اعداد/ فاطمة العامرية
كان أحمد طوسون باشا أكبر أبناء محمد علي باشا وذراعه اليمنى وأحب أبنائه إليه، حيث كانت له بطولات كبيرة فى قيادته لجيوش أبيه فى حروبه فى الجزيرة العربية.
عاد طوسون إلى القاهرة وسط احتفال كبير ثم ذهب إلى الإسكندرية ولم يعش طوسون باشا بالإسكندرية مدة طويلة حتى توفي فجأة بالطاعون وهو دون الثانية والعشرين عاماً.
ولم يدخر الأب المكلوم جهدا أو مالا في بناء مبني كصدقة على روح ولده الحبيب ففكر فى بناء سبيل بشارع المعز، وذلك لطبع القاهرة بأثر باق يخلد وجود أسرته وأهميتها.
شيد محمد على السبيل عام 1826 في شارع النحاسين أمام مسجد الناصر محمد بن قلاوون ومدرسة الظاهر برقوق بشارع المعز لدين الله الفاطمي
وهذا السبيل شاهد على أن محمد علي باشا كسر التقليد المعماري المملوكي الذي امتد قرونا، ودشن بإقامة هذا السبيل طرازا جديدا تماما، فاختار موقعا بارزا في المنطقة التجارية النشطة على الشارع الرئيسي في المدينة، واستورد أخشابا ورخاما أبيض من تركيا، وربما جلب منها بعض الحرفيين أيضا، واختار أن يشيد مبنى بهذه الضخامة والفخامة ليبرز سلطته السياسية.
كان بهذا السبيل كتاب لتحفيظ القرآن تحول بعد ذلك إلى مدرسة إبتدائية درس بها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عندما كان طفلاً