بقلم : تقوى مجدي
تظهر أعراض حالة الملل في الشعور بالإحباط والضيق وقلة الاهتمام بما يدور حول الشخص، فضلًا عن اللامبالاة والإجهاد، وتختلف أسباب هذه الحالة النفسية حسب كل شخص، فأصبح الآن في عصرنا الحالي الملل يسيطر علينا بسبب ضغوطات المعيشة والروتين المعتاد.
فكل جديد يصبح قديماً بمجرد تداوله، وكل لهفة تتحول إلى فتور وتعود، وكل مذهب ينتشر يفقد قيمته، فلو تأملنا إلى حالنا لوجدنا أن العين تمل، واللسان يمل، حتى المعدة تمل، البضاعة الظاهر فالأسواق اليوم، غداً لا تجد من يشتريها!
فللذة الطبيعية أصبحت عادية لأي شئ جربته وعيشته فالأنسان بطبيعته يميل إلا كل ما هو جديد ويريد حب الأستطلاع لأي شئ
حتي أفشات السينمات عندما نضحك لأول مره لم يراودنا نفس الشعور عندما تتكرر نفس الجملة أمامنا.
الشهادة حلمنا جميعاً وغايتنا وأملنا فعندما نحصل عليها ننسى آمرها تماماً، والوظيفة هدف براق حتى تنالها تتحول إلى عبء ثقيل وملل من الوظيفة.
فالملل لا علاج له إلا بالصبر والعودة إلى أفكار تطوره وتجدد نشاطه و روتينه، فالشخص الذي يستسلم لحالة الملل يتجول بهذه المشاعر بدون أن يدري إلى يأس قاتل لا مخرج منه؛ فهو ينتقل من لذة لا تروى إلى لذة لا تروى ولا نهاية لها.
ابحث عن قدراتك واكسر روتين يومك بشراء اي شئ جديد يسعدك حتى لو بسيط، فبعض الناس عندما تسيطر عليهم حالات الملل من الممكن أن يقومون بممارسة هوايات جديدة أو أنشطة محببة مثل الانضمام إلى نادي أو مشاركة مجموعة في قراءة كتب أو ممارسة التمارين الرياضية في أماكن جيدة، تعرف على أشخاص جديدة ، كافئ نفسك كل أسبوع على مدى تعبك ومشقتك طوال الاسبوع ، جدد ديكور غرفتك.
فسوف تعيش الحياه مره واحدة، فلا تضيع وقتك في ساعات الملل والاكتئاب ويدور في ذهنك أفكار تدمرك وتسيطر عليك، جدد علاقتك بالله وفقد أثبتت الدراسات العلمية أن بعض الأشخاص الذين يمرون بحالات الملل والاكتئاب يعانون من البعد عن الله.
فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم :
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.