بقلم/ د محمد عطا عمر
في يوم أُحد، عرض النبي صلى الله عليه وسلم سيفه على أصحابه، وقال: « من يأخذ هذا السيف بحقه؟»
فقال عمر رضي الله عنه أنا يا رسول الله, فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلس يا عمر, ثم كرر السؤال مرة أخرى, من يأخذ سيفي, فقام على بن أبى طالب كرم الله وجهه وقال أنا يا رسول الله, فقال صلى الله عليه وسلم اجلس يا علي, وقام كثير من الصحابة لأخذ السيف فأبى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثم كرر النبي نفس الكلام من يأخذ سيفي بحقه فقام أبو دجانة رضي الله عنه واقفا فقال : « وما حقه يا رسول الله؟ », فقال صلى الله عليه وسلم: « تقاتل به في سبيل الله حتى يفتح الله عليك أو تُقتل ».
فأخذه أبو دجانة، وخرج يومها مصلّتًا سيفه وهو يتبختر، وعليه عمامة حمراء قد عصب بها رأسه، وأخذ يرتجز فيقول.
إني امرؤ عاهدني خليلي * إذ نحن بالسفح لدى النخيل
أن لا أقيم الدهر في الكبول * أضرب بسيف الله والرسول
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا في مثل هذا الموطن », وثبت يومها مع النبي في القتال، وبايعه على الموت.
وقد امتدح النبي شجاعة أبي دجانة يومًا فقال: « لقد رأيتني يوم أحد، وما في الأرض قربي مخلوق غير جبريل عن يميني، وطلحة عن يساري, وكان سيف أبي دجانة غير دميم » .
وبعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم، شارك رضي الله عنه في حروب الردة، وكان في جيش خالد بن الوليد الذي توجّه إلى اليمامة, ولما اشتد القتال يوم اليمامة، وكادت الدائرة تدور على المسلمين.
رمى بنفسه إلى داخل الحديقة التي تحصّن فيها أنصار مسيلمة، فانكسرت رجله، فقاتل وهو مكسور الرجل، وكان ممن شارك في قتل مسيلمة الكذاب، حتى قُتل يومها.
رحم الله أبا دجانة وادخله فسيح جناته,,,, نعم هكذا كنا,,!