إسطنبول شعر : مصطفى الحاج حسين
أَعِدِّدُ هزائمي أمامَ عينَيكِ
أُحصي عَدَدَ الرّمْلِ
وأُضِيفُ ما في الكَونِ
من مَساحاتٍ
فأجد ما يُوازي خَسَائري
لو أنَّ البحرَ يَغْسِلُ ناري
لو أنَّ الفضاءَ
يحتوي ما بداخلي
من صَرخاتِ النِّداءِ
لو أنَّ يديكِ
تَمْسَحانِ عنّيَ انهياري
لوَجَدْتُ الدّروبَ تنتهي
عندَ جراحي
والسّماءَ تخيّمُ فوقَ خيبتي
وَتَمْتَدُّ الصّحارى
إلى عُمقِ وحشتي
أحبُّكِ
لكنَّ الحبَّ يورقُ في جهنّمَ
أجتازُ السّعيرَ
فيصطادني لهيبُ صمتِكِ
وأنا بكاملِ موتي
وعنفوانِ عطشي
أطرقُ اخضرارَكِ
وأرتمي عندَ عتباتِ نبضِكِ
أنا المسجّى
خارجَ أسوارِ ظلالِكِ
تحملُني إليكِ دمعتي
تقذفُني أمواجُ العشقِ
أطلُّ على شهوقِكِ بأوجاعي
أشتهي لمسةً من سحابِكِ
جرعةَ فضاءٍ من ترابِكِ
يا أمَّ خطايَ
في صحراءِ عمري
يا نبضَ وجودي
على قارعاتِ الرُّؤى
خذي عنّيَ اغترابي
واسكني قفارَ أنفاسي
شيِّدي من صلصالِ لهفتي
عرشَ مجدِكِ
لكِ الزّمانُ ينحني
لكِ التّكوينُ يخضعُ
ولكِ الأشجارُ تثمرُ الفتنةَ
يا كوثرَ النّدى
ومهجةَ الياقوتِ
يا سحابةَ التَّفتُّحِ
ويا زمرّدَ المعنى
إنِّي أحبُّكِ
أكثرَ ممَّا يظنُّ الأزلُ
وأريدُكِ
أكثرَ ممَّا يتصوَّرُ الأبدُ
وَحْدَكِ
من خصَّكِ اللهُ بالخليقةِ
وَوَحْدَكِ
من تغنَّتْ بها السّماءُ
يا حُضْنَ النَّعيمِ يا حلبُ *.