أعداد/ فاطمة العامرية
لم يتبقَّ من معالمه التاريخية سوى مسرح قديم مغلق، وأربع لوكاندات، وعدد من البنايات القديمة والحواري والأزقة، بعد أن كان في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، بمثابة تجمع كبير للمقاهي والكازينوهات واللوكاندات والفنانين.
عند تجولك في ذالك الشارع ستلاحظ تهالك كثير من بناياته، وقد غطّى كثيراً منها التراب والغبار، فضلاً عن زحام المارة الذين يتردّدون على الشارع لشراء احتياجاتهم من محال طلمبات المياه وقطع غيار الأجهزة الكهربائية، التي انتشرت على جانبي الشارع بامتداده »
إنّه شارع «نجيب الريحاني»، بموقعه الحيوي المتقاطع مع «عماد الدين» و«الجمهورية» و«كلوت بك» في وسط القاهرة الخديوية، ويحمل اسم الفنان رائد فن الكوميديا في مصر خلال القرن الماضي الذي جسد بعبقرية عدداً من الشخصيات الفكاهية ،
نجيب إلياس ريحانة الشهير باسم نجيب الريحاني 1889م 1949م
هو مُمثل مصري من أصل عراقي . يُعد أحد أبرز رُوَّاد المسرح والسينما في الوطن العربي عمومآ ومصر خصوصا،
ولد في حي باب الشعرية بمدينة القاهرة في زمن الخديوية ، لأب عراقي كان يعمل بتجارة الخيل، فاستقر به الحال في القاهرة ليتزوج امرأةً مصريَّة قبطيَّة أنجب منها ثلاثة أبناء منهم نجيب.
تلقَّى الريحاني تعليمه في مدرسة الفرير الفرنسيَّة بالقاهرة، وفيها تجلَّت موهبته التمثيليَّة المُبكرة، فانضمَّ إلى فريق التمثيل المدرسي. بعد إتمامه دراسته، عمل موظفا بسيطآ في شركة لإنتاج السكر في صعيد مصر ، وكان لتجربته هذه أثر على العديد من مسرحياته وأفلامه السينمائيَّة لاحقًا، وعاش لفترة متنقلًا بين القاهرة والصعيد. وفي أواخر العقد الثاني من القرن العشرين الميلادي أسس مع صديق عمره بديع خيري فرقة مسرحية عملت على نقل الكثير من المسرحيَّات الكوميديَّة الفرنسيَّة إلى اللُغة العربيَّة، وعرضت على مختلف المسارح في مصر وأرجاء واسعة من الوطن العربي، قبل أن يحوَل قسم منها إلى أفلام سينمائية مع بداية الإنتاج السينمائي في مصر.
أُصيب الريحاني في أواخر أيامه بمرض التيفوئيد الذي أثر سلبا على صحة رئتيه وقلبه
وفي يوم 8 (يونيو) 1949م الموافق 12 شعبان 1368هـ، توفي الريحاني في المُستشفى اليُوناني بحي العباسية بالقاهرة،
ولم يختم تصوير آخر أفلامه، ألا وهو « غزل البنات »
وكان له من العمر 60 سنة.