أهل القرآن هم أهل الله وخاصته

97313232 674161200051565 7433664713709322240 n

بقلم / أفراح رامز عطيه

أهل القرآن أئمة بهم اهتدى
أهل السلوك إلى رضا الجبار
لكن عليهم أن يقوموا بالذي
فيه من صفات الأبرار
صدق وإخلاص وحسن عبادة
وقيام ليل مع صيام نهار
وتورع وتزهد وتعفف
وتشبه بخلق خير الأخيار
وديانة وصيانة وأمانة
وتجنب لخلائق الأشرار
وأداء فرض واجتناب محارم
وإدامة الأوراد والأذكار
ياحامل القرآن إن تك هكذا
فلك الهنا بفوز عقبى الدار
ومتى أضعت حدوده لم تنتفع
بحروفه وسكنت دار البوار..
********
**كان مالك بن دينار رحمه الله يقول : يا أهل القرآن :ما زرع القرآن فى قلوبكم ؟إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض..
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ينبغى لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون..وبنهاره إذ الناس مفطرون..وبحزنه إذ الناس يفرحون..وببكائه إذ الناس يضحكون..وبصمته إذ الناس يخوضون..وبخشوعه إذ الناس يختالون..وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا حليما حكيما..ولا ينبغى أن يكون جافيا ولا غافلا ولا صاخبا ولا صياحا ولا حديدا..
** قال ابن عباس رضي الله عنهما : ضمن الله لمن قرأ القرآن واتبع مافيه؛هداه الله من الضلالة..ووقاه سوء الحساب..وتلا قول الله تعالى :{فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى●ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى●قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا●قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}طه123-126
**قال الفضيل بن عياض رحمه الله : كفى بالله محبا..بالقرآن مؤنسا..وبالموت واعظا..ومن لم يستأنس بالقرآن؛فلا آنس الله وحشته..وكان يقرأ بقراءة حزينة بطيئة مترسلة..وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة أو النار يرددها..
**قال أبو لبابة الأسدى رحمه الله : إذا ختم الرجل القرآن بنهار؛ صلت عليه الملائكة حتى يمسى..وإن ختمه ليلا صلت عليه حتى يصبح..
قال أبو سليمان الدارانى رحمه الله : ربما أقمت فى الآية الواحدة خمس ليال؛ ولولا أنى أدع الفكر فيها ماجزتها أبدا..ولربما جاءت الآية من القرآن تطير العقل؛فسبحان من رده إليهم..
قيل لرجل لم لاتنام؟قال:إن عجائب القرآن قد أطارت نومى..
لقد كان ينزل على قلوبهم فيزلزلهم.. أما قرأت قول الله تعالى {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله..}الحشر21
يقول أحمد بن أبى الحوارى رحمه الله :إنى لأقرأ القرآن فانظر فيه آية آية..فيحار عقلى فيها.فأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم؟ويسعهم أن يشتغلوا بشئ من الدنيا وهم يتلون آيات الرحمن؟أما لو فهموا مايتلون وعرفوا حقه وتلذذوا به واستحلوا المناجاة به؛لذهب عنهم النوم فرحا بما رزقوا..
فرحم الله أقواما كان القرآن ربيع قلوبهم ..ونور صدورهم..وجلاء أحزانهم..وذهاب همهم وغمهم..لقد كانوا يقرأون القرآن على أنه رسائل من ربهم..لذلك قدروه حق قدره..
لأن الله أنزله نورا لا تطفأ مصابيحه؛فاستضاءوا به..وسراجا لا يخبو ضياؤه..وشهابا لا يخمد نوره وسناؤه..وبحرا لا يدرك قعره؛ فغاصوا طلبا للآلئه..وفرقانا لا يضل برهانه..وتبيانا لا تهدم أركانه..وشفاء لا تخشى أسقامه..فجعلوه دواء لأمراض قلوبهم..وعزا لا يهزم أنصاره فثبت الله به عزمهم..وحقا لا يخذله أعوانه..فهو معدن الإيمان لهم وبحبوبته..وينابيع العلم وبحوره؛فشربوا من نهله..لقد جعله الله مناهل لا يغيضها الواردون..ومنازل لا يضل نهجها المسافرون..وأعلاما لايعمى عنها السائرون..وآكاما لا يحيد عنها القاصدون..جعله الله ريا لعطش العلماء..وربيعا لقلوب الفقهاء..ودواء ليس بعده داء..ونورا ليس معه ظلمة..وحبلا وثيقا عروته..ومعقلا منيعا ذروته..وعزا لمن تولاه..وبرهانا لمن تكلم به..وحجة لمن حاجج به..وحاملا لمن حمله..وعلما لمن وعى..وحديثا لمن روى..وحكما لمن قضى..
كان القرآن فى حياة سلفنا منهج حياتهم..لقد كانوا يتلونه بشفاة ذابلة..ودموع وابلة..وزفرات حامية..وأجسام ناحلة..وخواطر فى عظمة الله جائلة..
لله قوم شروا لله أنفسهم
فأتبعوها بزجر الله أزمانا..
أما النهار فقد وافوا صيامهم
وفى الظلام تراهم فيه رهبانا..
أبدانهم أتعبت فى الله أنفسهم
وأنفس أتعبت فى الله أبدانا..
ذابت لحومهم خوف الخساب
غدا وقطعوا الليل تسبيحا وقرآنا..
********
فهذا فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع رجلا يقرأ بالطور حتى بلغ {إن عذاب ربك لواقع}قال رضي الله عنه :قسم ورب الكعبة حق ثم رجع إلى منزله..فمرض شهرا يعوده الناس ولا يدرون ما مرضه؟!
أفق أيها الحبيب وانتهز الفرصة قبل فواتها..واغتنم حياتك قبل موتك..وصحتك قبل سقمك..وأقرب القرآن واعمل بما فيه..
أيها المغتر بطول صحته : أما رأيت ميتا قط من غير سقم؟!
أيها المغتر بطول المهلة :أما رأيت مأخوذا قط من غير عدة؟!
أبالصحة تغترون؟ أم بطول العافية تمرحون؟ أم من الموت تأمنون؟! أم على الله تجترؤن؟!
لقد مضى من أعمارنا الأطايب..فما بقى بعد الشيب الذوائب..يا حاضر الجسم والقلب غائب..اجتماع العيب مع الشيب من أعظم المصائب..يمضى زمن الصبا فى لعب وسهو وغفلة يالها من مصائب..من لك يوم ينكشف عنك غطاؤك؟!
أيا نفس توبى قبل أن ينكشف الغطا **وأدعى إلى يوم النشور وأجزع..
فلله عبد خائف من ذنوبه**تكاد أحشاؤه من أسى تتقطع..
إذا جن الليل البهيم رأيته**وقد قام فى محرابه يتضرع..
ينادى بذل يا إلهى وسيدى **يامن يهرب إليه العاصى ويفزع..
قصدتك ياسؤلى ومالى مشفع**
سوى حسن ظنى حين أرجو وأطمع..
فجد لى بعفو واغفر ذنوبى**ونجنى من النار يامن يضر وينفع..
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا..ونور صدورنا..وجلاء أحزاننا..وذهاب همنا وغمنا..
اللهم اجعلنا واهلنا ووالدينا وأولادنا وإخواننا وأخواتنا من أهلك وخاصتك أهل القرآن..برحمتك يا أرحم الراحمين..