ذكرت الدكتورة إيمان علاء الدين عضو هيئة تدريس بكلية العلوم جامعة القاهرة أن فكرة تدشين النموذج التطبيقي لمفهوم ريادة الأعمال، لم تعد رفاهية،
بل أصبحت أحد أبرز مقومات تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بكافة جوانبها وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ولا سيما أن آليات دمج مفهوم ريادة الأعمال في العديد من الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتعليمية وغيرها أصبحت ملموسة، فمنذ القرن الماضي، عرف بعض الاقتصاديين في النمسا منهم شومبيتر، رائد الأعمال بأنه ذلك الشخص الذي لديه الإرادة والقدرة لتحويل فكرة جديدة أو اختراع جديد إلى نموذج حقيقي مبتكر وناجح على المستوى التنفيذي.
وأضافت الدكتورة إيمان علاء الدين، أن مفهوم ريادة الأعمال، بمعناه الحرفي، يرتكز على هندسة المشروعات، كما يشمل الاستعداد لإدارة وتنظيم وتطوير وابتكار المشروعات بالتزامن مع كيفية إدارة المخاطر بهدف الوصول إلى نتائج إيجابية، وتعتمد ريادة الأعمال على المبادرة والتفكير والابداعي لإنشاء مشروع جديد له صفة مميزة عن باقي المنافسين؛ عن طريق تدشين الابتكار وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة، والعمل الجاد، وتوفير رأس المال اللازم لتنفيذ الفكرة والمتابعة في تنفيذ فكرة المشروع على أرض الواقع ومدي إمكانية توسيع المشروع وكم العائد المادي والتنموي والاجتماعي لهذا المشروع. كما يتسم رائد الأعمال بصفات عديدة أبرزها قدرته على إدارة الوقت وذلك طبقا لمصفوفة الأولويات ل ستيفن كوفي حيث أن أغلب الأنشطة اليومية لرائد الأعمال تقع ضمن مربع الأزمات ومربع المستقبل. كما أن لرائد الأعمال أهداف طموحة، وهي القوة التي تدفعه لتنفيذ الفكرة، كما يتميز رائد الأعمال بأن لدية رؤية مدعومة بالعديد من الأفكار المبتكرة والفريدة وكذلك رؤية شاملة واضحة لكيفية تحقيق هذا الهدف مع التمسك بمبدأ المرونة والتطوير، بالإضافة إلى قدرته على تقوية النفس ووضع استراتيجية لتحويل الفكرة إلى واقع ملموس ومعرفته باساسيات إدارة المخاطر وكيفية العمل على تقليل تلك المخاطر من أجل الوصول إلى أساليب متكاملة ليس فقط لتنفيذ الأفكار الإبداعية والإبتكارية على أرض الواقع ولكن من أجل تحقيق الربح التنموي والمالي.
كما ذكرت الدكتورة إيمان علاء الدين انه لا شك أن الدولة المصرية تعي جيدا أهمية دمج مفهوم ريادة الأعمال، فقد جاء العصر الذهبي لدمج ريادة الأعمال وتمكين الشباب، منذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حيث جاءت التكليفات الرئاسية واضحة بضرورة توحيد جهود الدولة المصرية لتدشين فكر ريادة الأعمال، ونذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر، المضي قدما نحو تأسيس أول مركز إقليمى لريادة الأعمال فى مصر بهدف تقديم كافة سبل الدعم اللازم للشركات الناشئة فى مصر ودول المنطقة بالإضافة إلى إعادة وتصميم منهج متكامل لتأهيل وتدريب الشباب لريادة الأعمال، كما يوجد الآن العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة التي تدعم روّاد الأعمال في كافة المجالات ومختلف النواحي التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والتي تشمل بعض الهيئات الحكومية المعنية، وحاضنات الأعمال، وبعض الهيئات العلمية وبعض المنظمات غير الهادفة للربح (NGOs)، ومن هذا يعتبر إشارة واضحة على ثقة الدولة المصرية في عقول وقدرات أبنائها الشباب لتنفيذ أفكارهم المبتكرة والابداعية من أجل صناعة مستقبل أكثر إشراقا لنا ولأبنائنا وأحفادنا.
كما أشارت عضو هيئة التدريس أن وجود مفهوم ريادة الأعمال في القطاعات الأساسية يُشكّل محور أساسي؛ حيث تُساهم بالاثر الإيجابي على التنمية بكافة جوانبها وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتدشين الفكر الإداريّ الاستراتيجيّ؛ حيث تُشكّل ريادة الأعمال جزءاً من مُدخلات اتّخاذ القرارات المرتبطة بتعظيم استخدام الموارد؛ من أجل الوصول إلى توفير خدمة أو منتج جديد بجودة عالية. كما تعتمد ريادة الأعمال على استخدام أساسيّات الإدارة عند اختيار النمط الخاص بالسلوك الرياديّ. فتساهم ريادة الأعمال بتحفيز دور الإبداع في كافة المؤسسات؛ عن طريق البحث عن الفُرص الجديدة، والحرص على تنفيذها من خلال الاستفادة من الموارد. بالإضافة إلى أن ريادة الأعمال تعتمد على تنفيذ مجموعة من الإجراءات لدراسة المخاطر بكافة أسبابها من مدخلات ومخرجات وعمليات النظام الريادي والعمل على تنفيذ أفكار خارج الصندوق لتفادي تلك المخاطر. وأخيرا تساعد ريادة الأعمال على تحقيق الأرباح، والمشاركة في التنمية الاقتصادية والمجتمعية ولاسيما البيئية.
وأختتمت الدكتورة إيمان علاء الدين أن فكرة تدشين النموذج التطبيقي لمفهوم ريادة الأعمال،لم تعد رفاهية، بل أصبحت من أهم مقومات التنمية الشاملة والمستدامة بكافة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتمنت أننا كأفراد نعي جيدا أهمية ريادة الأعمال في حياتنا اليومية، بل ونبدأ في التفكير، خارج الصندوق، للمشاركة في حل مشكلتنا اليومية والمضي قدما نحو المشاركة في نهضة هذا الوطن العظيم.