بقلم/ د محمد عطا عمر
وقفنا في الحلقة السابقة عندما استطاع الصحابي الجليل ضرار بن الأزور رضي الله عنه أن يصل إلى قائد الروم ” وردان ” وحينما رآه عرفه من تلقاء نفسه, وقال ” إنه الشيطان عاري الصدر”, فدب الرعب في قلب وردان ودارت بينهما مبارزة قوية فاخترق سيف ضرار صدر (وردان), وأكمل السيف المهمة فقطع رأسه.
وعاد ضرار برأس (وردان) إلى المسلمين عندئذ انطلقت من معسكر المسلمين صيحات التكبير .. الله أكبر الله أكبر
وأصبح ضرار بن الأزور يمثل رعباً في جيوش الروم, حتى صمموا على قتله أو على الأقل أسره, لكن هل استطاعت جيوش الروم قتل ضرار أو حتى أسره؟ هل تمكنوا منه بالفعل؟ وكيف تخلص من ذلك ؟
وهو ما سنعرفه في هذه الحلقة.
في حصار دمشق.. دخل ضرار بن الأزور على جيش الروم
و أخذ يقتل فيهم .. يميناً ويساراً حتى خافوا ولم يستطيعوا أن يقاتلوه وجهاً لـ وجه
فــاخذوا يضربوه بالسهام من بعيد .. اتخذوا أسلوب الجبناء في القضاء على ضرار
حتى سقط أسيراً بين جيوش الروم ..
أرادوا أن يأخذوه حياً إلى الإمبراطور الروماني “هرقل” لـيقدموه هدية ..
وأي هدية يقدموا له إنه ” الشيطان عاري الصدر” على حد قولهم لـيقتله بنفسه
ولكن هيهات .. لقد أنقذه المسلمون.. ولو تعرفون من أنقذه,,!! لأصابكم الذهول,,!
عندما علم خالد بن الوليد بأسر ضرار قدِم رضي الله عنه بـ جيش كامل يساند جيش المسلمين ويحاول إنقاذ ضرار.
وإذ في الجيش .. منظر شاب.. ملثم الوجه .. لا يُرى إلا عيناه
شاب .. رائع
أخذ يهجم وحده على الكفار .. يقتل منهم وينسحب
حتى جُن جنون الروم .. ” أقتلوا هذا الفارس الملثم “
أخذت كتيبة كاملة تلحق بهذا الفارس.. فـاستدرجهم خلفه حتى انفرد بهم وقتلهم جميعاً
وذهب له خالد ” لقد ملأت قلوبنا إعجابا أيها الشاب .. أمط اللثام عن وجهك وقل لنا من أنت,, ؟ “
نظر إليه هذا الفارس دون أن يجيب..! وانطلق يغير مرة أخرى على الكفار يقتل فيهم ويذبح, حتى وصل إلى مكان ضرار بن الأزور, وإذ به يخرج بضرار من بين جيوش الروم دون أذى, ويفك أسره من بينهم .
وهُنا .. دهش خالد حينما وجد ضرار خرج من بين صفوف الروم سالماً معافى دون جرح او خدش, والذي فك أسره هو ذاك الشاب الملثم.
وأصر خالد .. ليعرف من هذا الشاب, وقال له,, “من أنت أيها الفارس فوالله لـنكرمك”
و هُنا .. كاد يُغمى على خالد ابن الوليد عندما سمع ذلك الصوت
الصوت صوت فتاة
خلعت قناعها .. وإذ هي خولة بنت الأزور
أخت الفارس عاري الصدر ضرار ابن الأزور
وأخذت تسترجي خالد أن يسمح لها بالقتال في جيش لا تقاتل فيه النساء,,!!
ولكن هذه الفارسة المغوارة من هذه العائلة الجبارة ” عائلة الأزور”.. عائلة الفروسية التي استطاعت أن تنقذ أخاها من بين أيدي الكفار وعادت به إلى المسلمين ••
وصُنفت خولة بنت الأزور كأشجع امرأة في التاريخ الإسلامي•• رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم
نعم هكذا كنا,,,!