بقلم/ ريم الحكيم
لاشك اننا نحتاج في حياتنا الي التوازن في العلاقات الاجتماعيه
فلابد أن نعلم أن من أصعب الأمور التي ينبغي أن ينجح فيها المجتمع هي علاقاته المختلفة و قدرته على تطويع أنا الإنسان وجعلها أكثر توازنا في علاقاتها مع الآخرين من حيث الضعف او القوة
يقول علماء النفس، أن تضخيم أنا الإنسان تحجب الرؤية الصحيحة والمتوازنة عن التفكير وتجعله غير قادر على التوازن النفسي،
كما أنه سيكون في حالة ميول دائمة لمصالحه ومنافعه الذاتية، بغض النظر عن مشروعية الأساليب التي يستخدمها مع الآخرين، أي أنه يكون مستعدا للتجاوز على حقوق غيره بسبب حجب التفكير السليم عن نفسه
وأمر طبيعي عندما يرى الإنسان نفسه أهم من الآخرين، ويعتقد أن الحق معه دائما حتى لو كان مخطئا، هنا سيحدث اختلال خطير في توازن الإنسان، ويصبح التضخم الذاتي لديه عاليآ وسيكون ذلك سببا أساسيا في تفجير الصراعات بين الأفراد والجماعات
ولكن ليس جميع الناس لديهم نفس الاستعداد لكبح ذاتهم، فهناك من يسعى لتنمية أناه على حساب الآخرين وحقّهم في التعامل الحسن، إذ يوجد أفراد ليس لديهم الاستعداد لتحجيم ذاته والسيطرة عليها، وهناك من لا يحبذون التغيير، ولا يجعلونه ضمن تفكيرهم او أهدافهم، وهم بذلك يصبحون مصدر إرهاق لعائلاتهم ومجتمعهم، وذلك بإثارة الفتن وتفجير الصراعات، والسبب دائما، تضخم أنا الإنسان مع ضعف او غياب الرغبة لديهم من اجل التغيير، وهم غالبا يتطيرون من الأوضاع والأساليب السليمة التي تتطلب قبولا وانصياعا جمعيا وفرديا، لأن الذي تتضخم أناه رغما عنه
سوف لا يتمكن من احتوائها
أن حالة التغيير من الأنا الى الجماعة تتطلب جهودا استثنائية فردية في تطويع الذات، بمعنى مخالفة النفس
التي تحث على تحقيق الرغبات ، على حساب حقوق الآخرين، لذلك يتطلب صد النفس سعيا كبيرا وعملا يقترب من الكفاح ضد الأهواء الذاتية التي تسعى إليها النفس، فإذا كان الإنسان مُنقادا لنفسه، هنا سوف يسقط أسيرا لها وتذهب به إلى حيث تشاء ويفقد الكثير من احترامه لذاته واحترام الآخرين له . .
فلابد ان يمتلك الانسان مشاعر الإيثار من أجل الآخرين
لو اعتاد الفرد أن يمنح الآخرين جانبا من اهتمامه، فسوف يكون الرد هو اهتمامهم به، وهذا يعني انتشار الاهتمام المتبادَل بين الجماعة والفرد، وهذا أقصى ما يحلم به المجتمع الناجح، لأن حب الخير يفرض على الإنسان أن يحترم من هو اضعف منه، وهذا لا يتحقق إلا عندما يتم تطوير ملكة حب الخير لدى الإنسان، وفي حالة تحقيق هذا الهدف، فإن الفرد سوف يشعر بسعادة كبيرة، لان هذا الأمر يتسق مع طبيعته وفطرته، وعندما تكون أفكار وأعمال الإنسان متوازنة ومتوافقة مع السجايا البشرية، فهذا هو قمة الانسجام بين الإنسان وبين ما يؤمن به من مبادئ .
المطلوب من كل واحد منا تقوية العلاقة مع المجتمع، وذلك عن طريق الالتزام بالأخلاق الإسلامية كالتواضع والوقار والكرم والعفو والرحمة
الاتزان في العلاقات الانسانيه
ما هو رد فعلك؟
حب0
حزين0
سعيدة0
غاضب0
غمزة0