حصرى د/ محمد عطا عمر
حدث في سنة 18 هجرية طاعوان قاتل سمي بطاعون عمواس وهو أحد امتدادات طاعون جستنيان القاتل وهو وباء وقع في بلاد الشام في أيام خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 18 هـ “640 م” بعد فتح بيت المقدس، ومات فيه كثير من المسلمين ومن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال الواقدي: ” توفي في طاعون عمواس من المسلمين في الشام خمسة وعشرون ألفاً “، وقال غيره: ” ثلاثون ألفاً “.
ومن أبرز من ماتوا في هذا الوباء أبو عبيدة بن الجراح و معاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان و سهيل بن عمرو و ضرار بن الأزور و أبو جندل بن سهيل وغيرهم من أشراف الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
كما حدث في نفس العام18 هجرية أزمة عام الرمادة وهي من أشد الازمات التي ابتليت بها الأمة حيث القحط والجفاف الذي أصاب دولة الخلافة حتى ان الناس كانت تأكل الجرذان والأفاعي من الجحور , فقد ابتلي المسليمن بابتلائين معاً .
فمن ناحية الطاعون القاتل ” طاعون عمواس” ومن ناحية اخرى القحط والجفاف وأزمة الرمادة , وقد استمرت الأزمة 9 تسعة أشهر كاملة حتى ان عمر بن الخطاب بكى وبكى الناس جميعاً واخذ يخطب حتى ابتلت لحيتة وقال: ” اتقوا الله في أنفسكم وفيما غاب عن الناس في أمركم فقد أُبتليتم بي وابتليت بكم، وإني لا أدري السخْطة عليّ دونكم أم عليكم دوني أم قد عمتني وعمتكم , ثم بكى وهو على المنبر وقال:( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ). ثم قال” وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون” فهم الناس بالإستغفار والبكاء والتضرع إلى الله، حتى رفع الله عنهم البلاء والمرض.
وما يمر بنا الآن في هذا التقدم التكونولجي والطبي الرهيب والازدهار الحضاري ووسائل التواصل الاجتماعي والعولمة المالية والاقتصادية لم يقارن بشيء مما حدث في الماضي حيث لا وسائل اتصال ولا تقدم طبي وتقني ولا شيء من ذلك إلا تقوى الله,,, فتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون يرفع عنكم البلاء.
إخواني في الله هذه دعوة عامة إلى أمة المسلمين أجمعين بالاستغفار بنية رفع الكرب
وازاحة الغمة ونُصرة الأمة بإذن الله.
نرجو من الجميع مشاركة هذه الرسالة بنية الاستغفار لإزاحة هذا الكرب.
أستغفر الله العظيم من كل ذنب وأتوب إليه.