أ.د. جمال على خليل الدهشان عميد كلية التربية جامعة المنوفية الاسبق
معرف الوثيقة الرقمى واهميته فى الاستشهادات العلمية للبحوث The DOI of digital Object Identifier and its importance in scientific citations for research تعد الانترنت في جيلها الثاني انطلاقة حقيقية للنشر الرقمي، اذ ساعدت ادواتها في تحقيق قفزة نوعية في مجال الاتاحة الرقمية لمصادر المعلومات، ومع تطور تقنيات تكشيف محتوى الملفات والمستندات بالصيغ المختلفة، سواء ما كان منها بصيغة [PDF] او اي صيغة اخرى، أصبح بامكان دور النشر العالمية لمختلف انواع مصادر المعلومات ان تجد لها مكانا خاصا على بيئة الشبكة للنشر الرقمي سواء أكان مقابل ورقي او ورقميا خالصا . هذا الأمر فتح المجال الى انطلاق سياسات الوصول المفتوح [Open Access] للبحوث الدوريات العلمية، وهي آلية يتم من خلالها نشر مخرجات الابحاث العلمية الأكاديمية عبر الانترنت واتاحتها بشكل مجاني ودون عوائق، على ان يتم تعويض الكلفة من خلال رسوم الاشتراك والتحميل. وعلى الرغم من مقاومة بعض مؤسسات النشر العملاقة لهذه السياسية ومحاولة اضعاف الاعتراف الاكاديمي بهذا النوع من المصادر، الا ان المميزات الكبيرة التي رافقت ظهور مصادر الوصول المفتوح و زيادة الاعتماد عليها اضعف مقاومة دور النشر الورقية ودفعها باتجاه الانضمام الى ركب الناشرين في البيئة الرقمية. بالتالي د ور النشر تلك حاولت ان تخرج بسياسية الوصول المفتوح من قالبها العشوائي الى اطار اكثر تنظيما يضمن حقوق المؤلف من جهة، ويسمح للمستفيدين من الانتفاع بالابحاث اللدراسات العلمية. لهذا السبب انضم اكثر من 3111 ناشر يمثلون اكثر من 4311 مؤسسة الى جمعية غير ربحية اطلق عليها اسم [Crossref] لتمثل الناشرين الذين يمتلكون نماذج لاعمال رقمية متنوعة داخلة ضمن اطار الوصول المفتوح ، مع هذا فأن هذه الجمعية لا توفر قاعد بيانات للمحتوى العلمي بالنصوص الكاملة، بدلا عن ذلك فانها تقدم سلسلة من الروابط التي تسهل على المستفيدين الوصول الى المحتوى الموزع في مختلف المواقع. وفي مجال البحث العلمي هذه مشكلة ، اذ قد تتعرض مصداقية الباحث للشك اذا لم يتم الوصول الى موارد الاستشهادات ، وعليه أصبح البحث عن آلية جديدة مطلب مهم لتجاوز هذه المشكلة ، لذلك قام المشاركون في Crossref بتطوير نظام يوفر وظيفتين أساسيتين : 1يعين لكل مقال “مُعَرفا فريدا ونظام توجيه أساسي” يعمل كدليل لتوجيه القراء إلى المحتوى، بغض النظر عن مكان وجود هذا المحتوى. 2- يعمل كآلية ربط أساسية “متضمنة” في قوائم مراجع المقالات الإلكترونية . أطلق على النظام الجديد اسم مُعَرف الكائن الرقمي [DOI] Digital Object Identifier وهو عبارة عن سلسلة من الحروف الأبجدية والرقمية الفريدة يتم تعيينها من قِبل وكالات التسجيل الرسمية DOI Registration Agencies لتحديد المحتوى وتوفير رابط دائم لموقعها على الإنترنت . واهم هذه الوكالات [Crossref] التي تهتم بمحتوى مخرجات البحث العلمي والمهني . فضلا عن مقالات المجلات والكتب ووقائع المؤتمرات وما إلى ذلك . كما تهتم بتضمين الروابط المرجعية في قاعدة بياناتها للمعلومات القابلة للبحث . أن جوهر الاختلاف بين [DOI] و [URL] هي ان الاخير يوفر رابط الى مكان وجود المحتوى، في الوقت الذي يوفر [DOI] رابط الى المحتوى نفسه بغض النظر عن مكان وجوده. ومن الجدير بالذكر ان تصميم نظام [DOI] كان من أجل تحقيق قابلية التشغيل البيني: أي استخدام مخططات المُعَرف والبيانات الوصفية الحالية للمحتوى أو العمل معها. يمكن أي ضا التعبير عن أسماء [DOI] كعنوان URL وعنوان بريد إلكتروني ومُعَرفات أخرى وبيانات وصفية . تشرف المؤسسة الدولية IDF [International [DOI] Foundation] على تسجيل الناشرين في مختلف دول العالم و تخصص لكل منهم رقم فريد يوظف في عملية ) بناء مُعَرف الكائن الرقمي. وفقا للصيغة المبينة في الشكل :
فمعَرف الكائن الرقمي اذن هو اسلوب جديد لآلية قديمة كانت حاضرة في مجال عمل مؤسسات المكتبات ومصادرها الورقية. اذ اثبتت الدراسات ان رقم الطلب الذي يمثل رقم تصنيف المصدر ورقم مؤلفه يشترك مع معرف الكائن الرقمي بالهدف نفسه. فلكلاهما دليل على مكان وجود المصدر بالتالي يمكن ان يتم الافادة منه في الوصول الى مصدر او محتوى المعلومات باختلاف البيئة التقليدية عن الرقمية. هذا الرقم سوف يلازم المقال الرقمي اين ما تم تخزينه. فضلا عن ذلك فانه يوفر العديد من الفوائد للناشرين والمؤلفين على حد سواء، تلك الفوائد يمكن ايجازها بالاتي:
1- هو معيار دولي مهم لتحديد المواد المنشورة على الإنترنت. ويشكل الأساس لمجموعة من التقنيات التي ستمكن من التعامل في المواد المنشورة على الإنترنت بحيث تتم حماية حقوق الطبع والنشر، ويمكن تعويض منشئي المحتوى عن عملهم ويستطيع المستفيدون الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة في الوقت ذاته.
2- إن الإنترنت معروفة كتهديد للمواد المحمية بحقوق الطبع والنشر، لأنها تتيح الانتشار العالمي للمعلومات من خلال التقنيات التي تسمح للناس بعمل أكبر عدد ممكن من النسخ المثالية للمحتوى المطلوب. ومع ] DOI [ يمكن الحد من ظاهرة النسخ التكرار.
3- الفهرسة في Crossref تعطي أصالة إلى المجلة التي تعين [DOI] في مقالاتها المنشورة . كجزء من الجهد العالمي لتحسين الوصول إلى بيانات البحث
. .4 هناك قوة دفع متزايدة لثقافة الاقتباس الدولية باستخدام نظام معرف الكائن الرقمي ([DOI]) الذي يسهم في قبول البيانات البحثية كمساهمات مشروعة وقابلة للتسجيل في السجل العلمي .
.5 بالنسبة للمؤلف ، فإن الاستشهادات إلى مقالته المنشورة مهمة . ومع ذلك ، فإن العديد من الاستشهادات تذهب دون أن يتم كشفها بسبب ضعف أنظمة المراجعة و الاقتباس ، حيث توفر [DOI] لكل مقالة منشورة للإشارة بشكل صحيح ، وبالتالي توفر عد دا صحيحا من الاستشهادات وكذلك زيادة وضوح العمل المنشور وهذا سوف يسهم في تحسين H-Index للمؤلف والمجلة.
6- هناك اجماع على توجيه الباحثين على عدم هدر جهودهم العلمية في النشر بدون [DOI]. لذلك ولضمان الحصول على الفهرسة المناسبة والاقتباس للمقالة من خلال نشرها مع مجلة تقوم بتخصيص دوي لعملك .
7 عدد الاستشهادات يؤدي دورا ما في تقييم أهمية الأبحاث المنشورة ، لذا فإن الاستشهادات إلى العمل المنشور تهم جميع المؤلفين . [DOI] تأكد من أن كل مقالة منشورة تحصل على تعريف واضح ويمكن ذكرها بسهولة ، مما يزيد من وضوح العمل المنشور .
8 في المستقبل القريب سوف يصبح رابط المعرف الرقمي جزء لايتجزا من بيانات الاستشهاد المرجعي مع الاقرار ان الاتفاق على موضع الادراج لم يحسم لحد الان. وان كان في الاعم الاغلب سوف يحل محل [URL] ..
ختاما : : ان هذا الامر يتطلب ضرورة توجيه انظار هيئات تحرير المجلات العربية الى اهمية ان تسعى للحصول على المعرف الرقمي الخاص بها، وبالتاكيد نحن بحاجة الى دُ ور نشر ذات سمع دولية لتكون ممثل لباقي المجلات. لما له من تاثير على رصانة المجلة العلمية و فرص فهرستها في قواعد البيانات العالمية.