أشعة لا إله إلا الله

96243252 2956702351033898 2782083319595008000 n 1

أفراح رامز عطيه

**أعلم وفقنى الله وإياك أن أشعة لا إله إلا الله تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه فى قلب كل إنسان..فلها نور وأهلها يتفاوتون فى ذلك النور قوة وضعفا..فمن الناس من نور هذه الكلمة فى قلبه كالشمس..ومنهم من نورها فى قلبه كالكوكب الدرى..ومنهم من نورها فى قلبه كالمشعل العظيم..وآخر كالسراج المضئ..وآخر كالسراج الضعيف..
ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيديهم وبأيمانهم على هذا المقدار بحسب مافى قلوبهم من نور هذه الكلمة علما وعملا؛ومعرفة وحالا..

وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد؛أحرق من الشهوات والشبهات بحسب قوته وشدته..حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شهوة أو شبهة أو ذنبا إلا أحرقه..وهذا حال الصادق فى توحيده؛الذى لم يشرك بالله شيئا..فأى ذنب أو شهوة أو شبهة دنت من هذا النور أحرقها..

فسماء إيمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته..فلا ينال منها السارق إلا على غرة وغفلة لابد للبشر منها ؛فإذا استيقظ وعلم ماسرق منه؛استنقذه من سارقه أو حصل أضعافه بزيادة طاعاته..فهو هكذا أبدا مع لصوص الجن والانس؛فهو ليس كمن فتح للصوص خزانته وولى للباب ظهره فأصبح مفلسا..!!

**أعلم أن لا إله إلا الله شجرة فى القلب فروعها الأعمال..وثمرها طيب الحياة فى الدنيا..والنعيم في الآخرة..وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة؛فثمرة التوحيد فى الدنيا لا مقطوعة ولا ممنوعة..

**واعلم أن الله إذا أراد عبدا لوداده؛ حصد من قلبه شوك الشرك..وطهره من أدران الرياء والشك..ثم يسقيه ماء التوبة والإنابة..ويثيره بسحاب الخوف والإخلاص..فيستوى ظاهره وباطنه فى التقى..فتصبح هذه النفس الطاهرة رايتها العلم..وسجنها الخوف..وميدانها الرجاء..وبستانها الخلوة..وكنزها القناعة..وبضاعتها اليقين..ومركزها الزهد..وطعامها الفكر..وهى مشغولة بتوطئة رحلها لرحيلها..وعين أملها ناظرة إلى سبيلها..فإن صعد حافظاها؛ فالصحيفة نقية..وإن جاء البلاء ؛فالنفس صابرة تقية..وإن أقبل الموت؛وجدها من الغش خالية..فطوبى لها إذا نوديت يوم القيامة:

(يا أيتها النفس المطمئنة..ارجعى إلى ربك راضية مرضية..فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى)
*فالنفس البشرية ملولة بطبعها (الا المطمئنة ) لا تثبت على حال..
صغير يشتهى كبرا***وشيخ ود لو صغرا
وخال يبتغى عملا ***وذو عمل به قد ضجرا
ورب المال فى تعب***وفى تعب من افتقرا
يموت المرء منهزما***ولا يرتاح منتصرا….

فيا ذا النفس اللاهية..أتقرأ كتاب الله وهى ساهية..أما لك ناهية فى الآية الناهية..!!فكم خوفك القرآن من داهية؟!

ألم يخبرك أن أركان الحياة واهية؟!

أما أعلمك أن أيام العمر متناهية؟!أما عرفك أن أسباب الغرور كما هيه؟!

إن مواعظ القرآن تذيب الحديد..وللمتأمل كل لحظة زجر جديد..وللقلوب النيرة كل يوم به فى عيد..غير أن الغافل يتلوه ولا يستفيد..(فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) أما علمت أن الموت للخلائق مبيد؟!أما تراه قد أخذهم أخذ الحصيد؟!أين من كان يتبختر ويميد؟!

ويغرس الجنان لها طلع نضيد؟!وكان الموت قريبا منه فظن أنه بعيد..(فذكر بالقرآن من يخاف وعيد )
أما فيكم من يذكر أنه غدا فى قبره غريب وحيد؟!

غدا يتصرف الوارث كما يريد..غدا يستوي فى بطن اللحود الفقير والسعيد..غدا سنقف أمام المبدئ المعيد..ونحاسب على القريب والبعيد..

فيامن غلبته نفسه فهان..يامن نسى العهد وخان..من الذى سواك فى صورة إنسان؟!

من الذى غذاك فى أعجب مكان؟ !

من الذى بحكمته أبصرت العينان؟ !

من الذى بصنعته سمعت الاذنان؟ !من الذى وهب العقل فاستبان؟!من الذى بارزته بالخطايا وهو يستر العصيان؟ ! من الذى تركت شكره ولم يؤاخذك بالكفران؟!

ارجع إلى ربك فهو المعروف بالاحسان..ولا تعامله بالغدر الذى لا يرضاه إنسان..فسبحانه دائم المعروف عظيم الإحسان..فاللهم ثبت قلوبنا على الإيمان..ونجنا يوم القيامة من النيران..واجعل نصيبنا من الدنيا العفو والغفران..والجود والإحسان.. برحمتك يا حنان يامنان..