدخل الرئيسية حنايا بها نقوش هندسية و نباتية .
و يتضح ارتباط عمارة هذا الجامع بعمارة جامع أحمد بن طولون حيث شيد علي دعائم من الأجر مثله .
يتكون الجامع من صحن أوسط مكشوف و أربعة أروقه أكبرها و أهمها رواق القبلة الذي يتكون من خمس بلاطات موازية لحائط القبلة كما يوجد برواق القبلة ثلاث قباب و العقود مدببة يوجد علي بعضها زخارف نباتية منفذة بالأسلوب الفاطمي .
و كان يدرس في كل رواق من الأروقة الأربعة مذهب من المذاهب الفقهية الأربعة .
و للجامع مئذنتين من الحجر تتكون كلآ منهما من قاعدة و شكل حلزوني و تنتهي بشكل مبخرة كما يوجد في وسط صحن الجامع ميضأه رخامية مثمنة الشكل بالاضافة الي وجود حوضين داخل الصحن من الرخام مثمنين الشكل ايضا .
و قد مر الجامع بعدة أحداث عبر التاريخ :
في عهد المماليك حدث زلزال قوي عام 1312 م أدي الي تصدع الكثير من أجزاء الجامع و سقوط أجزاء من مئذنة فقام ركن الدين بيبرس بعمل الاصلاحات اللازمة .
و في عهد الحملة الفرنسية علي مصر أقتحم الجنود الفرنسين الجامع و استخدموا المئذنتين كأبراج مراقبة .
و بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر أقام به مجموعة من التجار من بلاد الشام و جعلوه مكان لصناعة الزجاج و نسج الحرير.
في أواخر القرن الثامن عشر تحول المكان الي مخزن و متحف اسلامي و قد أطلق عليه دار الأثار العربية كأول متحف اسلامي قبل نفل الآثار التي به الي متحف الفن الاسلامي الموجود حاليآ بباب الخلق .
و في عهد الرئيس السادات تقدمت طائفة من الشيعة تسمي البهرة بطلب بتطوير و ترميم الجامع و تمت الموافقة علي طلبهم و مازال الترميم مستمر حتي الآن و لكن للآسف قد قاموا بمحو الطابع الأثري للجامع .