الروح ملك لله سبحانه وتعالى

FB IMG 1605610963889 1

⁦⁩ بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

⁦⁩ مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

قال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ . تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الواقعة/ 86-87

قال الإمام البغوي: مَدِينِينَ.. تعني (مملوكين)، وقال الفراء : دنته أي ملكته.

فهل تستطيعون رد هذه الروح إلى الجسد، إن كنتم غير مدينين، ولكن لأنكم مدينين بتلك الروح لخالقها، فأنتم مملوكين لله، عاجزين عن رد قضاء الله فيكم.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه أن أبا طلحة رضي الله عنه مات له ابن :

فقالت أم سليم -رضي الله عنها-: لا تخبروا أبا طلحة حتى أكون أنا أخبره.

فلما جاء أبو طلحة وضعت بين يديه طعامًا فأكل، ثم تطيّبت له فأصاب منها.

فقالت له: يا أبا طلحة، إن آل فلان استعاروا من آل فلان عارية، فبعثوا إليهم أن ابعثوا إلينا بعاريتنا، فأبوا أن يردوها.

فقال أبو طلحة: ليس لهم ذلك، إن العارية مؤداة إلى أهلها.

قالت: فإن ابنك كان عارية من الله، وإن الله قد قبضه، فاسْتَرْجِعْ.

قال أنس :

فأُخبر النبي، فقال -صلى الله عليه وسلم :

[بارك الله لهما في ليلتهما].

الحديث راوه : أنس بن مالك.
المصدر : أخرجه البخاري (1301)، ومسلم (2144)، أبو داود (4951)، وأحمد (12865).
الدرجة : صحيح.

والعارية: ما تُعطِيه غيرَك على أَن يُعيدَهُ إليك، وتفيد انتفاع شخص بشيء لا يملكه بصفة مؤقتة.

(العارية مؤداة إلى أهلها) ويجب ردها إلى من يملكها.

‏وفي الحديث إشارة إلى أن (أرواحنا هي عارية) وهبها الله لنا، وهو تعالى من يملكها، فالله يمسك ما شاء من أرواح العباد، ويرسل ما شاء إلى أجل مسمى – الموت – .

قال الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.

الزمر/ 42

ختاما :

أنت مدين لله بروحك التي في جسدك، والله يقبضها منك كل يوم عندما تنام، ويردها لك كل يوم عندما تستيقظ.

ويستمر الحال هكذا حتى يأتي موعد موتك، فيقبض الله روحك وتفارق جسدك.

فهل يستطيع أحد أن يرد قضاء الله؟