كتب: سمر مكي ومحمود حمدين
“علّي صوتك بالغنا”.. حكاية طفل أسواني هزم المرض بـ”الغناء”.. عيوب خُلقية أوقفت نمو “عبدالله”.. وعذوبة صوته أعادت إليه الحياة
لم يكن يعلم الطفل ابن محافظة أسوان، أن مقطع فيديو لا يتعدّى زمنُه الدقيقة ونصف – عن طريق المزح – سوف يحولُه إلى حديث السوشيال ميديا في معظم محافظات مصر، بعد ساعات من نشره عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”؛ وهو يغني “أهلاوي” وأنامله الصغيرة مع الأغنية تسير بالتطبيل على “الجردل المنزلي”، ولاقت إعجابًا غير متوقع من الجميع بسبب جمال صوته الصغير العذب، وبساطته في زيّه وطريقة غنائه باستخدام أداة منزلية.
قال عبد الله أحمد عبد الرازق، الشهير بـ عبد الله الكلحاوي، لـ”أهل مصر” – في أول حوار له – إنه يبلغ من العمر 13 عامًا، ويدرس بالصف الثالث الإعدادي، في مدرسة قريته (قرية كلح الجبل)، مركز إدفو، محافظة أسوان، لافتًا إلى أنه سعيدٌ للغاية بعدما أُعجب الجميع بصوته، ولم يتوقع ذلك، حيث كانت بدايته مزحة؛ ليرى صورته مع أصدقائه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف الطفل الكلحاوي، أن قصته بدأت منذ أيام قليلة، عندما مرَّ أحد جيرانه يُدعى “كريم” ورآه جالسًا على أريكة أمام منزله البسيط، وسط مجموعة من الأطفال، وبيده “الجردل” ويغني لهم وهم يرددون وراءه، فعرض عليه كريم أن يصوره فوافق الكلحاوي، بل وطلب نشر الفيديو على “فيس بوك”، وبالفعل المقطع نُشر، وانتشر انتشار النار في الهشيم، محققًا مشاركات وتعليقات كثيرة أسعدته، وفي اليوم الثاني مباشرة الجميع كان يمدحه، ويقول له إن الفيديو الذي سجله لاقى استحسان من سمعه، وحصل على تفاعلٍ كبيرٍ على كلِّ صفحات السوشيال ميديا.
وتابع الطفل الصغير، أنه رأى إعجابًا من الجميع، ولم يكن هناك أي نقدٍ؛ لذلك أعجبته الفكرة، وطلب من جاره “كريم أبو فرغل” أن يسجلَ له فيديوهات أخرى، فلم يعترض جاره بل شجعه، وكان بجانبه، وقام بإنشاء قناة له خاصة ينشر عليها كل تسجيلاته، وبدأ يغني مهرجانات، ونوبي، والإعجاب به على صفحته بالقناة بدأ يزداد يومًا بعد يومٍ، والذي كان يسعده كثيرًا تعليقات رواد “فيس بوك” عليه وهم لا يعرفون عنه شيئًا، ومن هذه النقطة كانت شهرته عبر السوشيال ميديا.
الطفل التريند وسط جيرانه أمام منزله في أسوانالطفل التريند وسط جيرانه أمام منزله في أسوان
واستطرد عبد الله أنه منذ نعومة أظافره، ولديه موهبة الغناء وإلقاء الشعر، ومشهور وسط أصدقائه ومدرسيه بصوته الجميل؛ ولكن لم يفكر ينشر شيئًا من قبل؛ خوفًا من توجيه نقدٍ له، كما كان شباب قريته يأخذونه معهم الأفراح، ويغني فيها وذلك شهره وسط قريته فقط؛ ولكن الوضع اختلف بعد نشر الفيديو الذي كانت عليه ردود أفعال إيجابية وجعلتْه معروفًا خارج حدود قريته.
وجه الطفل الصغير الشكرَ لكل من أسعده ولو بكلمات بسيطة على فيديوهاته، وقدَّم الشكر إلى جاره الذي تحول مثل أخيه الأكبر منه سنًا “كريم أبو فرغل”؛ لأنه كان السبب في انتشار موهبته عبر السوشيال ميديا، كما أن لعائلته ووالده ووالدته وشقيقيه الذي هو أكبرهما سنًا، الفضل الأكبر من حيث تشجيعه منذ طفولته خاصة بعد معرفة أنه يعاني من “إيقاف النمو” منذ ولادته، من تلك اللحظة حتى اليوم لم يرفضوا له طلب ودائمًا معه في كل خطوة، وأنهى الطفل حديثه بأنه لا يحدد مستقبله بعد أو بأي دراسة يلتحق؛ ولكن أمنيته أن يستمر في الغناء؛ لأن هوايته المفضلة وسعادته تتلخص فيه.
كما ذكر كريم أبو فرغل، جار الطفل الصغير، والذي كان له الفضل في نشر فيديوهاته، أن عبد الله منذ صغره وهو محبوب وسط قريته، وإيقاف نموه لم يؤثر عليه في شيء سواء في الدراسة أو الغناء أو اللهو مع أصدقائه في الشارع، بل على العكس كان ذلك يعد ميزة له، موضحًا أنه مستمرٌ معه وسوف يظل عونًا لنشر كل فيديوهاته التي تحمل بداخلها نوعًا من البساطة والشفافية، وذلك كان السبب في تحوله إلى تريند عبر “فيس بوك” في أيام بسيطة، خاصة وأن المقربين من المغني العالمي محمد منير، ومطربي المهرجانات عمر كمال ومجدي شطة والحاج الضوي، قاموا بدعمه ونشر فيديوهاته على صفحاتهم.