” صنع في الصين ” .. بداية من ” السارس” ثم ” انفلونزا الطيور ” وانتهاءا بفيروس ” كورونا الجديد ” .. لماذا تنطلق الفيروسات الفتاكة من الصين تحديدا ؟

FB IMG 1580582802427

تحقيق : شروق السيد


بدأ الأمر بزيارة عائلية انتهت بتفشي المرض والذعر بمدينة ” ووهان ” جنوب الصين ، كانت 《شيا تشينج_ شيننج》، في زيارة لوالديها مطلع يناير للعام الحالي ، وما لبثت حتي شعرت بحمي شديدة نقلت علي إثرها الي المستشفي ، كان الأمر عاديا ، وأعطاها الأطباء ادوية خفيفة وذهبت الي المنزل ، وكان الرعب علي وشك أن يكشف عن وجهه حتي أعلنت الصين في يوم 9 يناير لعام 2020 اكتشاف فيروس ” كورونا الجديد Corona virus ” .

FB IMG 1580582814451


ظهرت اول حالة وفاة من هذا المرض اليوم التالي ال 10 من يناير ، والتي تشابهت أعراض الوفاة مع أعراض إصابة 《شيا》، فتم استدعائها في ال 13 من الشهر ذاته وأظهرت عينات الدم المأخوذة تطورا لفيروس جديد من فصيلة ” عائلة كورونا coronavirus family ” ؛ أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارىء لسرعة انتشار وتطور الفيروس ، كان ذلك خلال مؤتمرا صحفيا أعلن فيه مسؤول فحص الفيروسات بالمنظمة، 《كريستيان ليندماير》، سرعة مواجهة هذا الفيروس وتوضيح أعراضه ، فحجزت الصين مدينة الرعب ” ووهان” ووضعتها تحت الحجر الصحي ومنعت دخول و خروج أي من سكانها .
فهذه ليست المرة الاولي التي تكون الصين سببا في نشر الرعب في أنحاء العالم ، ففي عام 2002 اجتاح فيروس “السارس _ Sars” الأخ الأكبر لفيروس “كورونا ” الصين وقتل 774 شخصا بدون سابق إنذار ، وعندما أخذت كافة دول العالم التدابير اللازمة لمواجهة اي من حالة أخري من انتشار الفيروس تفاجأت الصين بظهور فيروس جديد أطلقت عليه ” إنفلونزا الطيور H5N1 ” عام 2013 وظل هذا الفيروس في صراع مع العالم حتي انتهي في أواخر عام 2018 بعد ان قتل أكثر من 3 ملايين من الطيور و 616 شخصا في الصين .

FB IMG 1580582819481


وهذه دعا العالم لطرح سؤال (لماذا الصين تحديدا ؟ ) ،نشرت صحيفة < واشنطن تايمز > الاميريكية ، خبرا مثيرا عن نظريات توضح أن سبب ظهور “كورونا” كان في مختبر تابع لبرنامج الأسلحة البيولوجية الصيني، ومع اختلاف الأراء والنظريات والسرعة التي ينتشر بها الفيروس كان هنالك عوامل أخري ساعدت علي إصابة المئات بل الآلاف من الصينين من أهمها هي كثرة المزارع وأسواق لحوم القطط والكلاب ، فبناءا علي ما نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة < واشنطن بوست > ، أن عدد القطط والكلاب، تجاوز 3 أضعاف عدد سكان الصين أنفسهم وهذا يعد مؤشر خطير علي حياة الصينين علي حسب ما عرضته الصحيفة ، بجانب الاختلاط المباشر مع الماشية والطيور مما يسمح بتكوين سلالات خطيرة من الفيروسات الفتاكة بحد ما صرحته (مجلة سماثسونيان Samathonian ) وليس هذا وحسب بل ايضا الأسواق الشعبية والتي تسمي في الصين” اسواق اللحوم الرطبة ” كان لها دور فعال في سرعة إصابة الصينيين بهذا المرض ، فلم تكتفي هذه الأسواق بنشر ” السارس” و “إنفلونزا الطيور ” ، وقيام الحكومة بإغلاق العديد منها عام 2013 ، بل التجئت الي الأسواق السوداء والتي أصبحت تبيع لحوم ” الخفافيش” لتلبية نقص لحوم القطط والكلاب.
ولكن ؛ لماذا اتبعت الصين سياسية الاخفاء و التعتيم ؟
نشرت <صحيفة فورين بوليسي > مقالا اوضحت فيها تعمد السلطات الحكومية التكتم 10 ايام علي ظهور اول اصابة بفيروس “كورونا” ، كما تم إلقاء القبض علي 209 شخصا اتهمتهم السلطات بنشر شائعات عن المرض ، و منع الصحفيون المعنيون من تغضية انتشار المرض ، وهذا جعل موقف الصين أمام العالم أشد ضعفا وخوفا خاصة عندما أعلنت السلطات أن المرض لا ينتقل من الحيوان الي الإنسان وهذا ما أثبت العلماء عدم صحته .
إذا ؛ كيف انتشر المرض بهذه السرعة ؟
التعداد السكاني الكبير ، والازدحام المستمر ، هما السببين الرئيسين في زيادة الإصابات بين الصينيين ، إضافة الي السفر الدولي و ملئ المطارات والشوارع أدي الي انتشار الفيروس أسرع وأبعد .
لجأت منظمة الصحة العالمية لتوضيح أعراض هذا المرض فكان الذعر ان اعراضه مشابهة لأعراض نزلات البرد مما سبب تداخلا وخوفا شديدا وأن المرض يأخذ من جسد المصاب تربة خصبة للتكاثر فيكون العذاب مستمرا ل 14 يوما يتناول فيهم النصاب كافة أنواع المضادات الحيوية ، كما أعلنت انه لا يوجد لقاح حتي الآن وأن المشكلة الأهم ان المرض ينتشر عن طريق التنفس او ملامسة أشياء تخص المصاب ، وبعد تسجيل الولايات المتحدة الإصابة الأولي لهذا الفيروس بعد رجوع أحد مواطنيها من الصين ، وكذلك تسجيل 3 إصابات في كوريا الجنوبية ، و إصابتين في إسبانيا، و 6 في اليابان ، اصبح الذعر يعتم علي العالم ، و اصبح الحلم الآن انتهاء هذا الكابوس المميت .