ليبرالية الدين!
بقلم / الدكتور ظريف حسين رئيس قسم الفلسفة بآداب الزقازيق…
أن تكون ليبراليا يعني أن تدَع الآخرين يعتقدون بما يريدون،و أن الإنسان كائن “محترم لذاته”و ليس لسبب آخر مهما كان.
فالليبرالية إذن تدعم “الكرامة الإنسانية”مجسدة في الأفراد قبل الجماعات،و تدعم بصفة خاصة “حرية الاعتقاد”،فما بالنا بما هو أقل أهمية من الاعتقادات؟
و لكن هذه الحرية المطلوبة ليست مطلقة،بل هي مشروطة بالقانون و الأخلاق معا،و هما منتجان اجتماعيان يطبقان علي من أنتجهما أفرادا و مجتمعات.كما لا تعني أبدا مخاصمة الأديان من حيث المبدأ،التي هي أهم مكونات الثقافة و أكثرها ثباتا و دواما،بل تخاصم كل محاولات الفقهاء لاستغلال الإنسان و استعباده لأغراض غير إنسانية،أي ضد الإنسانية.
و بذلك كانت الأديان جميعا إنسانيَّة المنشأ و الغاية- لأنها أُنزِلت من أجل إصلاح البشر و إسعادهم -و هي أيضا إنسانية المظهر لأنها تختلط بثقافات معتنقيها بما لديهم من” شعور” و “عقل”واحد مشترك،مهما بدا لنا منها من تنويعات و تفريعات و تمظهرات تحمل الخصائص الشخصية الفردية للمتدينين.